تقرير:عادل بشر / لا ميديا -
يوماً بعد آخر يُثبت للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أنهما بعدوانهما على اليمن، ومن خلال عسكرة البحر الأحمر، قد حشرتا نفسيهما في عنق مضيق "باب المندب" الذي لا يتسع لغير السيادة اليمنية، وأن بوارجهما الحربية وناقلات الطائرات وغيرها من الترسانة العسكرية المتطورة، لن تثني القوات المسلحة اليمنية عن الاستمرار في عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني، مهما كانت التحديات، ولن تحتفظ بحق الرد على العدوان الذي طال العاصمة صنعاء وعددا من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية.
في هذا الصدد وبينما واصل الإعلام الأمريكي السخرية من إعلان "واشنطن" عن تدمير قدرات القوات اليمنية في الموجة الأولى من القصف فجر الـ12 من كانون الثاني/ يناير الجاري، مؤكداً فشل تلك الضربات، جددت القوات البحرية اليمنية، أمس، التأكيد على الاستمرار في منع السفن "الإسرائيلية" أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة.
وأوضح مصدر في القوات البحرية، أن الملاحة آمنة في البحرين العربي والأحمر وباب المندب لجميع السفن، عدا السفن "الإسرائيلية" أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.. موضحاً أنه "على أي سفينة تحتاج للمساعدة التواصل عبر القناة 16 الدولية أو إرسال بريد على info@navy.gov.yr".
وتزامناً مع ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، التأكيد على استمرار الهجمات في البحر الأحمر  على السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال، حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة.
وقال عبدالسلام: "إن موقف اليمن من أحداث فلسطين والعدوان على غزة لم يتغير ولن يتغير لا بعد الضربة الأمريكية ولا بعد التهديدات". مشدداً على أن "طلبنا هو إنهاء العدوان الإجرامي في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة في الشمال وفي الجنوب".
وأوضح عبدالسلام أن "التواصل مع المجتمع الدولي مستمر للتأكيد على أن حركة الملاحة آمنة لكل السفن في العالم باستثناء السفن المرتبطة بإسرائيل فقط". مؤكداً أن "اليمن لا يريد التصعيد، ولكن من يقوم بعسكرة البحر الأحمر وملئه بالبوارج والفرقاطات والقطع العسكرية هو الأمريكي والبريطاني".

فشل أمريكي بريطاني
يأتي هذا فيما سخرت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية، من الرواية الأميركية التي زعمت أن العمليات ضد صنعاء استهدفت 80% من قدرات "الحوثيين"، وحذرت وسائل الإعلام من فشل كبير لـ"واشنطن" و"لندن" أمام القوات اليمنية في البحر الأحمر، وهو ما ذهبت إليه صحيفة "واشنطن بوست"، حيث ذكرت في تقرير لها، أن الولايات المتحدة وبريطانيا "دخلتا حرباً ستواجهان عبرها عدواً اعتاد على القتال وخوض الحروب"، مضيفة أنه "رغم وصف زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا الهجمات بأنها ناجحة، إلا أن المحللين يرون أنها تكشف عن فشل واشنطن في احتواء التداعيات الإقليمية لحرب غزة". ووفقاً لهؤلاء، فإن "الضربات لن تردع صنعاء عن مواصلة مهاجمة سفن الشحن والسفن الحربية في المنطقة".
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين اعترافهم بأن من وصفوهم بـ"الحوثيين" نجحوا بإخفاء أسلحتهم وصعّبوا المهمة على القوات الأمريكية ووكالات الاستخبارات.
وقال المسؤولون الامريكيون: "إنهم واجهوا صعوبة كبيرة في العثور على مواقع للحوثيين لاستهدافها"، وأن "الحوثيين نجحوا في إخفاء معظم أسلحتهم التي تم تركيبها على حاملات متحركة"، ومازالوا قادرين على مواصلة عملياتهم في البحر الأحمر.
