إبراهيم علوش

إبراهيم علوش / لا ميديا -
في التوقيت، والجغرافيا السياسية، والأدوات، وتقاطُعِ الأهداف والمصالح، كشف هجوم المجاميع الإرهابية المسلحة في الشمال السوري الصلة العضوية بين رعاته، أي بين الطرف الأمريكي - الصهيوني من جهة، والمشروع التوسعي التركي من جهةٍ أخرى. كما أنه كشف صلات الجغرافيا السياسية، وبالتالي تداعيات الحدث الراهن، بين مختلف أجزاء بلاد الشام، من غزة إلى جنوب لبنان إلى حلب.
ثمة أهداف قصيرة المدى لرعاة الهجوم الإرهابي التكفيري في الشمال السوري، وأهداف أخرى طويلة المدى. وتنصب أولوية الطرف الأمريكي - الصهيوني، في اللحظة الراهنة، على إشغال محور المقاومة في الشمال السوري عن مقارعته في الجنوب الشامي.
وكما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، في 1/ 12/ 2024، عن «القناة 12» العبرية، فإن مسؤولي الأجهزة الأمنية في الكيان الصهيوني أخبروا نتنياهو، خلال لقاء مع شخصيات رئيسة في المؤسسة العسكرية مساء الجمعة الفائت، أن «انتباه حزب الله سوف يتحول الآن إلى سورية، وكذلك قواته، من أجل الدفاع عن نظام الأسد، وأن ذلك سوف يعزز، بدوره، احتمال صمود وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان». ولعل ذلك الرهان يفسر الانتهاكات «الإسرائيلية» المتتابعة لاتفاق وقف إطلاق النار جنوبي لبنان.
أضاف ذلك التقرير، نقلاً عن رؤساء أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» ذاتها، أن هجمات الاحتلال الصهيوني على الأراضي السورية ذاتها، وخصوصاً تحت ذريعتي اعتراض شحنات الأسلحة إلى حزب الله، ومواجهة التهديدات المباشرة من «القوات الموالية لإيران» في سورية، و»حرية العمل العسكري» سوف تتسع، على ما يبدو، نتيجة التطورات الجديدة في الشمال السوري «التي عدّوها إيجابية»، حتى لو حملت في طياتها احتمال تطور مخاطر مستقبلية على أمن «إسرائيل» إذا سادت الفوضى الشاملة في البلاد، ووقعت أسلحة استراتيجية سورية «في الأيدي الخطأ»، أو إذا تدفقت قوات إيرانية بكثافة من أجل «تحقيق الاستقرار» في سورية.
إشغال حزب الله بحماية ظهره في سورية، وإضعاف الأخيرة لتوسيع «حرية العمل العسكري» فيها، ودور هجمة الفصائل الإرهابية في تحسين موقف الكيان الصهيوني على هذين الصعيدين، يدفعنا كله إلى البحث عن المستفيد من تلك الهجمة، حتى من دون إيراد معلومات أمنية، متوافرة بكثرة، عن الصلات العميقة بين الإرهابيين التكفيريين مع العدو الصهيوني، ورسائل التطمين التي بعثها أولئك تكراراً عبر الإعلام «الإسرائيلي».
نضيف أيضاً، ومن دون الالتفات إلى الزيارة السرية التي قام بها مسؤول أمني «إسرائيلي» رفيع، هو رونين بار، رئيس جهاز «شين بيت»، إلى تركيا، في 16/ 11/ 2024، ولقائه إبراهيم كالين، رئيس وكالة الاستخبارات التركية، بحسب مواقع «إسرائيلية» شتى.
جاءت زيارة رونين بار إلى تركيا، بالمناسبة، يوم طنطنة وسائل الإعلام التركية بأن تركيا حظرت تحليق رحلة رئيس الكيان الصهيوني، إسحق هرتزوغ، من فوق الأجواء التركية لحضور قمة المناخ في باكو.
