نقاط حول وثائقي الدريهمي
 

حمود الأهنومي

 د. حمود الأهنومي / لا ميديا -
هذه الأيام مع وثائقي الدريهمي بأجزائه الخمسة كان الواحد منا يحبس أنفاسه لحظة بلحظة مع كل حركة يقوم بها المجاهدون في الدريهمي، وهو يرى آيات الله تتجلى على يد أوليائه. وبالفعل فقد تحقق كثير من الأهداف التوثيقية والتحفيزية والنفسية والتعبوية التي أريد منها أن تصل إلى مجتمع المجاهدين وحاضنتهم وأنصارهم، وإلى العدو وأتباعه ومرتزقته. وهنا يمكن تسجيل عدد من الملاحظات، وهي:
أولاً: علّمنا الوثائقي أن النصر بيد الله، وأنه يعطيه لمن يتحرك انتصاراً له، وتوكلاً عليه، وثقة به، بغض النظر عن الإمكانات المادية والتقنية والعسكرية، وأن على المؤمنين أن يحصِّلوا ما يستطيعونه من هذه الأمور، ثم يدعوا الباقي عليه جل في علاه.
ثانياً: نحمد الله على قيادتنا العظيمة التي أظهر الوثائقي أنها كانت تتابع أوضاع المجاهدين أولاً بأول، وتقود العمليات عن كثب، وتضع الخطط والتصورات، على تزاحم مهماتها وأعمالها، وهو الأمر الذي أثمر النصر والعزة حينما انطلق المجاهدون للتسليم والاتباع والتنفيذ لهذه القيادة المباركة.
ثالثاً: من الطبيعي أن يحتفظ منتجو ومعدو هذا الفيلم بكثير من الأسرار العسكرية التي صنعت هذا النصر، وألا يذيعوا جميعها في الفيلم، ولاسيما تلك الإجراءات والتكتيكات التي لم يتعرف عليها العدو، وهذا هو ما يمليه الموقف العسكري الحكيم، فلا نظهر للعدو كل ما لدينا من تكتيكات وخطط ومفاجآت لا تزال قابلة لتكرارها وعملها مرة أخرى في ميادين أخرى، ومن الطبيعي ألا يتم إظهار إلا ما كان مستهلكا وبات معروفا حتى عند العدو.
رابعاً: آمل أن تتم دراسة حالة الدريهمي، ومن قبلها حالة ميدي، وتزويد المجاهدين في المناطق المشابهة بهذه الدروس والنتائج، للعمل على تطويرها والبدء من حيث انتهى السابقون.
وبهذه المناسبة نؤكد لمن لهم علاقة بإنتاج هذه الوثائقيات أن يعملوا على إنتاج فيلم وثائقي مشابه عن أحداث ميدي وحصارها. ومن المؤكد أن المجاهدين ليسوا بحاجة إلى عرض إنجازاتهم لذاتهم؛ ولكن نحن من نحتاج إلى التعرف عليها وعلى آيات الله التي حققها على أيديهم، فنكون جزءا ممن يشهد على كمال الله وعظمته وجلاله وقوته وقهره، ونحن نرى آياته تتجلى في نصره للمؤمنين، وهزيمته لأعدائه أعداء الدين، ثم نأخذ العظة والعبرة، ونستفيد من الدروس.
خامساً وأخيراً: لاحظت أن قادة الثبات داخل مدينة الدريهمي كانوا من عدد من محافظات اليمن، وأنهم عملوا كفريق واحد، وغطوا كل الجوانب المتصلة بالعمليات العسكرية. وهنا من المهم الانتباه إلى هذه النقطة في إنشاء تشكيلات مجاهدة على هذا النحو، حيث لا ترى في هذه التشكيلات الرائعة إلا أنها تعبر عن حالة المؤمنين الذين يرتبطون بانتماءاتهم الإيمانية قبل أي شيء آخر، وينتظمون على أسس مهنية وعسكرية بحتة، وهذا ما يؤسس لعملية جهادية منظمة وناجحة ومستمرة ومؤسسية أيضاً.
والحمد لله أولاً وأخيراً، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

أترك تعليقاً

التعليقات