أكد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن موقف الشعب اليمني من القضية الفلسطينية ثابت ومشرّف، وأنه لن يتردد في تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته.
وقال السيد القائد، في كلمة خلال تدشين الذكرى السنوية للشهيد، إن «موقف شعبنا منذ بداية العدوان على غزة كان موقفاً واضحاً ومشرّفاً، وقد أعلنا منذ اليوم الأول وقوفنا مع أبناء شعبنا الفلسطيني ومقاومته».
وأضاف أن «شعبنا العزيز جسّد هويته الإيمانية بالخروج الجماهيري نصرة لفلسطين، بما لا مثيل له في أي بلد عربي وإسلامي وعلى المستوى العالمي».
وأشار السيد إلى أن شعبنا العزيز مستعد لبذل كل ما يستطيع من أجل نصرة القضية الفلسطينية، ولو توفر له منفذ بري يتحرك من خلاله ليصل إلى فلسطين لتحرك أبناء شعبنا بمئات الآلاف من المجاهدين الأبطال الأحرار.
وأوضح أن «الشعب اليمني لن يألو جهداً على المستوى العسكري بالوسائل المتاحة، وإخوتنا في القوة الصاروخية نفذوا عدداً من العمليات إلى جنوب فلسطين المحتلة».
وتابع أن «عملنا على مستوى قصف العدو بالصواريخ والمسيّرات سيستمر، وسيستمر تخطيطنا لعمليات إضافية في كل ما يمكن أن نناله من أهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين».
وتوعّد السيد القائد بقصف أي سفينة «إسرائيلية» في البحر الأحمر وباب المندب.
وقال: «عيوننا مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن أي سفينة صهيونية في البحر الأحمر، وباب المندب تحديداً، وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية».
وأشار إلى أن اعتماد العدو الصهيوني أسلوب التهريب والتمويه في البحر الأحمر دليل خوفه ودليل على جدوائية وتأثير موقف بلدنا وشعبنا عليه.
وشدد السيد القائد على أن «شعبنا أعلن موقفه، ومستعد لكل تبعاته. نحن شعب مجاهد وقدمنا التضحيات لثباتنا على موقفنا تجاه فلسطين من أول يوم رفعنا فيه صرختنا».
وأشار إلى أن موقف الشعب اليمني من القضية الفلسطينية هو موقف ثابت ومشرّف، وسيستمر في تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته حتى تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.
 
قمة العار
وانتقد قائد الثورة مخرجات القمة العربية الإسلامية الأخيرة، التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، واصفاً بيانها بـ»العادي جداً».
وقال إن «57 دولة عربية وإسلامية بثقلها وإمكاناتها خرجت ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية، ومن شخص واحد».
وأضاف أن «بعض الدول تقدمت بصيغة أفضل تتضمن بعض الخطوات العملية، ورفضتها دول أخرى على رأسها السعودية، لتكون مخرجات القمة بياناً عادياً جداً سخر منه الإسرائيلي».
واعتبر السيد القائد أن «كيان العدو فهم من بيان القمة العربية الإسلامية أنهم يراعونه ويكبلون الأمة كي لا تتخذ أي إجراء عملي، ولا تتخذ موقفاً حازماً بالحد الأدنى».
وتابع أن «موقف بعض الدول العربية لم يرقَ إلى موقف دول لا عربية ولا إسلامية، مثل كولومبيا وبعض دول أمريكا الجنوبية، التي قاطعت كيان العدو».
وأشار السيد الحوثي إلى أن «بعض الدول العربية لا تكتفي بالتخاذل، بل لها تواطؤ تحت الطاولة مع الأمريكي ليفعل الإسرائيلي ما يريد في غزة».
وشدد على أن «القمة التي يقولون إنها تمثل كل المسلمين تخرج فقط ببيان بمطالبة كلامية دون أي موقف عملي! هل هذه قدرات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم؟!».
ولفت السيد القائد إلى أن «أمام مأساة الشعب الفلسطيني الكبيرة لأكثر من 70 عاماً نرى موقف أكثر من مليار مسلم موقفاً محدوداً وضعيفاً».
وقال إن «غزة تعيش جرائم إبادة جماعية وقتل بدم بارد للناس، حتى في مساجدهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومدارس المنظمات الأممية التي لجؤوا إليها».
وأضاف أن «ما يحصل في قطاع غزة يكشف حجم المظلومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني مع تخاذل عربي وإسلامي مؤسف جداً».
وأعرب السيد القائد عن أسفه لـ»وصول الكثير من أبناء أمتنا إلى موت ضمائرهم، وأن ضمائرهم في سبات وبحاجة إلى ما يوقظها ويحييها، والمشاهد في غزة كفيلة بأن توقظ الجميع من سبات الضمائر».
ولفت إلى أن «قطاع غزة يتعرض لحصار صهيوني عربي مشترك، فالدول المجاورة لا تحاول إيصال الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية بشكل جاد».
وتساءل: «لماذا لا يتحرك أبناء الأمة وعليهم المسؤولية أمام الله والمسؤولية الإنسانية والقومية والأخلاقية لمناصرة أهل غزة في مواقف عملية ترقى إلى مستوى المأساة؟!».
وأضاف أن «الأنظمة العربية تفقد الجدية ولا تملك الإرادة للتحرك الجاد باتجاه غزة».
وأكد السيد القائد أن «صمت الأمة العربية والإسلامية عن مأساة غزة جريمة كبرى، ويجب على الجميع أن يتحركوا لرفع هذا الحصار ونصرة أهل غزة».
ولفت إلى أن المظاهرات المنددة بجرائم العدوان الصهيوني في غزة مهمة. وقال: «المظاهرات في العواصم الغربية مهمة جداً، ومن المهم أن تستمر».

