حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
لاعب توج بالإنجازات مع سلة الإمبراطور، ومثل العديد من المنتخبات الوطنية... ومدرب عمل في هذا المجال من بداية مشواره مع كرة السلة التي جاء إليها من ملعب كرة القدم.
ارتقى عالياً بنيل العديد من الدورات التدريبية، وقاد العديد من الفرق السلوية في صنعاء وعدن وحضرموت، واستطاع أن يبني العديد من الفرق من الصفر.
أضاء مسيرة الوحدة بإنجاز اللقب المفقود عن خزينة الزعيم منذ 40 سنة. سقف طموحه لا ينتهي بمواصلة الإنجازات مع الأندية وقيادة المنتخبات الوطنية في الأوقات القادمة.
صحيفة "لا" التقت مدرب كرة السلة الكبير هشام عبدالله حجيرة، وطرحت عليه عديد أسئلة، بعضها وجهها له الزميل أنور عون الذي تواجد أثناء هذا اللقاء.

 نبدأ معك من قصتك مع كرة السلة...؟
- أولا أرحب بكم وبصحيفة "لا" وملحق "لا الرياضي". طبعا أنا أهلاوي أباً عن جد. ومنذ سن الخامسة كنت أذهب لمشاهدة مباريات أهلي صنعاء في كرة القدم وأنزل إلى الملعب وأتصور مع لاعبي الأهلي، وتدربت في فريق أشبال كرة القدم بالنادي الأهلي على يد المدرب عبدالله العماد؛ لكن لم أتوفق بكرة القدم. في تلك الأثناء، وبعد كل تمرين مع الفريق، كنت أذهب للعب مع الهواة في ملعب كرة السلة بالنادي، فرآني مدرب كرة السلة وأعجب بلعبي وضمني لأشبال السلة. وأيضا الفضل في اتجاهي لكرة السلة يعود للحكم حسن قرمة رحمة الله عليه، الذي تحدث للمدرب علي إبراهيم أن يضمني لفريق كرة السلة بالنادي، وهكذا أبدعت في هذه اللعبة، حتى أني كنت ألعب مع الفريق الأول وبالوقت نفسه أدرب الفئات العمرية لكرة السلة بالنادي وأنا صغير السن.

 ما هي الإنجازات التي حققتها مع أهلي صنعاء حينما كنت لاعباً؟
- كثيرة جدا؛ في الفئات العمرية بطولة دوري الناشئين، وبطولة دوري الكبار، وكأس الجمهورية، وغيرها من البطولات مع أهلي صنعاء.

 كم استمرت فترة لعبك لكرة السلة؟
- تسعة أعوام، من العام 1993، حتى العام 2002، حين توقفت واتجهت للتدريب، وأخذت العديد من الدورات في مجال التدريب، حتى أن أي دورة تدريبية في اليمن كنت أحضرها، ومنها الدورات التي كان يقيمها المدربون الأجانب لمدربي منتخباتنا الوطنية. كما أخذت دورة في الإعداد البدني بجمهورية مصر ودورة تدريبية في البحرين.