وأضافت الصحيفة: "كما اعترف المسؤولون الأمريكيون أن الضربات العسكرية استهدفت 60 هدفا في 28 موقعا بصعوبة؛ علما أن الأسلحة، التي استخدمتها الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا، تضمنت صواريخ من الجو من طائرات "سوبر هورنت إف/ أيه" المستندة إلى حاملة الطائرات آيزنهاور، وصواريخ توماهوك من المدمرتين البحريتين "يو إس إس غرافلي" و"يو إس إس ماسون"، والطراد البحري "يو إس إس فيليبين"، وغواصة أمريكية.
ووفقاً لذات الصحيفة فقد أقرّ المسؤولون الأميركيون بأن تقييم وكالات التجسس في بلادهم يشير إلى أن حركة "أنصار الله" في اليمن مستقلة، وأنّ إيران لا تملي عليها عملياتها اليومية.
وأوضحوا أن قيادة "أنصار الله" هي من نفذ الاستهدافات ضد السفن "الإسرائيلية" وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال، وذلك بعيداً عن تدخل إيراني.
وأكد المسؤولون الأميركيون أنهم لم يعثروا على دليل مباشر يثبت أن كبار القادة الإيرانيين، أعطوا أوامر بشنّ الهجمات في البحر الأحمر.
كذلك، اعترفت الصحيفة الأميركية بالقدرة العسكرية التي تمتلكها القوات المسلحة اليمينة، والتي تمكنها فعلاً من تنفيذ هذه العمليات في البحر الأحمر، إذ قالت: "يبدو أنهم قادرون على صنع العديد من الأسلحة الخاصة بهم، بما في ذلك الطائرات بدون طيار".
من جهتها تناولت مجلة "نيوزويك" الأميركية، في تقرير خاص، أمس الاثنين، الضربات الجوية التي نفّذتها دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على اليمن.
ورأت المجلة أن هذه الضربات "مسمار آخر في نعش الرئيس الأميركي، جو بايدن، وخصوصاً من ناحية الناخبين المسلمين في الانتخابات المقبلة أواخر العام الجاري". مشيرة إلى أن تحالفاً من الأمريكيين المسلمين في الولايات المتأرجحة بدأ بحملة تحت شعار AbandonBiden# (تخلّو عن بايدن)، وحثّ الناخبين على عدم إعادة انتخاب الرئيس الحالي في عام 2024، بسبب موقفه الداعم للعدوان "الإسرائيلي" على غزة.

رواية اختفاء جنود أمريكيين
من جهة أخرى تتجنب الولايات المتحدة الحديث عن الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها، خلال المعركة التي دارت مع القوات المسلحة اليمنية الأربعاء 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، حيث نفذت القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية عملية مشتركة بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والبحرية والطائرات المسيرة، استهدفت سفينة أمريكية كانت تقدم دعماً للكيان الصهيوني في البحر الأحمر.
وفيما لم تعلن واشنطن عن خسائرها، تحدثت القيادة المركزية الأميركية عن اختفاء جنديين من عناصر البحرية التابعين لها في جنوب البحر الأحمر، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وأمس، ذكرت صحيفة "الواشنطن بوست" أن "عنصري البحارة الأمريكيين كانا في مهمة البحث عن شحنة أسلحة متجهة إلى اليمن بعد أن اشتبهت السلطات الأمريكية في أمر سفينة كانت تعبر خليج عدن وكانت تحمل أسلحة إيرانية". مشيرة إلى أن أحد الجنديين سقط إلى البحر أثناء محاولته صعود السفينة وقام زميله بالقفز وراءه محاولاً إنقاذه، ولم يتم العثور على الجنديين حتى اللحظة.
وقوبلت هذه الرواية بسخرية واسعة من قبل مراقبين وناشطين إعلاميين غربيين وعرب، مؤكدين أن أمريكا لا تريد الاعتراف بخسائرها أمام القوات المسلحة اليمنية، فلجأت إلى تأليف سيناريوهات الاختفاء الغامض لمجنديها.