مـقـالات - كارلوس شهاب

الاستبداد الآسيوي العثماني؟

كارلوس شهاب - في العصور الوسطى، كانت أقرب قوّة غير أوروبّية إلى أوروبّا هي الدولة العثمانية، ومنذ القرن الرابع عشر، كانت جيوش العثمانيّين تهاجم الفضاء الأوروبّي «المسيحي»، ولذلك صار «التُّرك» المثال الكامل للقوى غير الأوروبّية التي اصطفت ضدّ القارة، فبدأ النظر إليهم نموذجياً بوصفهم استبداديّين بطبيعتهم، مفتقرين للقيم المسيحية وموسومين بالبربرية. ...

«جـدل الـنـعـال»

كارلوس شهاب - «جدل النعال» هو صراعٌ دار بين البريطانيين وبعض المثقفين الهنود أثناء احتلال بريطانيا للهند، حيث فسّر البريطانيون ارتداء الهنود للأحذية أو الصنادل أثناء مخاطبتهم للبريطانيين على أنه محاولةٌ لإرساء نوع من المساواة بين الحاكم والمحكوم؛ لذلك منع البريطانيون الهنود من ارتداء الأحذية والصنادل أثناء حضورهم في المنازل والمكاتب البريطانية. على ضوء ذلك، تنبّه بعض المثقفين الهنود إلى أن البريطانيين لا يخلعون أحذيتهم وبساطيرهم في المناطق الهندية، ولا حتى في أقدسها، مثل المعابد الهندوسية والمساجد الإسلامية....

الـتـرجـمـة كـأداةٍ للـنـهـب

كارلوس شهاب- عام 1992، ركّز ريشار جاكومون على الترجمة، ليس بوصفها أداةً يقوم بها محترف لإيجاد التكافؤ بين النصوص والمفردات والمصطلحات والمعاني، بل بوصفها قناةً استعمارية بين مهيمِن ومهيمَن عليه تضمن المزيد من الإخضاع، وذلك من خلال إرسال موظّفين من البلد المهيمِن ليقوموا بدور الوسيط بين المستعمِرين والمستعمَرين، أو اختيار مجموعة من البلد المُهيمَن عليه لتتعلّم لغة المهيمِن وثقافاته فتكون القناة لنقلها لبلدهم الأم،...

التغلغل البريطاني يرسم شكل مشيخة الكويت

كارلوس شهاب - في مطلع القرن العشرين، ومع التغلغل البريطاني في الخليج العربي، انفجرت المنطقة كلها بصراع بين ممثّلي الدولة العثمانية وبين وكلاء الغرب، وبالأخص بريطانيا؛ ولعل صراع بني رشيد وبني سعود كان أبرز التمظهرات. ولكن صراعاً آخر مشابهاً لما دار في نجد، قد دار في الكويت منذ العام 1896، وساهم برسم شكل إمارة الكويت السياسي وتثبيت حكم بني الصباح لما تلاه، وهو الصراع الذي دارت رحاه بين بني مبارك وبني إبراهيم....

كارلوس شهاب / لا ميديا - سعت الصهيونية إلى خلق «شعب يهودي» ليس طموحه الحفاظ على التعاليم الدين المتوارثة من جيل لآخر، بل الاندماج في الأسرة العالمية كشعبٍ مثل بقية الشعوب. ولم يكن ليتحقق ذلك لزعماء الصهيونية «الأشكينازيين» (الأوروبيين) إلا بتحقيق فصل يهود الشرق «السافاراديم» عن جذورهم الدينية وتحويلهم من يهود إلى «إسرائيليين». مصطلح الـ«سفاراديم»، كما مصطلح «المزراحيين»، الذي يعني "الشرقيين" تاريخياً، أي قبل بدء الهجرات الصهيونية، كان يشير إلى «الطوائف الشرقية» التي تكونت بشكل ديني وثقافي من اندماج يهود الأقطار الإسلامية مع اليهود المُهجّرين من شبه الجزيرة الإبيرية بعد الحملات الكاثوليكية ضد الأندلس التي أفضت إلى طرد المغايرين أو الأغيار (اليهود والمسلمين) عام 1492. وقد تمايزوا كـ«طوائف شرقية» في القرن السابع عشر ميلادي واتصلوا بالتيارات الأوروبية، ومنها المدرسة الليتوانية الحريدية....

  • <<
  • <
  • ..
  • 7
  • 8
  • 9
  • >>