ورغم إعلان أردوغان الصاخب، في 13/ 11/ 2024، قطع العلاقات مع «إسرائيل»، تشير مواقع سفارة تركيا في «تل أبيب»، وسفارة الكيان الصهيوني في أنقرة، وقنصليته في إسطنبول، حتى لحظة كتابة هذه السطور، إلى أنها تفتح أبوابها بصورة طبيعية، من يوم الاثنين حتى يوم الجمعة!
العبرة أن هجوماً منسقاً وشاملاً بهذا الحجم، تشارك فيه معاً كل الفصائل الإرهابية شمالي سورية، ما كان ليحدث انطلاقاً من مناطق «خفض التصعيد»، والتي توجد فيها 12 قاعدة عسكرية و114 نقطة مراقبة تركية، ناهيك عن أكثر من عشرة آلاف جندي تركي، من دون إشراف مباشر من طرف الاحتلال التركي الذي بسط سيطرته على 8835 كيلومتراً مربعاً جديداً من الأراضي السورية، بين عامي 2016 و2019.
وكان تقريرٌ لوكالة «فرانس برس»، نشرته «تايمز أوف إسرائيل» في 29/ 11/ 2024، نقل عن «مصادر في المعارضة على اتصال بالمخابرات التركية، أن تركيا أعطت الضوء الأخضر للهجوم». ويقول مراسل الوكالة في الميدان، بحسب تقريرها، إنه شهد معركة بالدبابات على بعد 7 كيلومترات عن حلب، وأن «الجهاديين وحلفاءهم المدعومين من تركيا تلقوا الأوامر مباشرةً من قيادة العمليات المشتركة».
يُذكر أن «غرفة عمليات مشتركة» أمريكية - تركية جرى تأسيسها في 12/ 8/ 2019 للإشراف على «المنطقة الآمنة» في سورية، بحسب موقع وزارة الشؤون الخارجية التركية، تحت عنوان «العلاقات بين تركيا وسورية»، على خلفية اتفاق أمريكي - تركي لتأسيس منطقة عازلة شمالي سورية عرضها 115 كيلومتراً بين دجلة والفرات، بصورة مستقلة عن منطقة الاحتلال التركي إلى الغرب في شمالي سورية.
ورغم أن ذلك الاتفاق يُفترَض أنه انهار بعد شهرين، فليس من الواضح ما إذا كانت غرفة التنسيق الأمريكية - التركية بشأن شمالي سورية ما برحت قائمة، وما إذا كانت هي ذاتها غرفة «قيادة العمليات المشتركة» التي أشرفت على الهجوم الأخير للعصابات المسلحة التكفيرية شمالي سورية، أم أن غيرها جرى تأسيسها خصيصاً لهذا الغرض بالتعاون مع حلف «الناتو» عبر مراكزه وقواعده المنتشرة في تركيا.
ومن المعروف أن للولايات المتحدة باعاً طويلاً في تمويل «المعارضة السورية المسلحة» وتدريبها وتسليحها عبر تركيا وغيرها. ومما كُشِفَ عنه في هذا المجال برنامجُ بقيمة 500 مليون دولار من أجل تهيئة 15 ألفاً من المتمردين السوريين «في مواجهة داعش» سنة 2014، وهو برنامجٌ جرى التخلي عنه بعد فشله سنة 2015.
وهناك أيضاً برنامجٌ آخر أكثر نجاحاً أدارته وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) منذ سنة 2013 لتسليح «المعارضة السورية»، تحت عنوان «خشب الجميز» (Timber Sycamore)، وهو برنامج بلغت قيمته أكثر من مليار دولار، استمر حتى سنة 2017، وشاركت فيه الأجهزة الأمنية البريطانية والتركية وبعض العربية.