 كيف جاء انتقالك لتدريب وحدة صنعاء الجار الغريم للأهلي؟
- في البداية تركت أهلي صنعاء عام 2006، وكان الأهلي متصدرا في الناشئين وفي الرجال. حدث خلاف بيني وبين الإدارة، وتمت إقالتي، فذهبت لتدريب فريق سلة طليعة شبام بمدينة سيئون محافظة حضرموت، وحققت معهم الصعود للدوري الممتاز مع الفريق الأول. بعد عام ونصف مع طليعة سيئون، دربت فريق 22 مايو لمدة 4 سنوات خلال دراستي للبكالوريوس في التربية البدنية، وصعدت بناشئي 22 مايو للممتاز، وأخذنا لقب دوري الناشئين مرتين متتاليتين. وفي العام 2013 عدت إلى الأهلي، ولم يكن فيه فرق فئات عمرية، وكان يوجد فقط الفريق الأول، وبدأت في بناء جيل جديد منذ 2013 حتى الموسم الماضي 2022. كما تمت إعارتي للتلال وأحرزت معهم كأس 30 نوفمبر.
وخلال الموسم الماضي أحرزنا كأس الجمهورية والمركز الثالث في الدوري العام، وهذا بفضل الجيل الجديد الذي بنيته. ومع بداية بطولة كأس الجمهورية التي نظمها الاتحاد العام، اجتمعنا مع الإدارة التنفيذية للأهلي، ممثلة بالأمين العام عبدالله جابر، والمشرف الرياضي عدنان طاهر، والمسؤول المالي ياسين أحمد، وبلغناهم بأن ولدينا فريق شباب مستعد للمشاركة في كأس الجمهورية، فاتفقنا، وكتبنا محضراً بذلك وألا يلتزموا بالنتائج مع احتمال إحرازنا للمراكز الثالث أو الرابع، لأن الفريق جديد وبنيناه من الصفر في العام 2013، بينما كان الميناء وشعب حضرموت قادمين من مشاركة خارجية وجاهزين، وانهزمنا أمامهما، وفزنا على وحدة صنعاء وحللنا في المركز الثالث. وعندما عدنا إلى صنعاء اجتمعت بنا الهيئة الإدارية بقيادة حسن الكبوس ومحمد صلاح ومحمد رزق الصرمي، وطلبوا مني أن أرفع تقريراً وقالوا: لماذا انهزمتم؟! فرفعنا تقريراً وكانت الإدارة التنفيذية موجودة وأطلعتهم على ما جرى من اتفاق معنا، فقالوا: تمام ونتائجكم جيدة. وبعد فترة عقدت الهيئة الإدارية اجتماعاً ثانياً تم فيه إقالة الأمين العام والمشرف الرياضي للنادي، وتعيين الكابتن صابر عبدالواحد لتدريب فريق السلة بالنادي. وعندما سألتهم: لماذا تم استبعادي من تدريب سلة الأهلي؟ قالوا: بسبب النتائج. فرددت: ألم يسبق أن تكلمنا في هذا الموضوع وقلتم تمام؟! قالوا: أنت ابن النادي وحققت إنجازات وبنيت وصلحت ولن نتركك وسنبقيك في النادي. فبقيت كمساعد مدرب لمدة تقارب الشهر، ورأيت الوضع لا يناسبني. وعندما تواصلت معي إدارة وحدة صنعاء وطلبوا مني تدريب فريق سلة النادي وافقت، وهكذا انتقلت إلى الوحدة.

 كيف وجدت تعامل إدارة نادي الوحدة؟
- رائع، وهم متعاونون جدا، لقد اهتمت الإدارة برئاسة الاستاذ أمين جمعان بالفريق وباللاعبين وذللت جميع الصعوبات ووفرت جميع مستلزمات الفريق ودعمت الجهاز الفني مما نتج عنه فوزنا بلقب بطولة الدوري التنصيفي والذي حصلنا فيه على جوائز أفضل مدرب وأفضل لاعب وهداف البطولة وكأس الفريق المثالي.

 في الدوري التصنيفي كيف وجدت مستوى فريق كرة السلة بنادي الوحدة؟
- كان فريق الوحدة كله من الشباب الملتزم بالتمارين ولديه الكثير من الطموح والحماس. في بطولة كأس الجمهورية حققوا المركز الرابع، وفي الموسم الحالي كانوا وإدارة النادي يأملون تحقيق الإنجاز ويريدون أن يعملوا أي شيء معي كمدرب جديد. والحمد لله بدأنا نتدرب وخضنا التصفيات التمهيدية للدوري التصنيفي وحققنا المركز الأول في صنعاء. بعدها انتقلنا للتصفيات في سيئون ولعبنا ضمن 6 فرق ذهاباً وإياباً، وحللنا في المركز الأول. وعندما لعبنا الدور نصف النهائي في عدن، والذي شاركت فيه إلى جانبنا أندية شعب حضرموت والتلال وأهلي صنعاء، استعان كل فريق من الأربعة باثنين من اللاعبين المحترفين؛ وقد وُفِّقنا نحن بأفضل اثنين من المحترفين إلى جانب لاعبينا الرائعين. والحمد لله استطعنا أن نتوج باللقب، وأدخلنا هذا الإنجاز إلى خزينة الوحدة بعد غياب 40 سنة، كانت آخر بطولة حققها الوحدة في العام 1983.

