بشرى الغيلي/ لا ميديا

مثلما للجبهات رجالها في ميدان الوغى، والدفاع عن كرامةِ وشرف وطن يواجه أشرس عدوان كوني ونفاق عالمي من قبل 17 دولة على مدى 4 أعوام، فإن لجبهات الحرف والكلمة المسؤولة نساءها المخلصات في مواجهةِ زيف العدوان وفضح أعماله الإجرامية من خلال المواد الصحفية، والتقارير، وكاتبات الرأي، ومديرات المواقع الإلكترونية، ومراسلات القنوات الإخبارية، ومذيعات البرامج، ومقدمات الأخبار عبر الإذاعات، جميعهن في خندقٍ واحد ساعدن على إيصال مظلومية شعبٍ بأكمله، ومن هنا جاءت لفتة كريمة من اتحاد الإعلاميين اليمنيين بتكريم 106 إعلاميات مناهضات للعدوان الأمريكي السعودي، من مختلف الوسائل الإعلامية الوطنية والخاصة المناهضة للعدوان، وذلك بمناسبة أعياد الثورة اليمنية (21 سبتمبر، و26 سبتمبر، و14 أكتوبر)..

تكاتف جهود من أجل إفشال الرهان
وفي حفل التكريم، أكدت وزيرة الدولة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة رضية عبدالله، أن جبهة الإعلام اليمني الحر المقاوم تبرز بفاعليتها المشرفة بكل وضوح في مواجهة تحالف العدوان وفضح أهدافه وجرائمه، وأوضحت أن الماكينة الإعلامية لدول العدوان تفتقر إلى المصداقية في نقل الحقائق، ما يجعلها مجرد أبواق لا صدى ولا فاعلية إيجابية لها، وأشادت بالدور الكبير للإعلاميات والإعلاميين في اليمن، في ظل شحة وقلة الإمكانيات، والتي قد تصل إلى انعدامها.

مزاولة المهنة تحت القصف
من جانبه، أشار رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالله صبري، إلى تزامن تكريم كوكبة من الإعلاميات المناهضات للعدوان مع أعياد الثورات اليمنية التي فتحت الباب واسعاً أمام الإعلاميات، وغدت العشرات منهن في صلب المهمة الوطنية دفاعاً عن الوطن، وقال: إن العدوان فرض ظروفاً وتحديات أمام الإعلاميين والإعلاميات والمؤسسات الإعلامية، وفي المقدمة التحدي الأمني الذي فرض عليهم مزاولة مهنتهم تحت قصف وغارات التحالف التي لم تعترف بأي خطوط حمراء.

4 سنوات أربكت العدو
فيما أوضحت رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان د. ابتسام المتوكل، في كلمتها، أن العالم يتحدث بإعجاب عن صمود الشعب اليمني لـ4 سنوات أربكت العدو وبينت جهله بهذا الشعب، كما يحكي عن معجزات أبطال اليمن في الجيش واللجان الشعبية، ويحار كثيرون في معرفة سر ذلك الأداء البطولي حد اجتراح أساطير يومية، ونوهت إلى أن المرأة اليمنية منحت لليمن الفرادة، وجعلت العالم يعيد النظر في معلوماته الحربية، ونظرياته الأمنية، وجعلت الجندي الحافي يلقن الأكاديميات العسكرية على مستوى العالم نظريات جديدة ومعارف ميدانية لم تخطر له على بال، وأضافت المتوكل أن الإعلاميات صرن في غمضة عدوان جنديات متطوعات للدفاع عن الوطن في وجه أشرس عدوان، وأخبث عدو.

نهدي التكريم لأمهات الشهداء والجرحى ولكل مبدعة
وفي نفس السياق، تحدثت أسماء الشهاري، في كلمة المكرمات، أن التكريم يعتبر تقديراً وتخليداً لدور المرأة اليمنية التي سطرت بطولات، وصمدت في وجه أعتى عدوان، وقالت: نهدي هذا التكريم للمرأة اليمنية، وفي المقدمة أمهات الشهداء والجرحى والأسرى، ولكل مبدعة كتبت، ورسمت، وصورت، وأخرجت، وأذاعت، ولكل من أنفقت أو خبزت أو خاطت علماً أو عالجت جريحاً.

زادني شعوراً بالمسؤولية
تواجدت صحيفة "لا" في قلب حدث حفل التكريم، وكانت إحدى الوسائل الإعلامية التي تم تكريمها، والتقت بعض الإعلاميات المكرمات، وبداية مع الإعلامية أمة الملك الخاشب التي قالت: التكريم لفتة طيبة وكريمة من الاتحاد مشكورين عليه، والذي زادني شعوراً بالمسؤولية، بل شعرت بالتقصير في الأداءِ الإعلامي، لأن هناك نسبة لا بأس بها من الشعب لا يزالون بعيدين عن فهم حقيقة ما يجري من عدوان.

دعم معنوي
"سعيدة جداً لوجودي بين كوكبةٍ من الإعلاميات المجاهدات، المساندات لإخواننا في الجبهات، سواء بمقالة، أو رواية، أو قصة، أو لوحة فنية، أو بالمال وبالمأكل، والمشرب، لإعانة مجاهدينا في الجبهات، أو غيره من الدعمِ المعنوي والنفسي الذي بدوره يزرع قوة وصلابة في قلوب رجالنا المرابطين في الجبهات لتحقيق نصرنا المحتوم)"؛ هذا ما عبرت عنه الزميلة بشرى الشهاري ـ رسامة كومكس وكاريكاتير، ومن طاقم إذاعة "صوت الشعب".

نواجه العدو بالكلمة
وختمت "لا" هذه الوقفة مع سمية الوادعي ـ مديرة البرامج في إذاعة "صوت الشعب"، والتي قالت: شعور الامتنان لاتحاد الإعلاميين اليمنيين بحجم هذا الوطن الغالي، الذي تمترسنا في خندقه، كما يواجه المجاهدون بالرصاصة في المعركة، على قدر ما أشعرني هذا التكريم بالسعادة ونحن نجتمع لأول مرة مع إعلاميات من عدة وسائل إعلامية، على قدر ما أشعرني بحجم التقصير في دورنا الإعلامي لأنه باستطاعتنا أن نعمل أكثر من الجهد المبذول.
وفي ختام الحفل، كرم اتحاد الإعلاميين اليمنيين 106 إعلاميات وكاتبات من كافة وسائل الإعلام الوطني، والمؤسسات الحكومية والخاصة، كما أعلن عن ضم الإعلاميات المواجهات للعدوان المكرمات إلى عضوية الاتحاد، وكذلك منح الاتحاد رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان د. ابتسام المتوكل درع الاتحاد، تقديراً لدور الجبهة الثقافية في مواجهةِ العدوان على مدى السنوات الماضية، وكشف أكاذيبه المختلفة.