الأمر الذي لا شك فيه هو أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ونظام أردوغان تقاطعا في دعم العصابات المسلحة الإرهابية في سورية قبل «داعش»، ومن ثم بذريعتها، وإن اختلفا بشأن دعم الولايات المتحدة للمليشيات الكردية الانفصالية شرقي البلاد، حيث يجثم الاحتلال الأمريكي بكل ثقله على أرضها وثرواتها، وصولاً إلى التنف جنوباً، كحاجز عسكري، حرفياً، بين سورية والعراق.
اللافت أن ورقة نُشرت في موقع مركز أبحاث أمريكي معروف، هو «مجلس الأطلسي» (Atlantic Council)، في 9/ 5/ 2024، بعنوان «سورية تحمل مفتاح تحسين العلاقات التركية - الأمريكية»، اقترحت تسليم تركيا مسؤوليات الاحتلال الأمريكي شرقي سورية، ومنها إدارة سجون «داعش» ومعسكرات عائلات نزلائها، بإشراف أمريكي، في مقابل الحفاظ على مكاسب الأكراد السوريين في المنظومة السياسية السورية (عبر البشمركة والمجلس الوطني الكردي التابع للبرزاني شمالي العراق، لا عبر «قسد»، كما يشرح كاتب التقرير في مادة أخرى).
يصر التقرير ذاته على أن تبنّي ذلك التوجه أمريكياً سوف يُضعف روسيا وإيران في سورية، ويحجّم قدرتهما على اللعب على وتر التناقضات التركية - الأمريكية، ويعزز علاقة تركيا بحلف «الناتو»، كما أنه سوف يمهد لتنسيق استراتيجي بين الطرفين يتجاوز «مكافحة الإرهاب» ويمهد لترتيب الأوضاع في العراق، بعد سورية.
يصر التقرير ذاته على أن تبني ذلك التوجه أمريكياً سوف يُضعف روسيا وإيران في سورية، ويحجّم قدرتهما على اللعب على وتر التناقضات التركية -الأمريكية، ويعزز علاقة تركيا بحلف «الناتو»، كما أنه سوف يمهد لتنسيق استراتيجي بين الطرفين يتجاوز «مكافحة الإرهاب» ويمهد لترتيب الأوضاع في العراق، بعد سورية.
ويبدو أن هذا الخيار هو المتاح أمريكياً في ضوء نزعة ترامب وتياره في الحزب الجمهوري للانسحاب من سورية، والذي أمر به مرتين خلال رئاسته الأولى، ابتداء من سنة 2019، الأمر الذي أدى إلى توسع الاحتلال التركي شمالي سورية، في ما تسمى «عملية نبع السلام»، على حساب «قسد»، وعلى حساب سورية في الحالتين طبعاً.
كما أنه الخيار المتاح أمريكياً في ضوء نفور الجمهوريين من «قسد»، أيديولوجياً وسياسياً، وتعاملهم معها كشرٍ لا بد منه، في مقابل احتضانها كطفلٍ مدلل من طرف «الديمقراطيين».
إدارة الأدوات في سورية، من انفصالية وتكفيرية وغيرها، هي لعبة الإدارة الأمريكية، بما يحقق إضعاف سورية وتفكيكها في المحصلة، في سياق المخطط الاستراتيجي العام للمنطقة، وفي سياق مواجهة محور المقاومة في اللحظة الراهنة. وإذا كان هناك من يشكك في الدور الأمريكي في تنسيق الهجوم العام للعصابات المسلحة على الشمال السوري، فإن أحداً لا يستطيع التشكيك في أن «قسد» تقع تحت ولاية البنتاغون مباشرة، وأن انسحابها لمصلحة العصابات التكفيرية من حلب وتل رفعت وجوارهما لا يمكن أن يجري من دون تفاهم تركي -أمريكي.