 كانت لكم مشاركة أيضا كبطل للدوري اليمني في البطولة العربية لكرة السلة التي أقيمت مؤخرا في دولة قطــر، كيــــف تقــيم مشاركتكم في هذه البطولة؟
-النتائــــــج كانت طيبة، لأن الفــريـــق كـــان يشارك لأول مرة خارجيا، وأغلبية اللاعبين شـــــباب ومشوارهم في اللعبة لا يتجاوز عشر سنوات، ولا لاعب فيهم سبق أن شارك في المنتخبات الوطنية، ولأول مرة يخرجون للمشاركة مع فرق مستواها عالٍ ولديها محترفون أمريكيون ولاعبوها ضمن المنتخبات، ناهيك بالأطوال الفارعة والبنية الضخمة... أي أن الفارق كان كبيراً بين مستوانا ومستوياتهم.

 هل استعنتم بمحترفين أجانب في البطولة العربية؟
- في البداية كان لدينا محترفين اثنين من أمريكا، وعندما وصلنا إلى قطر لم نُوفَّق بإحضارهما، وكنا مضطرين للعب بدون أجانب، ثم استعنا بلاعب محترف من البحرين للعب كصانع ألعاب، ومحترف آخر مصري كان يلعب في النادي العربي القطري.

 وقعت لكم مشاكل لحظة وصولكم مطار الملكة علياء بالأردن، تمثلت في أن لاعباً وأحد أعضاء الجهاز الفني لم يغادرا معكم إلى قطر. ما الذي حدث بالضبط؟
- اللاعب الذي استعنا به من نادي شعب حضرموت هو أحمد الفهد، وكذلك المحترف المصري، وصلت تأشيرتاهما متأخرتين، ولحقا بنا ولعبا معنا من المباراة الثانية. والذي لم يغادر معنا إلى قطر هو مساعد المدرب؛ لأن السفارة القطرية بعمّان رفضت دخوله إلى قطر، ربما للاشتباه باسمه.

 هل تخططون لتحقيق إنجازات مستقبلية مع الوحدة؟
- ستكون هناك بطولة للموسم القادم. وفي بداية تشرين الثاني/ نوفمبر القادم سيعقد اجتماع فني لمناقشة اللائحة وكيفية إجراء البطولة، إما على شكل تجمعات وإما على شكل دوري الكل مع الكل ذهابا وإيابا، ومتى يتم انطلاق البطولة، في كانون الأول/ ديسمبر أو في كانون الثاني/ يناير... نحن جاهزون، وإن شاء الله نحقق اللقب مرة أخرى.

 الدوري التصنيفي على شكل تجمعات هل هو مساعد بتطوير اللاعبين؟
- صحيح. الدوري التصنيفي مبارياته أقل، ليس الهدف تطوير اللاعبين بقدر تحديد الفرق. سأعطيك مثالا: كانت توجد فرق كبيرة لا يوجد بها لاعبون؛ شعب إب من أقوى الفرق وعندما شارك هبط، 22 مايو كان قبل الحرب بطلا للدوري والآن هبط، بعض الأندية تركت الاهتمام بكرة السلة خلال الأزمة التي دخلت بها البلاد وأثرت في الرياضة... وعلى العكس استطاع وحدة صنعاء الصعود من الدرجة الثالثة، وفي الأخير حقق لقب دوري الدرجة الأولى، بعدما اهتموا بالفئات العمرية وتدرجها لمصاف الشباب. الدوري التصنيفي كان له أهمية بتحديد فرق النخبة، وأثبت أن الإدارات والأندية التي تهتم بكرة السلة هي التي تبقى وتشارك.

 حالياً ما هي أفضل الفرق السلوية داخل الوطن من وجهة نظرك؟
- أقوى ثلاث فرق هي شعب حضرموت والميناء ووحدة صنعاء، يليها أهلي صنعاء، وشمسان فريق قادم، وكذلك التلال الذي يبحث عن لاعبين لاستعادة أمجاده.

 ما السبيل لتطوير كرة السلة اليمنية؟
- الاهتمام بالفئات العمرية، واستمرار البطولات، وكثرة المباريات والمنافسات ترفع مستوى اللاعب. عندما شاركنا في بطولة العرب الأخيرة خاض لاعبونا في المواسم كلها 12 - 15 مباراة، بينما فرق الأشقاء العرب خاض لاعبوها أكثر من مائة مباراة في حياتهم ما بين دوريات ومنتخبات.

 لماذا أنت بعيد عن تدريب المنتخبات؟
- حاليا لا توجد منتخبات، وآخر مشاركة في العام 2015 عملت مساعدا للمدرب الكابتن صابر في المنتخب الأول. أتمنى أن أدرب المنتخب الوطني في المرحلة القادمة.

