أكّـدت صحيفةُ «لوتون» السويسرية الناطقة بالفرنسية أنَّ اليمن أصبح بالنسبة للسعودية، بمثابة فيتنام للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يستطع أن يحقّق أي إنجاز حتى الآن سوى «الإخفاقات المدوية» عسكرياً وسياسياً، والجرائم بحقِّ المدنيين.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته تحت عنوان «اليمن.. فيتنام المملكة العربية السعودية»، إنه على الرغم من عدم التكافؤ بين قوات تحالف العدوان وقوات الجيش واللجان الشعبيّة، إلا أنَ الأخيرةَ استطاعت أن تمتلك ترسانةً عسكرية متفوقة تمكّنها من شنِّ هجمات نوعية مؤثرة على العمق السعودي.
وأضافت أن «مصيراً فيتنامياً ينتظر الرياضَ التي تندفع بحماسة المطامع على أمل أن تحقّق ما لم يكن بمقدور أسلافها تحقيقه»، في إشارة إلى مصير القوات المصرية التي دخلت اليمنَ عقب ثورة 26 سبتمبر.
وشبّهت الصحيفةُ عملية ما تسمى «عاصفة الحزم» التي شنّها تحالفُ العدوان على اليمن، بالغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، وأكّـدت أنه «بالرغم من أن 4 سنوات ونصف سنة قد انقضت منذُ بدء انطلاق تلك العملية، إلا أنه (تحالف العدوان) لم يتوصل إلى تحقيق أيٍّ من الأهداف المقرّرة سلفاً حتى اللحظة».
وأضافت: «على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والاستراتيجي لم تتمخض أهداف ومطامع ولي العهد السعودي في اليمن سوى عن سلسلة من الإخفاقات المدوية والكوارث المحقّقة».
وأوضحت أنَّ النتائجَ جاءت عكسية لتحالف العدوان، إذ إن «الهجمات اليمنية على الأراضي السعودية باتت تصبح أكثر من ذي قبل، كما أنّ تأثيرها على أرض الواقع لم يعد محدوداً، بل أصبح يطال العمقَ السعودي».
وذكرت «أن قوات «الحوثي» لم تعد ذلك الطرف المغلوب على أمره، بل غدت واحدةً من أكثر القوى العسكرية رهبة»، وأنها باتت تشكل «كابوساً حقيقياً أمام الجيش السعودي الذي تم تدريبه وإعداده منذُ زمن ليس بقريب من قبَل الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى أعلى المستويات».