على الرغم من ذلك، فإن أنقرة دفعت ما يسمى «الجيش الوطني السوري» إلى مهاجمة الأكراد في تل رفعت، الأمر الذي استنكرته «جيروزاليم بوست» العبرية، في 2/12/2024، لأنه يشتت جهود «هيئة تحرير الشام» في مواجهة «النظام السوري»، كما قالت الصحيفة «الإسرائيلية» حرفياً، ضمن أجندة تركية ضيقة، وذلك في تقرير بعنوان «المليشيات المدعومة من تركيا تستهدف الأكراد وسط انهيار النظام السوري -تحليل».
يجب أن تفهم «قسد» إذن أن أفقها بات مسدوداً الآن، وأن رهانها على الأمريكي، وربط مصيرها بـ»الإسرائيلي»، هما مثل المقامرة في لعبة الروليت الروسية، إذا لم تطح رأسها اليوم، فإنها ستطيحه غداً أو بعد غد، وأن لا خيار أمامها سوى التفاهم مع دمشق، بعيداً عن التعجرف والشروط التعجيزية وتقلب الولاءات، إذا أرادت خروجاً مشرفاً من المأزق الذي وضعت نفسها فيه.
فهي ورقة يمكن التضحية بها أمريكياً من أجل كسب تركيا، كما أنها ورقة يمكن إبدالها «إسرائيلياً» بـ»المجلس الوطني الكردي» في سياق مشروع تفكيك سورية والعراق، وخصوصاً أن علاقة الأخير مع الطرف الأمريكي -الصهيوني أقدم كثيراً من علاقة «قسد» به.
ومن أجل وضع هجوم العصابات التكفيرية المسلحة في الشمال السوري في سياقه «الإسرائيلي» أيضاً، نورد ما قاله روبرت فورد، آخر سفير أمريكي في سورية، بحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» في 30/11/2024، بأن «أشهراً من الضربات الإسرائيلية على مواقع سورية وأخرى لحزب الله، واتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان هذا الأسبوع، كانت عوامل وفرت للمتمردين السوريين الفرصة للتقدم».
يشير فورد، في السياق ذاته، إلى أن تطورات الشمال السوري يمكن أن تجتذب روسيا وتركيا إلى خوض قتال مباشر بينهما. وهو أمر، إذا تحقق توقع فورد، سوف يخدم الولايات المتحدة من زاويتين، زاوية اضطرار روسيا إلى إبعاد موارد عسكرية عن أوكرانيا أو التخلي عن سورية، وزاوية كسب الولايات المتحدة تركيا إلى صفها.
تكاد تجمع التحليلات الأمريكية و»الإسرائيلية»، بالمناسبة، على أهمية العامل اللبناني في إضعاف الخطوط الدفاعية للدولة السورية في الشمال. يختتم تقرير لـ»تايمز أوف إسرائيل» العبرية مثلاً، في 29/11/2024، بمقتطفات منسوبة إلى الباحث الاستراتيجي الأمريكي نيك هيراس يقول فيها إن «القوات المناهضة للحكومة باتت في وضعية أفضل للاستيلاء على القرى من قوات الحكومة السورية المدعومة روسياً، بينما يركز الإيرانيون على لبنان».
كذلك ينقل تقرير نُشر في موقع «صوت أمريكا» (VOA) الحكومي، في 30/11/2024، عن الباحث الاستراتيجي المتخصص بسورية في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس، أن «هناك عدة أسباب لضعف الأسد، بما في ذلك سحب «إسرائيل» الحشوة من بطانة حليفه حزب الله، والقصف «الإسرائيلي» المتواصل لمواقع الحكومة السورية ومواقع حلفائها في البلاد، منذ بدء الصراع في غزة في الـ7 من أكتوبر 2023».
ويقول لانديس، في التقرير ذاته، إن هجوم الشمال السوري يحمل بصمات تركية في كل جوانبه، إذ إن «جميع الأسلحة والمواد الغذائية والأموال التي تدخل إلى إدلب تأتي من تركيا».
