حـاوره:طــلال سفيـان / لا ميديا -
لاعب فولاذي عرفته الملاعب مع ناديه الأم (وحدة صنعاء)، والمنتخبات الوطنية، منذ بداية التسعينيات حتى خلع حذاءه الرياضي بعد موسم تتويجه في 2022.
خاض مجال التدريب مكللاً بشهادات عربية وقارية، وحقق لزعيم الأندية اليمنية 6 ألقاب، قبل أن يخوض ولفترة بسيطة تدريب شباب الجيل ويغادر الحديدة نتيجة خلافات مع إدارة النادي.
عاد إلى الأزرق الوحداوي وحقق الكاس الشتوية، وقبلها وصافة الدوري، ليتجه بعد ذلك جنوباً واستطاع الصعود بسمعون الشحر إلى دوري الأضواء، وحاليا يقود تضامن المكلا بشخصيته المذهلة ويطمح لصناعة التاريخ مع الفريق الحضرمي الأزرق، وتعقد عليه الإدارة والجماهير الكثير من الآمال.
صحيفة "لا" التقت الكابتن عادل التام، فور انتهاء ذهاب منافسات المجموعة الأولى، وتطرقت معه إلى طموحه مع الموج الأزرق المكلاوي، وأيضا لمشواره مع الوحدة وإنجازاته لاعباً ومدرباً.
 كيف تقيم نتائج فريقك مع ختام مرحلة الذهاب لدوري الدرجة الأولى؟
- بالنسبة لنتائجنا في ذهاب منافسات المجموعة الأولى، بكل واقعية، فرطنا بنقاط كثيرة، وكنا نحن الأحق بالفوز، ولله ما كتب. في مباراتنا مع سمعون لازمنا سوء الحظ والتوفيق، رغم أننا الأفضل والأجدر. وفي مباراة هلال الحديدة طُرد منا لاعب، ورغم ذلك سجلنا هدفا وتقدمنا في المباراة، ونتيجة أخطاء فردية خسرنا نقاطاً في هاتين المباراتين. وفي مباراة العروبة الجميع شاهد كيف أضعنا فرصاً كانت بمتناول يدنا، والمباراة أحيانا تحسم بأنصاف الفرص... في مجمل الدور الأول نحن مقتنعون بأداء فريقنا، رغم المباراة الوحيدة التي لعبنا فيها بشخصيتنا وبمستوانا الحقيقي، وكانت أمام أهلي صنعاء.
أيضا الجو في صنعاء كان له دور على لاعبينا. تخيل أن لاعبي فريقي كانوا يستخدمون الـ"فيكس" لأنوفهم، حتى يساعدهم على التنفس، نتيجة قلة الأوكسجين؛ لكننا اجتزنا الصعوبات نتيجة توفير إدارة النادي أشياء كثيرة، منها متطلبات المعسكر ومتطلبات الدوري، وكانوا قريبين من اللاعبين ومن الجهاز الفني، وهذا ما ساعد الفريق على الظهور الجيد. والحمد لله لدينا فترة لترتيب صفوفنا ونعيد أمورنا بشكل أفضل وأقوى.
 ستنتقلون في المجموعة الأولى من أمانة العاصمة التي خضتم فيها مرحلة الذهاب، للعب دور الإياب في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت. هل سيساعدكم عاملا الأرض والجمهور في بلوغ المربع الذهبي؟
- أكيد سيكون دورهما كبيراً، وبالذات عامل الجمهور؛ كونه اللاعب رقم 12. وهذا الدور لجماهيرنا إن شاء الله سيؤثر إيجابيا في مرحلة الإياب سيظهر التضامن بشكل مختلف، وسنحقق نتائج أفضل بفضل الله ثم جماهيرنا.
أقدر أن أقول لك إن أكبر مشكلة لجماهير نادي التضامن بحضرموت أنها جماهير محبة لناديها ومتعطشة للفوز. هناك جمهور يشجع نادياً من أجل مصلحة، بينما جماهير التضامن عكس ذلك، فهي عاشقة لناديها حد الجنون، ولا تقبل الخسارة أو التعادل، فقط يهمها تحقيق الانتصارات، وإن شاء الله نكون عند حسن ظنهم ونسعدهم.
