الصدمة في كيان العدو مستمرة، وأنين أوجاعهم بلغت أسماع العالم أجمع، فما قام به أبطال المقاومة الفلسطينية في عملية «طوفان الأقصى» لم ترَ عينٌ مثلهُ ولم يخطر على قلب بشر. كل المستور «إسرائيلياً» وأميركياً فضحه الطوفان الفلسطيني، ليضع الحقائق كاملة في نصابها ومكانها الصحيح، وليُرغم من صمت طويلاً على الإقرار والاعتراف بها.. وعندما تكون الحقيقة من أفواه العدو وأبرز وسائل إعلامه، فإن المرارة والهزيمة للمحتل تكون مضاعفة وغاية في الأهمية.

كشفت صحيفة بريطانية، اليوم، عن حصول أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة، على ما وصفته بـ«كنز أمني استراتيجي» لا يقل تأثيراً عن الضربة العسكرية التي تلقاها الكيان الصهيوني صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في عملية «طوفان الأقصى».
ونقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عن مصدر في المقاومة الفلسطينية القول إن جهاز الاستخبارات التابع لحركة «حماس» حصل على «كنز أمني استراتيجي» خلال اقتحام مقاتلي المقاومة للمواقع الصهيونية في الأراضي المحتلة بغلاف غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في صباح اليوم الثاني من عملية «طوفان الأقصى» نفذ مقاتلو المقاومة هجوماً على معبر «إيرز»، شمال بلدة بيت حانون، وقضوا على جميع مجندي الكيان المتواجدين في المعبر، ونجحوا أيضاً في اعتقال ضباط مخابرات تابعين لجهاز الأمن العام الصهيوني (شاباك)، حيث كانوا متواجدين في المعبر الذي يتنقل من خلاله العمال الفلسطينيون العاملون في الأراضي المحتلة، لأعمالهم وكان ضباط المخابرات يتجهزون لمقابلة العمال للحصول على معلومات تخص المقاومة الفلسطينية إلا أنهم تفاجؤوا بمقاتلي «حماس» يدخلون عليهم المكاتب ويسيطرون على ملفاتهم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الأجهزة تحتوي على معلومات كبيرة جداً، حصيلة سنوات من العمل المتواصل لجهاز الـ«شاباك» وتحتاج لمدة أشهر للانتهاء من فك تشفيرها وتحليلها.. لافتة إلى أن استخبارات المقاومة حصلت، أيضاً، على كشوفات بأسماء المتعاونين مع المخابرات الصهيونية وطرق التواصل معهم وأساليب عملهم وانتشارهم في القطاع أوقات المواجهات مع الكيان الغاصب، وفي أي وقت تحتاجهم المخابرات «الإسرائيلية» للحصول على معلومات حول قيادات المقاومة ومخازن الأسلحة وغيرها.
وطبقاً للصحيفة البريطانية، فإن المقاومة الفلسطينية، وبمجرد أن وقعت تلك الكشوفات بين يديها، كثفت من انتشار عناصر الأمن داخل قطاع غزة، وكشف التحركات والأساليب التي يستخدمها المتعاونون مع العدو الصهيوني، وتزويد رجال الأمن العام والمخابرات، بأسماء عُملاء الكيان، ووضعهم تحت المراقبة.. مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية للمقاومة تنتظر انتهاء الحرب الدائرة حالياً، للقيام بحملة اعتقالات كافة العُملاء.
وتابعت الصحيفة: «في حال تنفيذ ذلك فإنها تعتبر قد قامت بضربة أمنية لا تقل تأثيراً عن الضربة العسكرية التي تلقتها «إسرائيل» صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري».

قائد «فيلق النار»:تلقينا ضربة شديدة
وصف قائد ما يُسمى «فيلق النار» في جيش العدو الصهيوني دان غولدفوس، العملية البطولية للمقاومة الفلسطينية بـ«الضربة الشديدة» للكيان.
وقال خلال لقاء مع مراسلين عسكريين، اليوم الثلاثاء: «تلقينا ضربة شديدة» خلال المعارك الضارية وحالة الفوضى التي سادت منطقة «غلاف غزة» في أعقاب الهجوم الواسع والمفاجئ الذي شنته المقاومة في قطاع غزة.
ووصف غولدفوس هجوم المقاومة بأنه «حدث بحجم لم نشهده في الماضي» مؤكداً أن ضباطاً كبارا قُتلوا في المعارك بغلاف غزة، وأن حوالي 30 من جنود فرقته قُتلوا، ونحو 150 جنديا آخرين أصيبوا في معركة واحدة مع أبطال المقاومة.
ويضم ما يُسمى «فيلق النار» أو «الفرقة 98» ألوية مظليين وكوماندوز، قيادة المنطقة الوسطى في جيش الكيان.