ينقل التقرير ذاته، عن محللين سوريين، صرحوا لوسائل إعلام عربية بأن «المحور السوري -الإيراني جرى إضعافه لأن الطريق من طهران إلى بيروت لم يعد مفتوحاً، ولم تعد الأسلحة تصل إلى المليشيات الحليفة لإيران. كما أن روسيا، حليفة سورية، يداها مقيدتان في الوقت الحالي، نتيجة النزاع في أوكرانيا».
وفي تحليل نشرته «ذا غارديان» البريطانية في 1/12/2024، عنوانه «المتمردون خلف السقوط المفاجئ لحلب استغلوا الانشغالين الروسي والإيراني»، ثمة تركيز كبير على انشغال روسيا بأوكرانيا، وإيران بالصراع مع «إسرائيل»، واضطرار الاثنتين إلى توجيه مواردهما العسكرية في هذين الاتجاهين بعيداً عن التكفيريين، الأمر الذي أضعف سورية بالمحصلة، الآن وفي المدى البعيد.
ولعل أهم جملة في تقرير «ذا غارديان» الحاقد لم تكن الأولى، وهي: «لم تكن كييف هي التي سقطت في ثلاثة أيام، بل حلب»، وإنما الجملة التي جاءت في متنه، وهي: «من المؤكد أنه ليس من قبيل الصدفة أنه، في اليوم الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» وحزب الله، بدأ هجوم هيئة تحرير الشام».
ونضيف أنه ليس من قبيل الصدفة أن تحتفي الدول الغربية بهجوم تنظيم يفترض أنه تكفيري محظور لديها مثل «هيئة تحرير الشام».
يؤكد تقرير آخر، نشر في 1/12/2024، في موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (CFR)، على العوامل ذاتها، مؤكداً على عدم قدرة روسيا وحزب الله على حشد الموارد التي حشداها في السابق دعماً للدولة السورية، ومضيفاً أن نجاح هجوم الشمال جعل أردوغان يراهن مجدداً على إقامة نظام تابع له في دمشق.
في المحصلة، تقاطَعَ النظام التركي والطرف الأمريكي -الصهيوني في استغلال تداعيات العدوان على غزة، والحرب على لبنان، وقصف سورية المتواصل، وانهماك روسيا في أوكرانيا، لإعادة فتح جبهة شمال سورية، الأمر الذي أعاد عقارب الساعة سورياً إلى عام 2016.
لكن سورية، التي مرت بما هو أصعب وأقسى، تواجه هذه المعركة مسلحةً بإدراك شعبي أكبر، سورياً وعربياً، لحقيقة ارتباطات العصابات الإرهابية التكفيرية وأجنداتها المشبوهة، إذ إننا لم نر تلك العصابات تحارب الكيان الصهيوني دفاعاً عن أهل غزة مثلاً، بل رأيناها تنخرط في مشروعه، وفي توقيته، في سورية، بدلاً من مواجهته في فلسطين المحتلة، وعند تخومها، وفي كل مكان.
كما أن كل التحليلات السابقة تعاني من خللٍ جوهري ومنهجي، وهو إغفال دور الجيش العربي السوري والشعب السوري في صد العدوان الكوني الذي تعرضت له سورية، ومئات آلاف الشهداء الذين قدموا للدفاع عنها. وهذا الإغفال المتعمد للعامل المحلي سيكون مقتل المراهنين على سقوط سورية، لأنها تملك القدرة والإرادة كي تنهض من أعماق الألم والجراح والحصار، بقواها، وبدعم الحلفاء، كي تهزم ذلك العدوان مجدداً كما صدته من قبلُ.
في جميع الأحوال، لعل سورية كانت تتحسب لمثل هذه اللحظة في مواجهة المجاميع المحتشدة ضدها، من الشمال أو الشرق، أو منهما معاً، ولعل ما حدث في شمالها يرد على من زايدوا عليها، حتى وهي تدفع غالياً ثمن احتضانها للمقاومة: لماذا لم تفتح جبهة الجولان عشية الـ7 من أكتوبر 2023؟!

أترك تعليقاً

التعليقات