اعتبر أكاديمي بريطاني أن السعودية المسؤول الأكبر عن تدمير تراث اليمن الثقافي، مؤكدا أن هذا التدمير البشع حظي باهتمام ضئيل للغاية في كبريات وسائل الإعلام العالمية.
وقال كريستيان شاهنر الأستاذ المشارك بجامعة أوكسفورد البريطانية المتخصص في التاريخ الإسلامي في مقال نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أمس الأربعاء "خلال السنوات الثلاث الماضية مُحيت سدود قديمة ومساجد تعود للعصور الوسطى، ومقتنيات المتاحف وآثار العصر الاستعماري، ويتحمل التحالف السعودي –الإماراتي المسؤولية عن هذه الهجمات التي محت تلك النوعية النادرة من التراث الثقافي العالمي".
وكان لفت الأكاديمي البريطاني أن" اليمن وقفت على مدار التاريخ على مفترق طرق شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا والمحيط الهندي، ونظرا لما يحظى به من أمطار موسمية فقد ظل موطنا لحضارات عظيمة قبل الإسلام بفترة طويلة، وأصبح مقرا للعديد من الأسر الحاكمة بعد ذلك".
وأضاف بالقول"ساهمت كل هذه العوامل في تنوع الثقافات التي لا تزال موجودة في اليمن حتى اليوم، حيث تضم البلاد أربعة مواقع للتراث العالمي لليونسكو، بما فيها مدينة صنعاء القديمة، ذاك المكان الساحر الذي قال الروائي البريطاني المتخصص في أدب الرحلات والمقيم في اليمن "تيم ماكنتوش-سميث" إن بناياته تبدو كأنها "كعكة زنجبيل مثلجة مخبوزة، لا بنايات حقيقية قائمة".
وذكر أن" واحدة من القصص التي لم تتم روايتها بعد هي التهديدات الخطيرة للحرب على المكتبات العامة في اليمن، والذي لا يختلف عن النهب والتدمير الذي تعرضت له نظيراتها في مالي في العام 2013، والواقع ان المخطوطات الإسلامية النادرة تعد من أهم الكنوز الثقافية في البلاد، ولعل أشهرها جزء من مصحف صنعاء الذي اكتشف بالمسجد الكبير في المدينة عام 1972 ولا يزال محفوظا في مكانه، ويعتقد علي نطاق واسع أنه واحد من أقدم المصاحف في العالم، وتعود كتابته للقرن السابع الميلادي، وهو أثر نادر للغاية نظرا لأن كتابته تختلف عن الكتابة التي يقرأ بها المسلمون كتابهم المقدس حاليا".
وتابع الأكاديمي البريطاني"فيما يبدو أن نسخة مصحف صنعاء مصونة وفي أمان نسبي، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لبقية المخطوطات خصوصا مجموعة المخطوطات الشيعية الزيدية في اليمن والمحفوظة في متاحف صغيرة ومكتبات عامة خاصة منتشرة في عموم البلاد، والعديد من تلك المخطوطات النادرة تم نهبها أو تدميرها على الأرجح
المصدر لا ميديا