حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
 بعت كاميرتك الأغلى لحضور نهائيات كأس العالم بقطر. حدثنا عن هذا الموضوع!
- عندما تكون أمام اختيار صعب: إما المشاركة وإما لا، وهناك ما يستدعي أن تكون في قلب الحدث... فضلت بيع معشوقتي الأبدية، الكاميرا. وعندما انتشر خبر بيع كاميرتي الأغلى،  تواصل معي مشكورا الصديق والأخ الرائع المنشد محمد المومري، الذي أشار لي مقترحا: لماذا لا تكون الشركة الوطنية الناقلة في اليمن، الخطوط الجوية اليمنية، هي التي تتبنى ذلك؟  فذهبت أنا وهو إلى المكتب الرئيسي للشركة، وبالتحديد إدارة التسويق، التي مشكورة وقعت معي عقدا للتسويق والإعلان للشركة في مونديال قطر، على أن تتكفل "اليمنية" بتذاكر السفر من صنعاء إلى عمّان ذهابا وإياباً، وأنا أتكفل بتذاكر الرحلة من عمّان إلى الدوحة ذهابا وإياباً. تم هذا في الأسبوع الأخير من المونديال، وسافرت إلى الدوحة لحضور المحفل العالمي، مونديال فيفا قطر 2022.

 هل شعرت بالظلم لحرمانك من الحصول على أحد المفاتيح الممنوحة من الفيفا للاتحاد اليمني للمشاركة الإعلامية في المونديال؟ ومن الذي تسبب بهذا الحرمان؟
- قصة المفاتيح أو ما تسمى "كود الفيفا" الخاص بالإعلام،  في البداية يوجد لدي حساب في القناة الإعلامية للفيفا،  وقبل المونديال بشهر وصلني إيميل من الفيفا على أساس التسجيل للاعتماد كمصور صحفي رياضي محترف لتغطية مونديال قطر 2022، على أن أتواصل مع اللجنة الإعلامية للاتحاد اليمني لكرة القدم لمنحي كود الفيفا، وتم التواصل مع رئيس اللجنة الإعلامية بالاتحاد عبر الواتسأب؛ ولكنه لم يرد، وكانت مدة التسجيل أسبوعين من بداية وصول البريد الإلكتروني من الفيفا. انتهت المهلة وتم إغلاق التسجيل، رغم التواصل المستمر مع رئيس اللجنة الإعلامية. تواصلت مع أمين عام الاتحاد، الدكتور حميد شيباني، وكلمني أن هذا من اختصاص اللجنة الإعلامية، لأتفاجأ بأن المفاتيح الخمسة قد وُزِّعت لإعلاميين حقيقة أكنّ لهم كل التقدير والاحترام. ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أكد أنه يجب أن يكون ضمن المفاتيح اثنان مصوران صحفيان رياضيان محترفان؛ لكن لم يحدث ذلك، بسبب التوزيع غير العادل من اللجنة الإعلامية السابقة في الاتحاد. وبعد أن تم توزيع المفاتيح الخمسة تواصلت مع الزملاء الإعلاميين بدولة قطر، بعد أن تم فتح بوابة إعلامية خاصة للدولة المستضيفة، وهي بوابة قطر الإعلامية، وسجلت فيها وتم منحي بطاقة الاعتماد وبطاقة التأشيرة الممثلة ببطاقة "هيا"، التي هي بمثابة تأشيرة لدخول دولة قطر.

 لماذا لم يعتمد مصور في مفاتيح الاتحاد لمونديال قطر 2022؟
- للأسف لم يعتمد أي مصور صحفي رياضي محترف، نظرا لقصور مهام اللجنة الإعلامية بالاتحاد اليمني. وكما ذكرت أن الفيفا أكد على ذلك بأن أي اتحاد ينضوي تحت رايته يجب أن يكون لديه مصور رياضي محترف في المونديال.

 لكنك ذهبت إلى قطر وحضرت جزءا من المونديال. ما هي المباريات التي حضرتها هناك؟ وهل كنت في الملعب ضمن المصورين أم كنت في المدرجات؟
- نعم، ذهبت إلى مونديال قطر في الأمتار الأخيرة. حضرت مباراة المركز الثالث والرابع، واكتفيت بمشاهدة المباراة النهائية من المركز الإعلامي للدولة المستضيفة، مع لفيف من الإعلاميين والمصورين الصحفيين الرياضيين الذين لم يحالفهم حظ الحصول على مفتاح التحكم الفردي "كود الفيفا".

