تقرير / لا ميديا -
بعد أكثـر من أربعة أعوام على تعيين المرتزق معين عبد الملك رئيساً لحكومة الفنادق، وفي الوقت الذي أصبح فيه هو وحكومته في عداد الموتى، يأتي صحفي مرتزق ليتحدث عن محاولة معين عبد الملك في أيامه الأولى شراءه عبر سماسرة جهازه الإعلامي.. انتظر الصحفي أربع سنوات بأكملها حتى يفشي لقرائه ذلك السر الرهيب. لكن يبدو أن الوقت الضائع الذي يناور فيه ذلك الصحفي هو تقريباً الوقت الضائع نفسه الذي تبقى لمعين عبد الملك.

اختار الصحفي سامي غالب، رئيس تحرير صحيفة «النداء»، توقيتاً حساساً -كما يبدو- لفضح رئيس حكومته، المرتزق معين عبد الملك، بالقول إنه منذ اليوم الأول وهو (أي معين عبد الملك) يشتري الصحفيين عبر جهازه الذين قدِم بهم من الساحات، بحسب وصف غالب.
لا أحد يدري لماذا اختار غالب هذا التوقيت بالذات، وبعد سنوات وسنوات؛ هل لأن معين عبد الملك أصبح كرتاً محروقاً ولم يعد ثمة أمل في بقائه بالنسبة لكثيرين مسترزقين؟! أم أن غالب نفسه يريد أن يقول إنه كان خارج الحسبة منذ البداية.
لكن هذا الكشف، بحسب ناشطين، جاء متأخراً، بل وفي الوقت الضائع تماماً؛ إذ يقول في مقال له بصحيفته: «عقب تعيين معين عبدالملك رئيساً لمجلس الوزراء، استرعى اهتمامي انشغاله باستقطاب إعلاميين وصحفيين في اليمن وخارج اليمن، وفي القاهرة أساساً».
كان أحرى بسامي أن يكتب مقاله التشهيري هذا عقب التعيين مباشرة، وليس بعد أكثر من أربع سنوات، والذي قال فيه أيضاً: «أذكر أن أحد معاونيه (معين عبدالملك) تواصل معي وأبلغني تحيات الدكتور معين، عارضاً -دون مقدمات- راتباً شهرياً باعتبار أنني 'صحفي محترم ومؤثر'. قلت لهذا الصديق إن أولويات رئيس الحكومة لا ينبغي أن تكون في استقطاب الصحفيين، فهم لن يبخلوا بدعم أية قرارات تصب في صالح الشعب، كلّ من موقعه. أما ما يتعلق بمكتب رئيس الوزراء فهناك دائرة إعلامية في مجلس الوزراء يمكن تفعيلها من عدن، وهناك العشرات من الكوادر المؤهلة في عدن».
وأضاف غالب: «بعد أسبوع زارني صديق عزيز يحمل لي بشارة؛ سيتم إدراج اسمك في قائمة محدودة لا تتعدى أصابع اليدين، تتسلم مخصصات شهرية، مع وعد بإحاطة الموضوع بالسرية! قلت لصاحبي إنه سبق لي أن اعتذرت لرئيس الوزراء، عبر الصديق المشترك، مباشرةً وبكل ما أتمتع به من لباقة؛ لكنني سأتصرف بطريقة مغايرة إذا تكرر الأمر أو ورد اسمي في أي قائمة حكومية. وأغلق الموضوع».
وجاء في مقال سامي غالب: «والذي حصل أن رئيس الوزراء الجديد لم يفعل ما يشي بأنه جديد، وهو سار على منوال سابقه ورؤسائه (هادي ثم رشاد) في شراء الألسن أو الصمت على الأقل. والحق أن العرض أثار ضحكي وقتها؛ لكنه ضحك كالبكاء. فاليمنيون يتضورون جوعاً والحرب تطحنهم، فيما رئيس الوزراء وطاقمه الذي جاء من ساحات الثورة، يتوسل التأثير والنفوذ عبر شراء الصحفيين».
واختتم المقال بالقول: «تحيط التهديدات بمعين عبدالملك، فيما جيشه الذي يتسلم شهرياً عشرات آلاف الدولارات تبخر، وأفراده صامتون أو يتأتئون في القنوات الفضائية، لأنهم لا يجدون ما يقولونه غير التأتأة».
لا شك أنها فضيحة من العيار الثقيل؛ لكنها ليست غريبة على مرتزق كمعين عبد الملك، ففضائحه لا تكاد تنتهي. لكن كشفها بعد كل تلك السنوات والنكبات يجعل منها فضيحة لسامي غالب أيضاً، بحسب الناشطين، حيث كان المفترض به، باعتباره كاتباً مرموقاً كما قيل له أن يكشف ذلك منذ اليوم الأول، لا أن ينتظر كل هذه السنوات ليأتي في الوقت الضائع وكأنه قد كشف عن سر رهيب!