تـقـرير / لا ميديا -
إذا كانت النخب والقوى المرتزقة في المحافظات الجنوبية المحتلة خانت ثورة الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر واعتبرتها انقلابا على ما تسميه الشريك البريطاني، فإن الخروج الشعبي الذي شهدته مدينة عدن المحتلة، أمس، احتفاء بالذكرى الستين للثورة الخالدة وتأييداً لفلسطين وضد المطبعين مع الكيان الصهيوني يأتي ترجمة للروح الثورية لدى الشارع تجاه المحتلين الجدد.
شهدت مدينة عدن المحتلة، أمس، تظاهرة حاشدة إحياءً لثورة 14 تشرين الأول/ أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن التي اندلعت عام 1963، واحتفاء بالعملية البطولية التي نفذها المقاومون الفلسطينيون ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي تحت عنوان "طوفان الأقصى" وتأييدا للمقاومة الفلسطينية بالتزامن مع حملة يشنها الاحتلال الإماراتي ومرتزقته لتشويه المقاومة.
وخرج آلاف المواطنين في مظاهرة جابت شوارع المدينة، تأييداً للمقاومة ورفضا للتطبيع الذي تريد قوات الاحتلال الإماراتي جر المحافظات الجنوبية المحتلة إليه.
وهذه هي التظاهرة الأضخم التي تخرج مطالبة بدحر المحتلين الجدد عن أرض عدن وكامل تراب جنوب اليمن المحتل، مثلما تم دحر المستعمرين القدامى على يد الثوار في ستينيات القرن الماضي وخرجت على إثره بريطانيا مدحورة وقد حملت عصاها إلى غير رجعة.
وعلى الرغم من منع الاحتلال ومرتزقته مما يسمى "المجلس الانتقالي" وحكومة الفنادق خروج أي مظاهرات شعبية تحتفي بالثورة وتندد بجرائم الاحتلال السعودي الإماراتي وكذا تندد بجرائم الكيان الإسرائيلي التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وقتله للمدنيين في قطاع غزة، إلا أن حاجز الخوف لدى الشارع الجنوبي قد انكسر، حيث أكدت وسائل إعلام جنوبية موالية لتحالف الاحتلال، أن الآلاف من أبناء عدن خرجوا في هذه التظاهرة وهتفوا بشعارات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية في الدفاع عن نفسها وعن أرضها وشعبها.
كما ندد المتظاهرون بمواقف الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني وعلى رأسها دويلة الإمارات التي لا يختلف دورها في اليمن عن دور الاحتلال البريطاني، بل هي أسوأ وأفظع.
وانتشرت مقاطع فيديو عديدة للاحتجاجات التي خرجت في مدينة عدن معقل انتقالي الإمارات الذي سبق أن أعلن رئيسه المرتزق عيدروس الزبيدي، استعداده التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد أن يتم منحه الانفصال بجنوب اليمن وإنشاء دولة مستقلة معولاً على تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي والولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل في دعمه عسكرياً وسياسياً لتحقيق هذا الهدف.
أما رئاسي وحكومة الاحتلال برئاسة المرتزقين رشاد العليمي ومعين عبدالملك، فإن موقفهما هو نفسه موقف انتقالي الإمارات تجاه القضية الفلسطينية، حيث لا يخرج عن التوجيهات الصارمة التي يتلقيانها من سلطات ابن سلمان وابن زايد بطبيعة التعاطي مع المستجدات في فلسطين المحتلة، وتبني المواقف التي تتبناها الرياض وأبوظبي، ومن ذلك عدم تأييد المقاومة الفلسطينية وعدم تبني أي فعاليات شعبية أو رسمية تؤيد القضية الفلسطينية وعدم إدانة الكيان الصهيوني ولا جرائمه التي يرتكبها بحق السكان في غزة والضفة الغربية.
لكن الشارع في جنوب اليمن المحتل يرفض كل عمليات التدجين التي يحاولها الاحتلال ومرتزقته ويثبت على الدوام ما أحدثته ثورة الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1963، والتي جاءت بعد عام واحد من الثورة الأم في الشمال، وما زرعته داخل نفوس المواطنين من روح الإباء والرفض لكل شكل من أشكال الاحتلال والاستعمار، لا يمكن إلا أن يزداد تأججا واستعارا في قلوبهم ضد المستعمرين الجدد الذين اقتربت ساعة رحيلهم وخروجهم مدحورين هم ومرتزقتهم كما خرج الاحتلال البريطاني هو ومرتزقته قبل ستين عاما من الآن صاغرا ومدحورا.