استطلاع:طلال سفيان / لا ميديا -
كانت هذه الرياضة تمارس في اليمن بشكل انفرادي غير منظم، حتى جاء فريق منذ ثلاث سنوات ليؤسس كياناً ما يزال غير رسمي للعبة من مجموعة شباب بجهود ذاتية يمارسون اللعبة بإمكانيات وأدوات بسيطة، ويجرون تمارينهم في عدة أماكن... فما هي رياضة الكاليسثنكس؟ وما الذي تتطلع له؟
صحيفة "لا" التقت ثلاثي هذه اللعبة محمود مختار ومحمد أمير وعمر محمد، وتحدثت معهم عن هذه الرياضة.

يقول محمود مختار: "رياضة الكاليسثنكس معروفة في الكثير من دول العالم، وفي اليمن مازالت في طور البداية، وهي تعتمد على تمارين وزن الجسم لاكتساب المهارة وبناء كتلة عضلية، وتشمل عددا كبيرا من الحركات والمراحل وتتكون من الحركات البهلوانية والبولي بودينج".
بدوره يضيف عضو هذه الرياضة محمد عبدالرحمن أمير: "اسم هذه الرياضة يتكون من مقطعين، هما "كاليس" و"ثنكس"، وتعني الجمال والقوة، أو بمعنى أوضح القوة الجميلة، كما لها تسميات أخرى، حيث يطلق عليها رياضة الشوارع، لأنها تمارس غالبا في الشوارع والأماكن المفتوحة".
وعن البحث والسعي لإيجاد اتحاد رسمي للعبة الكاليسثنكس، يقول أمير: "خلال العامين الأخيرين قمنا أولا بالتعريف بهذه الرياضة في أوساط المجتمع، ومؤخرا تحدثنا مع نائب مدير مكتب الشباب الرياضة بالعاصمة صنعاء، زيد جحاف، عن طموحنا إلى تكوين اتحاد للعبتنا ودعمها بالأدوات حتى نستطيع المشاركة في الفعاليات وإقامة بطولات. طبعاً نحن بدأنا في لعبها 8 شباب، واليوم يوجد إقبال ملحوظ من الشباب والنشء في التعرف عليها وممارستها".
ويتدخل محمود بالحديث عن هذه النقطة: "نأمل أن يكون لدينا اتحاد لرياضة الكاليسثنكس، ومكان للتدرب وممارستها. نحن نذهب للعب هذه الرياضة في الحدائق العامة، وتحديدا نلعبها في حديقة السبعين بالعاصمة، وهذا المكان يحتاج لتصريح، وهذا ما يصعب علينا، لأن هذا المكان عام. أما أدواتها فنشتريها من جيوبنا الخاصة. حاليا لدينا بعض الأدوات ونجمع المال لشراء بعض الأدوات الخاصة بالحماية".
وعن الأدوات المستخدمة في هذه الرياضة، يقول محمد أمير: "هي تحتاج لأدوات بسيطة: حبل واقٍ، وحبل للقفز، وربطات لليد، وأدوات حديدية، والعقلة ومراتب الحماية، والمكان المهيأ أو المجهز لممارستها، وأيضاً هذه الرياضة تمارس في الأماكن المفتوحة، كما نتمرن ونؤديها في العشب أو الصرحات الإسمنتية في حديقة السبعين، ويمكن أن تمارس أيضا في صالة مغلقة في حالة الأمطار. الكاليسثنكس من سلبياتها الإصابة، لأنها تعتمد على حركات صعبة وخطرة، ولتلافي الإصابات يقوم اللاعب منا قبل لعبها بعملية الإحماء لمدة ساعة".
وعندما طرحنا السؤال: هل يوجد ممارسون لهذه اللعبة في أماكن أخرى داخل الوطن؟
أجاب محمود: "نعم، في عدن يلعبها زميلنا أنس، وفي حضرموت هناك زميلنا يوسف، وهو من بدأ معنا في هذه الرياضة".
 كيف تعرفتم على هذه الرياضة؟ ومتى؟
يرد محمد أمير: "قبل ثلاثة أعوام أدخل المدرب عمر هذه الرياضة إلى الوطن، وتحديدا العاصمة صنعاء. كنا نشاهده يتمرن ويؤدي حركاتها، وكنا نتساءل: ما هذه الرياضة؟! ومنها تعرفنا على هذه اللعبة من عمر، كما بحثنا عنها في النت وبدأنا نتمرن ونمارسها حتى أصبح عشقها يجري مجرى الدم في قلوبنا".
