عباس الزيدي

عباس الزيدي / لا ميديا -
الولايات المتحدة الأمريكية هي من تهدد السلم العالمي من خلال حروبها المعلنة وغير المعلنة، وفضلت الاختباء في المرحلة الحالية خوفا من ردات الفعل الكبيرة التي من المؤكد أن تفقدها موقعها ومكانتها في العالم كقوة عظمى تتربع على رأس النظام العالمي أحادي القطبية.

واشنطن هي من تقود الحرب والإبادة الجماعية في غزة، وهي من تقود “الناتو” في حربها على روسيا تحت غطاء أوكراني، وهي من قادت العدوان الإماراتي -السعودي على اليمن، وهي من تقود الحرب على سوريا والعراق.
وهي من تدعم وتقود الحروب في عموم آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وبحر الصين والمحيط الهادئ والهندي وأماكن أخرى إلا أنها اختارت الاختفاء خوفا ورعبا من الهزائم والضربات التي سوف تتلقاها.
وقد ركزت في وقت سابق على الموانئ وعطلت وأشعلت بنيرانها البعض منها كخطوة أولى لتحويلها إلى قواعد عسكرية في مواقع جيوستراتيجية مهمة تسيطر من خلالها على التجارة وموارد الطاقة وعموم طرق النقل والبحار والمحيطات والممرات، ويأتي بعض من حروبها على الموانئ في هذا السياق التي منها:
أولاً: في روسيا استهدفت من خلال القصف الأوكراني مرافئ سيفاتوبول وفيودوسيا ونورفورسيسك، وهي تروم أيضاً تعطيل واستهداف كل من ميناء جليندجيك وتوابس وسوتني وتامان.
ثانياً: في الصين منذ انطلاق مبادرة “الحزام والطريق” ضاعفت واشنطن عملها على تعطيل كافة الموانئ العالمية المرتبطة بذلك المشروع، وعملت على إكمال الإغلاق العسكري لعموم النشاط البحري في بحر الصين وعموم المحيط الهادئ عن طريق التحالفات العسكرية والأمنية ونشر قواعدها البحرية.
ثالثاً: في جمهورية إيران الإسلامية حاولت حرق جميع الموانئ من خلال الحرب المفروضة من قبل نظام صدام على إيران المدعومة أمريكيا وخليجيا في بداية نجاح الثورة الإسلامية ومن ثم تعطيل جميع موانئها البحرية عن طريق الحصار والقرارات الجائرة.
رابعاً: في العراق تعمل على تعطيل مشروع “الفاو الكبير” وموت ميناءي أم فلوس وأم قصر ومصادرة خور عبدالله للكويت.
خامساً: واشنطن ومن خلال دعمها للكيان الصهيوني هي من تقف وراء تفجير ميناء بيروت إن لم تكن ضالعة بصورة مباشرة.
سادساً: في اليمن ومن خلال العدوان الإماراتي السعودي المدعوم صهيوأمريكا عطلت ما يقارب سبعة موانئ يمنية، أبرزها الحديدة والمخا وعدن والنشيمة والضبة وقنا النفطي في شبوة، وغيرها.
سابعاً: في السودان تحاول السيطرة على ميناء بورتسودان من خلال نشر الفتن والفوضى والحرب الأهلية، وهو من أهم الموانئ في المنطقة ليس فقط للسودان، بل للدول الحبيسة مثل أوغندا والكونغو.
ثامناً: في القرن الأفريقي عملت على نشر بعض من قواعدها على سواحل البحر الأحمر، ولجأت إلى أسلوبها المعروف والمكشوف بتشجيع القوى الانفصالية كما هو حاصل الآن في الصومال (صوماليلاند) وفي إثيوبيا (إقليم تيغراي )، ومن أهم موانئ القرن الأفريقي التي تشعل واشنطن فيها نار الحروب ما يلي:
1 - ميناء جيبوتي.
2 - موانئ الصومال كل من بربرة ومقديشو وبوصاصو وهوبيو.
3 - موانئ كينيا كل من مونباسا ولامو.
4 - ميناء دوارلين في إرتيريا.
تاسعاً: في باكستان ميناء كوادر، ولم تكتف بذلك، بل نجحت في إقالة عمران خان رئيس الوزراء من خلال الفوضى كما فعلت ذلك في العراق بالانقلاب على حكومة السيد عادل عبدالمهدي.
عاشراً: موانئ كوبا وفنزويلا هي الأخرى تشهد حربا من قبل أمريكا.
اليوم تشهد المنطقة والعالم مجازر رهيبة وكبيرة وإبادة جماعية بحق أبناء فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب المدعوم أمريكيا، ومن إحدى سبل مواجهة ذلك العدوان ووفق مبدأ “وحدة الساحات” الذي أعلنه محور المقاومة تم استهداف وتعطيل موانئ الكيان الصهيوني كل من “إيلات” و”أشدود” و”حيفا” عن طريق غلق باب المندب، وعن طريق الاستهداف المباشر من خلال الطائرات المسيّرة في المرحلة الأولى، وعن طريق الصواريخ الباليستية في مرحلة قادمة.

 نشر هذا المقال قبل سنتين، بتاريخ 30 كانون الأول/ ديسمبر 2023.

أترك تعليقاً

التعليقات