حاوره:  طلال سفيان / لا ميديا -
ثاني اثنين لطاولة اليمن في كل المحافل. لا يذكر اسم أحمد زايد إلا ويصاحبه اسم محمد أحمد صبرة، الذي حمل لواء كرة الطاولة الإبية واليمنية من مطلع الستينيات حتى نهاية الثمانينيات.
ما زال بطل الطاولة هذا مدربا وحكما يحمل الكثير من نياشين المجد الرياضي والحب لرفاق الكرة البيضاء الصغيرة الذين ساروا معه على الدرب.
صحيفة "لا" التقته في مقر نادي شعب إب ونبشت معه هذه الذكريات.

 مرحبا بك كابتن محمد صبرة، ومدخل الحوار متروك لك!
- بدأت ممارسة تنس الطاولة عام 1964، وكنت بطلا لمحافظة إب من عام 1966 حتى العام 1989. على المستوى الدولي شاركت عام 1969 ضمن تصفيات أبطال الجمهورية في صنعاء، وكنا حوالى 30 -40 لاعباً، كل لاعب يخوض مباريات مع جميع اللاعبين حتى يأخذ البطولة ويكون ممثلا للمنتخب اليمني بجدارة. طبعا أنا حصلت على المركز الثاني بعد الكابتن أحمد زايد، وكانت أول مشاركة لي خارجيا في بطولة الإسكندرية بجمهورية مصر بالعام نفسه، والتي كانت أيضا أول مشاركة خارجية لتنس الطاولة اليمنية وحققنا لليمن مركزاً لائقاً، حتى أن الصحافة المصرية يومها تحدثت عن فريق الطاولة اليمني.

 كيف كان يجري اختيار من يمثلون اليمن في زمانكم؟
- ليس كما يجري الآن. زمان كنا نصعد للتصفيات من كل محافظة 4 أبطال مميزين على أقل تقدير، والأفضل يمثل المنتخب. طبعا كان الدعم محدوداً وشحيحاً من وزارة الشباب. وأنا كان والدي إلى قبل أن يتوفاه الله عام 1975 هو من يدعمني، حتى عندما كنت أمثل اليمن في الخارج. وقتها لم تكن الأندية تدعمنا مادياً، بل نحن اللاعبون كنا ندفع اشتراكات شهرية للأندية. طبعا أنا لعبت مع منتخب اليمن في عدة بطولات ودورات دولية وعربية، في ليبيا ومصر والعراق وسورية والبحرين وكوريا والصين وغيرها. ويكفي أني لعبت بجوار الأسطورة أحمد زايد.

 على ذكر الأسطورة أحمد زايد، كيف كانت العلاقة بينكما؟
- الكابتن أحمد زايد، ربنا يحفظه، كان رمزاً لنا ولكل اليمن، ولم يخلق نظيراً أو بديلاً له حتى اليوم، وأنا أعتبره أسطورة لليمن وللعرب، كما أنه أسطورة عالمية بالنسبة لي في لعبة تنس الطاولة، وأتشرف أني زاملته في المنتخب. وبدأت علاقتي به وأنا شبل. أحمد زايد أستاذي ومعلمي وصديقي. قبلاتي الحارة لأخي أحمد زايد (ثم أجهش في البكاء).

 هل مثلت نادياً آخر غير شعب إب؟
- نعم، لعبت لنادي شعب إب ولنادي الفتوة. كما دربت الناديين: الشعب والفتوة (نادي اتحاد إب حاليا بعد دمج ناديي الفتوة والسلام). كما ساهمت بصعودهما من الثانية إلى الأولى وإلى الممتاز. ومع الفتوة أحرزنا المركز الثاني لمدة 6 سنوات، والأول مرة، ولم يكن يقف ندا لنا سوى نادي أهلي صنعاء. وخضت مع الفتوة دورات تدريبية في سورية عام 1986، والإمارات عام 1989، وكانت هذه الأخيرة في رحلتي الخارجية. وللأسف عدنا من هذه الدورة إلى مطار صنعاء بالمناشف. لم يكن للطاولة اليمنية أي دعم أو رعاية.
وفي نادي شعب دربت وتخرج على يدي الكابتن عادل جواس، عضو إدارة العنيد اليوم، وأيضا الكابتن علي الأعرج، رئيس فرع اتحاد الطاولة بمحافظة إب حاليا والحكم الدولي. جواس والأعرج على مستوى عال من المهارة والنجومية كلاعبين في الأمس وإداريين اليوم.
عادل جواس حائز على شهادة دولية كبيرة في تدريب تنس الطاولة، وهو يدرب لاعبي الشعب وينجز مهامه ويخرج نجوماً أقوياء على مستوى النادي والمحافظة بشكل يدعو للفخر.

 ماذا عن الاتحاد العام للعبة؟ هل تريد أن توجه لهم كلمة أو نصيحة؟
- أرجو من الاتحاد العام لكرة الطاولة أن يدعم كل الأندية ومراكز اللعبة بشكل جيد وينظر للجميع بعين واحدة. كما أرجو منهم عدم التلميح؛ هذا أطلعه وهذا أنزله؛ فهذا لا يرضاه أحد ولا يخدم اللعبة في بلدنا. يجب أن يدعموا اللاعبين المميزين في البطولات والمعسكرات التدريبية. حينما ترشح فلاناً على حساب آخر وتأخذه لفترة معينة ثم تهمله، فهذا والله هو ما حصل، وفي أيامنا لم يكن يحصل، رغم افتقار اللعبة للدعم، الاختيار فقط للأكفاء والتنافس في الميدان.
 وفرع الاتحاد في إب...؟
- في مستوى جيد جدا، وهذا يشهد له نجومية طاولة إب، سواء في الشعب أو نادي الاتحاد، والفعاليات النشطة وصناعة الأبطال على مستوى الجمهورية.

 هل تم تكريمك يا كابتن بعد مشوار الثلاثة عقود؟
- نعم، تم تكريمي من قبل الكابتن عادل جواس والكابتن علي الأعرج، وهما من قدما الفكرة والدعم و... و... و... الخ. طبعا هذا التكريم خارج الاتحاد العام لكرة الطاولة، وهو التكريم الوحيد.

 كلمة أخيرة كابتن محمد صبرة...؟
- أشكر كل من زاملتهم لاعبا، وأترحم على من توفاه الله منهم، وتحياتي لكل الرياضيين اليمنيين، ولكم في صحيفة "لا" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.