ويضيف محمد: "كنا في البداية ثمانية أشخاص نمارسها، ثم زاد العدد في فترة بسيطة جدا إلى 20، ثم إلى عدد أكبر وهكذا... اليوم هناك إقبال كبير عليها، فالكاليسثنكس يمكن أن تمارس ويبدع فيها اللاعبون من الألعاب الرياضية الأخرى، من جمباز وملاكمة وألعاب قوى، لأنها تحتاج المرونة واللياقة والقوة وقوة التحمل والتركيز والتنفس والتفكير. كما أن لاعبي كرة القدم سيستفيدون منها في اللياقة والقوة بدلاً من اتجاههم للتدرب على الحديد، فرياضة الكاليسثنكس تجمع اللياقة البدنية والقوة الجسدية والمتعة".
ويستطرد أمير: "نحن موظفون ونكمل دوامنا الساعة الثالثة عصراً، وفي هذا الأثناء تكون وزارة الشباب والرياضة مغلقة. هذه المشكلة الأكبر أمام متابعتنا للوزارة في الاعتراف الرسمي برياضة الكاليسثنكس".
ويتابع: "أتوقع مستقبلا مزدهرا للكاليس ثنكس، كما أنها ستكون من أفضل الرياضات في الوطن إذا توفر لها القاعدة الشعبية واللاعبون والمدربون والنادي".
 هل بالإمكان أن تُدخلوا هذه الرياضة إلى الأندية؟
"نعم، إما نكوّن نادياً خاصاً بنا وإما أن توافق الأندية على أن ندخل هذه الرياضة إليها وتجهز لنا إمكانياتها، نجهز المكان نحن أو النادي. نتمنى من وزارة الشباب والرياضة أن تلتفت لنا، ومستعدون أن نتعب من أجل الاعتراف بلعبتنا، وليس أن نتعب ونركض ثم يتم عدم المبالاة بنا". هكذا تحدث محمود مختار.
ويضيف: "لو توفر لنا الدعم سيكون لرياضة الكاليسثنكس شأن كبير وستحقق بطولات على المستوى العربي والعالمي. مصر ستستضيف قريباً بطولة للكاليس ثنكس، ولديها لاعب وصل للعالمية، ولماذا لا يكون لدينا في اليمن بطل عالمي في هذه الرياضة؟! بصراحة كنا نتمنى المشاركة في بطولة الكاليسثنكس العالمية في مصر؛ لكن الدعم هو ما يقف حائط صد أمام أمنيتنا هذه".
ويكمل محمود: "الكابتن عمر يعمل مدرباً في الاتحاد الدولي، ولديه شهادات دولية في رياضة الكاليسثنكس، وهناك اتحادان دوليان لرياضة الكاليسثنكس، واحد في موسكو والثاني في ميامي، ويوجد اتحاد محلي لهذه الرياضة في مصر".
ويقول محمد أمير: "راسلنا بطولة مصر العالمية للكاليس ثنكس؛ ولكن لم نجد الدعم المطلوب. ما يهمنا أن نطور هذه الرياضة في بلدنا أولا ثم الانطلاق بها دوليا".

المؤسس وحلم التطوير
يقول الكابتن عمر محمد، وهو يمني من مواليد السعودية: "بدأت ألعب الكاليسثنكس في المدينة المنورة حتى العام 2018، وفي العام 2020 أدخلت هذه الرياضة إلى اليمن، ودربت لاعبين في الوطن وهم اليوم بمثابة لاعبين ومدربين في آن".
ويضيف عمر: "لديّ شهادتان دوليتان في رياضة الكاليسثنكس، وشاركت في رياضة السكيتنج في 6 بطولات في السعودية، ولم أشارك في الكاليسثنكس في بطولات عالمية، نتيجة أن الكاليسثنكس إمكانياتها في اليمن بسيطة وهي شبه ميتة ومازالت تحتاج جهودا لتطويرها، وهذا الأمر بطيء".
ويكمل: "حاليا نحاول نشر رياضة الكاليسثنكس في اليمن ونشرها بين النشء والشباب، كيما يتجهوا لها ويبتعدوا عن تعاطي القات، وكما تعرفون أن الأمراض كثرت والرياضة خير وسيلة للوقاية من الأمراض".
ويتابع: "حالياً نلعبها في العاصمة صنعاء من فريق ممارس، ونسعى مستقبلا لنشرها في جميع محافظات الجمهورية".