 كيف شعرت إزاء هذا الأمر لحظتها؟
- حضور كأس العالم هو بحد ذاته إنجاز كبير، وحلم كل إعلامي ومصور؛ نظرا لأهمية هذا الحدث الرياضي العالمي الكبير. حقيقة إذا كان هناك شكر لمن وقف معي وساعدني على حضور هذا الحدث الكروي العالمي الأهم، فهو للزميل العزيز الرائع محمد المومري وإدارة المبيعات والتسويق في الخطوط الجوية اليمنية؛ فهم الذين وقفوا بجانبي في ظل صمت جهات الاختصاص.

 شاركت كمصور معتمد في عدد من النهائيات. ما هي بطولات كأس العالم أو البطولات العالمية التي سبق أن شاركت فيها؟
- شاركت في أربع نهائيات لكأس العالم، وهي: فرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002 وجنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014.
كما شاركت كمصور في دوري أبطال اوروبا ودورات الألعاب الآسيوية وكأس الخليج وكأس العالم للناشئين وبطولات آسيا للناشئين والشباب.

 هل كنت تُمنح في هذه المونديالات أحد المفاتيح الممنوحة من الاتحاد العام؟ أم ماذا؟
- أعتقد المونديالات السابقة التي شاركت فيها كان التواصل عبر حسابي في القناة الإعلامية للاتحاد الدولي لكرة القدم، وكان يتم الموافقة وإصدار بطاقة الاعتماد الخاصة لتغطية المونديال، بسبب أن الدول المنظمة لكأس العالم كانت مساحتها أكبر، وأيضا مسائل بُعد المسافات بين الملاعب الحاضنة للمنتخبات وإقامة المباريات وتوزيع المجموعات، وكان الحضور الإعلامي مسموحا بعدد كبير جدا، نظرا لكبر مساحة الدول المستضيفة.
وللعلم، إدارة الإعلام والاتصال بالفيفا نظرا لصغر مساحة الدولة المضيفة "قطر" لمونديال 2022، عملت على تحديد نسب لحضور الإعلاميين والمصورين، من خلال مفاتيح وأكواد الفيفا، لتجنب زحمة الإعلام المشارك، بحكم أن كأس العالم يضم 32 منتخبا، ولكل منها إعلاميون ومصورون، إضافة لحضور نسبة كبيرة من إعلاميي وسائل عالمية أخرى.

 في مونديال قطر، ما هي الفعاليات التي حضرتها؟ وما أكثر ما شدك؟ وكم بقيت هناك؟
- حضرت فعاليات كثيرة مصاحبة للمونديال، مثل منطقة الفيفا للمشجعين، وزيارة المناطق الثقافية في الدوحة، مثل حي "كتارا"، والتعرف على ثقافات الدولة المنظمة، مثل الفلكلور الثقافي، والاطلاع على ثقافات المنتخبات المشاركة.
حقيقة شدني التنظيم المميز والرائع للمونديال، من خلال المنشآت الرياضية مثل الاستادات الثمانية الحاضنة للمباريات، وكذا مشاهدة جماهير المنتخبات، وخاصة الجمهور الأرجنتيني والبرازيلي والذين كانوا نكهة البطولة.
ومكثت هناك شهرا كاملا، عشت أجواء كأس العالم وزرت أغلب الاستادات التي أقيمت فيها البطولة، وكذا مشاهدة دوري نجوم قطر للأندية المحترفة.

 أيضا غبت عن خليجي 25 بالبصرة. ما السبب؟
- نعم، غبت عن دورة خليجي 25 بالبصرة بسبب أنه كان يتوجب أن أذهب على حسابي الخاص. هل من المعقول أن تحضر نهائيات كأس العالم، أكبر محفل رياضي كروي عالمي، ثم تحضر بعده مباشرة كأس الخليج العربي؟! الأمر وكأنك سقطت من الدور الأخير في بناية شاهقة، وهذا مجرد تشبيه بين كأس العالم ودورات كأس الخليج العربي.