 ما الفرق بين الاتحاد السابق بقيادة المرحوم الخضر العزاني، والاتحاد الحالي بقيادة عبدالستار الهمداني؟
- الاتحاد في عهد العزاني رحمة الله تغشاه لم يكن هناك حرب، وكان الرجل عضوا بمجلس النواب ولديه نفوذ في السلطة، أي شيء كان يستطيع إخراجه، بينما اتحاد الهمداني عاش أوضاعاً مستقرة من 2012 حتى 2014 لكن تلا ذلك أوضاع الأزمة التي يمر بها البلد. الآن عندما يريد الهمداني أن يقيم بطولة يجب أن ينزل عدن ويجلس مع "الانتقالي" حتى يحصل على موافقة لطلوع فرقها إلى صنعاء ويعرف الفرق المستعدة للمشاركة وما شكل البطولة، تجمعات أم دوري، وأمامه "وزارتان" للشباب والرياضة، واحدة في صنعاء وثانية في عدن، عليه أن يتابعهما لإخراج المخصصات المالية!

 يقال إنه بسبب علاقتك القوية مع لاعبي سلة الأهلي كانوا يعملون لك اعتبارا وتذهب المباريات أمامك مع الفرق الأخرى التي تدربها لصالحك...؟
- لاعبو الأهلي دربتهم كلهم؛ لكن هذا الكلام غير صحيح. هذه الأقاويل كالمثل الذي يقول: "يغطي الضرط بالنحنحة"، بمعنى أنهم يغطون فشلهم وعدم المقدرة على الفوز باللوم على اللاعبين بأنهم يبيعون المباريات، وعلى الحكام. هل يعقل أن يبيع لاعب ثماني مباريات في الموسم؟! الأهلي خسر سبع مباريات، وهذا عمره لم يحصل معهم. هل اللاعبون سيبيعون لك مباراة والفارق لصالحك 37 نقطة ولديهم محترفون واهتمام؟! طوال مشواري مع الأهلي لم نخسر أي مباراة أمام الوحدة. وعندما انتقلت لتدريب الوحدة لم أخسر مباراة أمام الأهلي وباللاعبين أنفسهم.

 وماذا عن موضوع اللاعب عبدالله الخطابي الذي انتقل من الأهلي إلى الوحدة؟
- اللاعب عبدالله الخطابي كان على خلاف مع الكابتن صابر، ولم يكن مقتنعاً به ولا يجعله يشارك. أنا أعرف إمكانية هذا اللاعب جيدا، بحكم تدريبي له، فطلبت من إدارة الوحدة التواصل مع إدارة الأهلي لينتقل إلى الوحدة، ودفع الوحدة للأهلي مبلغ 300 ألف ريال مقابل الاستغناء عنه، وعندما لعب معنا في الوحدة تألق، فرجع الأهلاويون يتساءلون كيف خرج هذا اللاعب من ناديهم؟! الخلل عندهم في الإدارة، وليس في الوحدة. الخطابي لاعب كبير، وعندما ذهب إلى 22 مايو حقق معهم لقبا، كما حقق لقبا مع طليعة تعز في وجود الكابتن صابر.

 بمن تأثرت؟ ومن هو نجمك العالمي في كرة السلة؟
- تأثرت بالكابتن عادل دحان، هو أول من دربني. وأحببت الكابتن علي إبراهيم. ونجمي العالمي هو الأسطورة مايكل جوردن.

 كلمة أو رسالة نختتم بها هذا الحوار...؟
-أتمنى من اللاعبين، وبالذات الصغار والشباب، الاهتمام بالتمارين وزيادة الجرع التدريبية والاهتمام بصحتهم والابتعاد عن القات، وعليهم متابعة المباريات الخارجية لمشاهدة اللاعبين وكيف هي بنيتهم الجسمانية. على لاعبي الوطن أن يهتموا بأنفسهم قبل اهتمام الأندية بهم. سيكون على اللاعب أن يتعب لتطوير نفسه، لأنه كما تعرف أن الأندية لا توفر رواتب ومستلزمات للاعبين إلا بشكل نادر وقليل. كما أتمنى من الاتحاد العام أن يقيم الأنشطة بشكل متواصل ويهتم بتنظيم دوريات للفئات العمرية من براعم وأشبال وناشئين.