السبيل لنصرة فلسطين
وأكد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الجهاد فريضة واجبة لنصرة الحق وحماية الأمة.
وقال إن الجهاد هو الوسيلة الشرعية والوحيدة لنصرة الحق وحماية الأمة، ومواجهة الطغاة والمجرمين، الذين يسعون إلى السيطرة على الناس وثرواتهم.
وأضاف أن حالة الضعف في واقع المسلمين وما يترتب عليها من مآسٍ في واقع أمتنا، يدل بشكل واضح على أهمية فريضة الجهاد في سبيل الله.
وأكد السيد القائد الحاجة وضرورة أن تكون الأمة قوية منيعة تقدر على النهوض بمسؤولياتها من جهة، وحماية نفسها من جهة أخرى.
ولفت إلى أن الطغاة الظالمين يستخدمون وسائل الجبروت لترهيب الناس وزرع الخوف في نفوسهم، وهذا ما نراه في ممارسات القتل بوحشية وإجرام.
وأكد أن الأمة بحاجة إلى حمل روحية الشهادة، التي تجتاز من خلالها حاجز الخوف والرهبة من الأعداء، لتنطلق بجدية في حمل راية الجهاد.
وجدد السيد القائد تأكيد أهمية إحياء الذكرى السنوية للشهيد، وتخليد ذكرى الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن والأمة.
وشدد على أن إحياء ذكرى الشهيد هو واجب على كل مسلم، وأن على الأمة أن تتعلم من دروس الشهداء، وأن تمضي على درب الجهاد والمقاومة.
وقال السيد القائد: «إذا كان القتل وسيلة يحرص الأعداء من خلالها على تكبيل الشعوب وإذلالها، فالأمة تدفع ثمناً أكبر بتخاذلها وقعودها وتنصلها عن مسؤولياتها».
وأضاف: «عندما تفقد الأمة الروح الجهادية وحب الشهادة، وتعيش الروح الانهزامية، سيقهرها أعداؤها. وللأسف وصل الحال في واقع أمتنا للانحدار إلى مرحلة أن يتمكن من إذلالها اليهود، الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وعندما نقارن واقع الأمة فيما يتعلق بإمكاناتها وكثرة عددها، ثم ننظر إلى مستوى تأثيرها ودورها العالمي، نجد ما يؤسفنا ويحزننا كثيراً».

التغيير الجذري
وبشأن التغييرات الجذرية قال السيد القائد: «أقول لشعبنا العزيز فيما يتعلق بالتغيير الجذري إن عملنا مستمر ضمن برنامج عمل يومي لا يتوقف».
وأضاف: «آمل من شعبنا التفاعل مع برامج مناسبة الذكرى السنوية للشهيد ومع الحملة الوطنية لنصرة الأقصى».