 هل سينافس التضامن على لقب الدوري؟
- طموحنا كبير للمنافسة، وهذا الأمر يهمنا كثيرا. نحن حتى الآن مازلنا داخل دائرة المنافسة، وسنستمر بإذن الله للوصول إلى أبعد مدى ممكن.
 خلال العامين الأخيرين دربت العديد من الفرق، منها شباب الجيل بالحديدة ثم وحدة صنعاء وبعدها فريقا سمعون والتضامن الحضرميان. كيف كانت تجربتك مع هذه الأندية؟
- تعاقدت أولاً مع نادي شباب الجيل بالحديدة لتدريب فريقهم الكروي الأول، وبسبب اختلاف بسيط مع الإدارة تركتهم وجئت لتدريب وحدة صنعاء في الدوري الممتاز السابق وحققت معهم المركز الثاني، وكنا الأحق بتحقيق اللقب؛ لكن أيضاً واجهنا سوء الحظ وعدم توفيق الله لنا، فذهب اللقب لفريق فحمان أبين, كما قدت فريق وحدة صنعاء لتحقيق لقب الملتقى الشتوي الخامس العام الماضي، دون أن نتعرض لأي هزيمة أو تعادل. وعندما رأيت أنه لا يوجد عندي ما أضيفه للوحدة قدمت استقالتي وتعاقدت مع نادي سمعون بالشحر، وحققت معه بطولة الدرجة الثانية وصعدت به إلى الدرجة الأولى بعد 30 سنة غابوا عن هذه الدرجة. ثم انتقلت بعد ذلك لتدريب تضامن حضرموت، وها أنا معهم في أول مشاركة بدوري الدرجة الأولى هذا الموسم، وننافس أهلي صنعاء على الصدارة، وإن شاء الله في الدور الثاني سيكون لنا كلمة.
 كم عدد لاعبي تضامن حضرموت الذين تم اختيارهم للمشاركة في المنتخب الوطني الأول في التصفيات المشتركة لكأسي العالم 2026 وآسيا 2027؟
- النادي بلغتني أنه تم اختيار أربعة لاعبين من التضامن، هم أحمد ماهر وعبدالمعين الجرشي وزيدان مكرم وممدوح بن عجاج؛ ولكن سافر ثلاثة منهم مع المنتخب، وبقي ممدوح، الذي اعتقد أنه سجل وسيبقى تحت أنظار الجهاز الفني للمنتخب.
ما هي الصعوبات والمشاكل التي واجهتموها في دوري الدرجة الأولى هذا العام؟
- واجهنا سلبيات كثيرة. طبعا الاتحاد العام يشكر أنه أقام الدوري في ظل هذه الظروف وما يواجه البلاد من مشاكل وانقسامات حاصلة وصعوبات المـــــــواصـــــلات والتنقــــــــل. لكن وكأقل شيء إقامة المسابقة هي واجهة الاتحاد وتحسب لهم وعليهم، وكان يجب أن يكون التنظيم بشكل أفضل. التأخر في صرف مخصصات الأندية المشاركة والتحكيم في المباريات سيئ. الحكام أنفسهم ولم يتم تطويرهم أو عمل دورات مكثفة لهم. أيضا الدوري بالشكل الحالي ليس مقنعاً، فقد تكلمنا أكثر من مرة عن ضرورة زيادة الفرق والمباريات. هل يعقل أن يلعب اللاعب يمني 10 مباريات طول السنة؟! هذا أمر غير مفيد للاعب ولا يطوره ولا يقوي المنتخبات. بالعكس له دور سلبي أكثر منه إيجابياً، والمفروض على الاتحاد ولجنة المسابقات أن تعمل على إقامة البطولة بشكل جديد، مثل أن يرفعوا عدد أندية دوري الدرجة الأولى إلى 20 أو 22 فريقا، حتى يتاح للاعب خوض العديد من المباريات. كما سأعود للخوض في مسألة المخصصات المالية التي يقدمها الاتحاد لأندية الدوري. هذه المستحقات لا تكفي. قبل عامين لعبنا في الدوري السابق وصرف المخصص نفسه لهذا الدوري في عامنا الجاري 2023. وخلال العامين الأخيرين ارتفعت الأسعار 100%، ما يوجب على الاتحاد أن يعيد النظر في هذه المسائل. من وجهة نظري، لا بد أن من الإعداد للدوري القادم من الآن، وتعالج أمور المخصصات والميزانيات والأشياء الفنية من كافة النواحي.