 مؤخرا تم تغيير اللجنة الإعلامية للاتحاد العام لكرة القدم. كيف ترى هذا التغيير؟ وهل أنت متفائل؟
- نعم، كان قرار الاتحاد العام لكرة القدم بتغيير لجنتها الإعلامية صائبا، وهذه سنة الحياة، ونحن متفائلون جدا بذلك، بحكم أن الرئيس الجديد للجنة، الزميل العزيز خالد السودي، شخصية إعلامية مجربة ومخضرمة وله باع طويل في الإعلام الرياضي ومحبوب لدى شريحة كبيرة من زملاء الحرف، والدليل على ذلك من أول يوم لترؤسه اللجنة الإعلامية أقيمت دورة إعلامية مشتركة من اللجنة الإعلامية بالاتحاد والجمعية اليمنية للإعلام الرياضي ووكالة الصحافة الدولية، ضمت أكثر من 111 إعلاميا رياضيا شابا، وهذه نواة وبداية حقيقية لتصحيح مسار الإعلام الرياضي وإتاحة الفرصة لكل الزملاء.

 أكيد هناك حكايات لـ"زيزو" في البطولات العالمية. حبذا لو تروي لنا إحداها أو أبرزها؟
- نعم، هناك قصص كثيرة في البطولات العالمية، وبالتحديد في دورة الألعاب الآسيوية في بوسان كوريا الجنوبية بعد كأس العالم بكوريا واليابان 2002، فعند وصولي إلى حفل إيقاد شعلة افتتاح الدورة، وجدت نفسي وحيدا في منصة إيقاد الشعلة، رغم وجود عدد كبير من المصورين خارج السياج، وكان معي في منصة الإيقاد فقط مصور تلفزيوني للقناة الكورية الجنوبية الناقلة للحدث، فقلت لنفسي: كيف وصلت إلى هنا في ظل التشديد الأمني لذلك؟ فسمعت أن الوفد اليمني بدأ يعلق قائلا إن مصورنا الرياضي زيزو "سِمْخ"، فانتابني الضحك على هذا الموقف.
وهناك موقف آخر شعرت فيه بالحزن والفرح في آن، فقد التقيت في الدوحة بزميل لي من سلطنة عمان، هو الأخ العزيز حامد القاسمي أبو غيث، وهو مصور صحفي رياضي محترف، وكان لقائي به بعد 28 عاما، منذ التقيت به في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء أثناء توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين الجمهورية اليمنية وسلطنة عمان عام 1992. فكان اللقاء حميما؛ وهو زميل لي كان مديرا لإدارة التصوير بوكالة الأنباء العمانية، وهو الآن متقاعد.

 حاليا نراك في الفعاليات الرياضية الداخلية. كيف تراها؟ وهل هناك قصور تجاه المصورين؟
- ليس قصورا، وإنما إهمال ممنهج تجاه المصور الصحفي الرياضي، رغم أن المصور اليمني مبدع بالفطرة وعنده الموهبة والحس المرهف، وينقصه التدريب والتأهيل ومرافقة المنتخبات الوطنية في كل الألعاب، وخاصة كرة القدم، نلاحظ أن هناك منسقا إعلاميا؛ ولكن لم نجد مصوراً صحفيا رياضيا وهو يعتبر الأساس في توثيق اللحظة.

 ما هي المشاكل التي تقف أمام المصور الرياضي اليمني؟
- المصور الصحفي الرياضي اليمني مظلوم جدا بما تعنيه هذه الكلمة، ومشكلته الإهمال من ذوي الاختصاص وحرمانه من مرافقة المنتخبات الوطنية المشاركة في البطولات العربية والقارية والعالمية. وهناك مثال حي رأيته عندما كنت بمونديال قطر 2022، كان هناك مواهب يمنية في مجال التصوير الرياضي سافرت آلاف الأميال لتصل إلى قطر والمشاركة في تغطية المونديال على حسابها الخاص، ولم تنل أي اهتمام أو مساعدة من أي جهة؛ ولكن الإصرار والعزيمة جعلتهم يضعون بصمة في كأس العالم، وهؤلاء المصورون هم صفوان العكام ووجدان الصبري وسامي الحنظلي ومحمد الصلوي وعبدالناصر الصديق، والذين حقيقة أثبتوا بالملموس أن المصور الصحفي الرياضي اليمني يعشق المغامرة والتحدي رغم العوائق والعراقيل.

 كلمة في خاتمة الحوار...؟
- أولا أشكرك زميلي العزيز طلال سفيان، وقد كان لي الشرف الكبير بأن ألتقي معك في حوارين جميلين على صدر رياضة صحيفة وجدت في ظل غياب صحف رياضية كثيرة وتسيدت الموقف. وفي الأخير أتمنى لصحيفة "لا" التوفيق والنجاح والتقدم والازدهار.