عادل عبده بشر / لا ميديا -
للأسبوع الثالث على التوالي، مازالت سفينة "نوتيكا" (NAUTICA)، البديلة لخزان صافر النفطي العائم، تقضي حالة سُباتها في ميناء جيبوتي، شرق القرن الأفريقي، وسط تنامي الشكوك في إجراءات الأمم المتحدة بخصوص نقل النفط الخام من خزان صافر المُتهالك، وما وصفه خُبراء بـ"الغموض" الذي ساد عملية شراء السفينة البديلة التي شارف عمرها الافتراضي على الانتهاء.
حكومة الإنقاذ الوطني كشفت أنها لم تطلع على مواصفات السفينة "نوتيكا" البديلة لصافر، كون الأمم المتحدة اشترتها دون التنسيق معها، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لم تتسلم حتى اللحظة الخطة التشغيلية لعملية إنقاذ الخزان العائم المُتفق عليها مع الفريق الأممي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته، الأربعاء الماضي في ميناء رأس عيسى بالحديدة، اللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة والتقييم الشامل للخزان العائم، كشفت خلاله آخر المستجدات المتعلقة بعملية الاستجابة وجهود التنسيق لتأمين خزان صافر.
وقال رئيس اللجنة زيد أحمد الوشلي: "تم إجراء عدة لقاءات مع المنسق المقيم للأمم المتحدة والشؤون الإنسانية في اليمن، وليام ديفيد غريسلي، وفريقه، وتحريك عملية إنقاذ السفينة من خلال جمع التبرعات؛ إلا أن اللجنة لم تتسلم حتى اللحظة الخطة التشغيلية لتنفيذ الاتفاق". وأضاف: "فوجئنا بتصريحات المنسق المقيم غريسلي، بأنه تم شراء سفينة جديدة بديلة لصافر، دون الرجوع والتنسيق مع اللجنة وحكومة الإنقاذ للاطلاع على مواصفات هذه السفينة؛ لكننا نشعر اليوم بالتفاؤل ببدء خطوات تنفيذية لإنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية وشيكة".
تصريحات رئيس لجنة ملف خزان صافر في حكومة الإنقاذ، أكدت ما نشرته صحيفة "لا" في عددها الصادر بتاريخ 14 أيار/ مايو الجاري، نقلاً عن مصادر مطلعة في صنعاء، بأن حكومة الإنقاذ الوطني تعتزم عقد مؤتمر صحفي تكشف فيه الكثير من علامات الاستفهام التي تحوم بكثرة -منذ فترة- حول ما وصفه بعض الخبراء بـ"الصفقة الأممية المشبوهة" (صفقة "نوتيكا").
ونشرت الصحيفة، في العدد ذاته، تأكيدات خُبراء بأن السفينة البديلة متهالكة، وخضعت لصيانة، وعمرها الافتراض ينتهي بعد خمس سنوات، محذرين من أن هذه السفينة تمثل كارثة وستضاعف أزمة صافر.
وقالوا إن "نوتيكا" ليست البديل الأفضل بل الأسوأ، مُتسائلين عما إذا كانت ستخضع للفحص من قبل الفريق اليمني قبل أن تحل كارثة "صافر" بالبديلة "نوتيكا".
وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد بحضور فريق وفد الأمم المتحدة، جدد رئيس لجنة ملف خزان صافر، زيد الوشلي، تأكيد الحرص على السلامة والتسريع بإجراءات توفير أدوات السلامة وتنسيق العمل بين كافة الفرق المكلفة، ووضع خطة تشغيلية مزمّنة يتم في ضوئها إعداد الترتيبات الآمنة واللوجستية لضمان نقل آمن وتلافي أي تسرب نفطي.
وأوضح أن حكومة صنعاء نفذت الخطوات اللازمة لتسهيل وتسريع إنقاذ سفينة صافر، لافتاً إلى أن أي أضرار أو خسائر جراء انهيار مشروع الخزانات البرية يتحمل مسؤوليتها تحالف العدوان.
وبيّن أن أي اتفاقات تم توقيعها مع أي طرف خارج حكومة الإنقاذ في صنعاء، غير ملزمة نهائياً، مجدداً مطالبة الأمم المتحدة بإرسال وتسليم الخطة التشغيلية للجنة الإشرافية بعد توقيع مذكرة التفاهم في آذار/ مارس 2022 ليتسنى لها تنفيذ أعمال الصيانة والتقييم الشامل لخزان صافر.
وحمّل البيان، الصادر عن المؤتمر، دول تحالف العدوان مسؤولية ما وصلت إليه السفينة صافر وما يترتب عليه؛ كونها السبب الرئيسي في ذلك.
وكانت السفينة "نوتيكا" (NAUTICA)، البديلة لخزان صافر النفطي العائم، قد وصلت ميناء جيبوتي فجر الأحد 7 أيار/ مايو الجاري.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للخطة الأممية لمواجهة خطر خزان صافر، المكونة من مرحلتين، 144 مليون دولار، بما في ذلك 80 مليون دولار مطلوبة بشكل عاجل لعملية الطوارئ الأولية التي تستغرق أربعة أشهر.