 هل من رسالة تبعثها لإدارة نادي التضامن؟
- رسالتي إلى إدارة نادي التضامن: الآن قطعنا شوطا كبيرا، ولم يتبق إلا القليل في منافسات الدوري، أتمنى أن جهود الجميع تتكاتف حول فريقها الكروي وحول النادي من إدارة وجهاز فني ولاعبين وجماهير ومحبين وداعمين، فالفترة القادمة أمامنا لصناعة تاريخ للنادي بعون الله وتكاتف الجهود.
 نعود للحديث عنك؛ بدايتك في اللعب من الرياض إلى صنعاء؟
- بدأت اللعب في السعودية، وتدربت على يد الكابتن والأسطورة الكروية اليمنية يحيى فارع، كما لعبت مع مدرسة نادي الهلال السعودي، وكان يدربنا حينها أسطورة منتخبات هنغاريا وتشيكسلوفاكيا وإسبانيا المدرب الشهير كوبالا، ثم عدت إلى الوطن للدراسة الجامعية عام 1990، وانضممت لنادي وحدة صنعاء.
كنت ضمن جيل ذهبي حقق مع الوحدة الكثير من البطولات...؟
- قد أكون اللاعب الوحيد الذي حقق مع نادي وحدة صنعاء كل بطولاته بعد الوحدة اليمنية، فقد كنت اللاعب الوحيد المتواجد مع جيلين وحققت معهم أربع بطولات دوري وكأس، وفي آخر بطولة حققها نادي الوحدة في الموسم 2001/ 2002، كنت أنا قائد الفريق، وبعدها اعتزلت اللعب.
 اشتهرت مع المنتخبات الوطنية أيضا بالقائد والمدافع الصلب ذي البنية الجسمانية القوية والفارعة...؟
- مشواري حافل مع المنتخبات الوطنية، فقد كنت قائد منتخب الناشئين، ثم قائد منتخب الشباب؛ لكن بسبب حرب العام 1994 تم إلغاء هذا المنتخب وتسريح لاعبيه، ومع المنتخب الأول شاركت في ثلاث مباريات ضمن تصفيات كأس العالم، وكان آخر تواجد لي مع المنتخب في فترة المدرب المصري محمود أبو رجيلة، وعسكرنا في العاصمة صنعاء استعدادا للمشاركة في البطولة العربية بالكويت؛ لكن تعرضت لإصابة ثم اعتزلت اللعب نهائيا.
 اتجهت للتدريب وحققت مع الوحدة العديد من البطولات...؟
- حققت مع وحدة صنعاء –مدربا– الكثير من البطولات: الملتقى الشتوي الأول، بطولة الشهيد، كأس 22 مايو الذي نظمه نادي 22 مايو، كأس الملتقى الشتوي الخامس... ولا تسعفني الذاكرة الآن لعدها يمكن. حققت مع الوحدة 6 بطولات منها 5 بطولات متتالية.
ما هي الدورات التدريبية التي شاركت فيها؟
- شاركت في أكثر من 20 دورة، ومن أهمها دورات التصنيف الآسيوي (C، B،(A، وكذلك دورة الجامعة العربية في القاهرة عام 2003 التي حاضرنا فيها النجم الألماني الشهير مولر.
كلمة نختتم بها هذا الحوار...؟
- أشكرك أخي طلال، وأشكر صحيفة "لا" وملحقها الرياضي على هذا الحوار، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.