تقرير :عادل عبده بشر / لا ميديا -
لم تتمخض جلسة محكمة غرب الأمانة اليوم الثلاثاء 13 حزيران/ يونيو، عن أي جديد في جريمة الدواء الملوث الذي تسبب بوفاة 11 طفلاً من مرضى لوكيميا الدم في مستشفى الكويت بصنعاء، وإصابة 10 آخرين بمضاعفات، بينهم طفلان في مركز الأورام في سيئون بمحافظة حضرموت، أواخر أيلول/ سبتمبر 2022م.

وبينما كان أولياء أمور الأطفال الضحايا، يترقبون جلسة ساخنة، خصوصاً وأنها الأخيرة التي تُعقد قبل الإجازة القضائية التي تبدأ في شهر ذي الحجة القادم، إلا أنهم أُصيبوا بخيبة أمل، خصوصا مع امتناع الهيئة العليا للأدوية في تنفيذ قرار المحكمة الخاص بتعويض الضحايا.
وكالعادة بدأت جلسة، اليوم، بالنداء بأسماء المتهمين في هذه القضية وعددهم تسعة، حيث تبين حضور جميع المتهمين عدا المتهم الثاني «فهد أبو بكر سالم».
خلال الجلسة أفاد محامي أولياء الدم بأن الهيئة العليا للأدوية مازالت متهربة من تنفيذ قرار المحكمة بتسليم مبلغ التعويضات لأسر الأطفال الضحايا، مجدداً الطلب بالحجز عن حسابات وأرصدة الهيئة لدى البنك المركزي، بينما توجه محامي أحد المتهمين بالطلب من المحكمة بحجز القضية للحكم.
من جهتها، أكدت النيابة أن وكيل الشركة الهندية «سيلون لابز» المُصنّعة للدواء الملوث في اليمن يوسف يعقوب، على علم بموعد انعقاد الجلسة، وقرارها في الجلسة السابقة بإلزامه بتسليم عقد الوكالة المبرم مع الشركة الهندية، إلا أنه لم يلتزم بقرار المحكمة سواء بالحضور أو بتسليم العقد.
وفي نهاية الجلسة قررت المحكمة إلزام الهيئة العليا للأدوية بتنفيذ القرار السابق في ما يتعلق بتسليم مبلغ مليون ريال لأسرة كل طفل «متوفٍ أو مصاب» ما لم سيتم حجز أرصدة الهيئة لدى البنك المركزي.
كما قررت الإحضار القهري لوكيل الشركة الهندية يوسف يعقوب، والتأجيل إلى الجلسة القادمة بتاريخ 1 أغسطس القادم.
وكان الأطفال من مرضى لوكيميا الدم في مستشفى الكويت، تلقوا أواخر أيلول/ سبتمبر 2022م، جرعة من دواء (methotrexate) ليتضح لاحقاً أن الدواء ملوث وأودى بحياة 11 طفلاً، وأدخل 10 آخرين العناية المركزة نتيجة للمضاعفات الخطيرة التي تسببت بها الجرعة الفاسدة.
والمتهمون في هذه الجريمة عددهم تسعة هم: «فيصل محمد عوض، وفهد أبو بكر سالم، ويوسف علي صويلح، وعبدالله رشيد العريقي والهيئة العليا للأدوية ممثلة برئيسها السابق محمد الغيلي، وصلاح الدين العامري، وصلاح عبدالله الحميري، وهيثم أحمد البكاري، وعمر رشيد العريقي»، وجميعهم تجري محاكمتهم وهم خارج قفص الاتهام حيث تم الإفراج عنهم بالضمان في جلسات سابقة، عدا المتهم الأول فيصل محمد عوض.

الطفل أحمد نجا من الموت فسقط في مضاعفات خطيرة
الطفل أحمد عبدالحميد مبخوت (5 سنوات) أحد الأطفال ضحايا الجرعة القاتلة في قسم لوكيميا الدم بمستشفى الكويت، ورغم أنه نجا من قبضة الموت مع رفاقه العشرة، إلا أن مضاعفات الجرعة الملوثة مازالت تنهكه حتى اليوم، ويبدو أنها ستستمر طويلاً.
يقول والده لصحيفة «لا»: بدأنا بعلاج أحمد من سرطان الدم وعمره ثلاث سنوات ونصف، ومع مرور الأيام والاستمرار في العلاج تحسنت صحته كثيراً، حتى تاريخ 24 أيلول/ سبتمبر 2022م، حيث تلقى جرعة ملوثة، سببت له مضاعفات ظهرت عليه في نفس اليوم الذي تلقى فيه الجرعة».
بينما كان الأب في طريقه مع ابنه الى المنزل، عصر ذلك اليوم، تلقى اتصالاً من طبيبة المستشفى طلبت منهما الرجوع: «اتصلت بنا الدكتورة ونحن في شارع الحصبة، وقالت ارجعوا، وعندما رجعنا كانت الأعراض قد بدأت بالظهور على أحمد، وتم إدخاله قسم الرقود في المستشفى لمدة أسبوع، وبعدها تم تحويله إلى العناية المركزة في المستشفى الجمهوري، وهناك لم يفعلوا له أي فحوصات، فتواصلت مع الدكتورة بمستشفى الكويت وطلبت إخراجه من الجمهوري وإعادته الى الكويت، ورفضت الذهاب إلى أي مستشفى آخر».
استمر أحمد في غرفة الرقود بمستشفى الكويت قرابة 40 يوماً، حتى استعاد عافيته قليلاً، ليتم بعد ذلك إخراجه الى المنزل، ولايزال حتى اللحظة -وفقاً لوالده- يتلقى العلاج جراء مضاعفات الجرعة القاتلة، التي تسببت أيضاً في ارتفاع نسبة السرطان لديه بعد أن كان قد أوشك على التعافي منه، لولا خُزعة الموت.
يقول الأب: «قبل الحادثة، كان أحمد يتلقى أربع جرع كيماوي شهرياً، وكانت صحته تتحسن من شهر إلى آخر ومناعته تزيد، لكن من بعد الخزعة الملوثة، وإلى تاريخ اليوم لم يتلق سوى 7 جرع كيماوي فقط، لأن مضاعفات تلك الخزعة سببت له نقصا في المناعة وفي الدم والتهابات وغير ذلك من المضاعفات التي تمنع إجراء جرعات الكيماوي المقررة، وهو ما ساعد السرطان الخبيث على الانتشار مجدداً في جسده، وكأننا لم نعمل شيئا».
الأفظع من ذلك إصابة الطفل بنزيف داخلي، بحسب والده الذي قال: «بعد الجرعة الفاسدة حصل لأحمد نزيف داخلي، ومازال إلى قبل أسبوع من الآن يتبول دماً، ووضعه غير مستقر، لكن الواحد يقول الحمد لله على كل حال، وحسبنا الله ونعم الوكيل».