حـاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
والده الشيخ الراحل عبدالعزيز الحبيشي، الشخصية الوطنية الشهيرة المعروفة بـ"أبو الشباب"، واضع اللبنة الأولى لنادي شعب إب، ومؤسس العديد من المشاريع المجتمعية.
تولى نبيل عبدالعزيز الحبيشي، خلال أربعة عقود، عددا من المناصب الإدارية الرسمية في مجال الشباب والرياضة وفي الحركة الكشفية. هو الدينامو الذي لا يهدأ، وما زال على حركته ما بين الإدارة المؤسسية الخاصة بالأعمال الخيرية حتى نيابته لمجلس التلاحم القبلي والعمل التطوعي الرياضي الممثل بمنصب نائب رئيس نادي شعب إب الرياضي، وضمن مجلس شرف جاره اللدود الاتحاد.
صحيفة "لا" التقته في مكتبه الشعباوي، وخرجت معه بهذا الحوار.

 مرحبا بك أستاذ نبيل وسعداء بالحوار معك!
- أهلا بك أخي العزيز، وأهلا بصحيفة "لا" في قلعة الشعب الرياضية.
 في البداية نتطرق معك للأعمال التي توليتها في المجال الشبابي الرياضي...؟
- البداية كانت بترؤسي لفرع اتحاد تنس الطاولة في إب، من العام 1983 حتى العام 1988، وكذلك نائب رئيس اتحاد طلاب اليمن في المحافظة، ثم انتقلت للعمل في العاصمة صنعاء وشغلت مساعد مدير عام مدينة الثورة الرياضية، والمسؤول المالي لمفوضية الكشافة والمرشدات بأمانة العاصمة، والمسؤول المالي لاتحاد الفروسية والهجن. وفي العام 1994 تم تعييني مديرا لمدينة الثورة الرياضية، وبعدها عُينت مديرا عاما لمكتب الشباب والرياضة بمحافظة الحديدة، ومفوضا للكشافة، ورئيسا لاتحاد شباب اليمن بالحديدة. وبالنسبة للأعمال الطوعية حاليا أشغل منصب نائب رئيس نادي شعب إب. طبعاً ترأست العديد من وفود وزارة الشباب والرياضة في المشاركات الخارجية، منها الوفد الشبابي إلى فرنسا والوفد الكشفي للمؤتمر الكشفي في بيروت، إلى جانب مشاركات خارجية مع ناديي الهلال وأهلي الحديدة.

 ما الذي أنجزته خلال توليك إدارة مكتب الشباب والرياضة بالحديدة؟
- عملت مديرا لمكتب الشباب والرياضة في محافظة الحديدة لفترة طويلة، 20 عاما، والحمد لله كانت الفترة جيدة والعمل خلالها كان تكاملياً وبجهود الناس جميعا؛ سلطة محلية والمجتمع والرياضيين، فقد حدّثنا كافة مباني الأندية الرياضية في المحافظة وأنشأنا ملاعب لكرة قدم والكرة الطائرة لأندية المحافظة، واهتممنا بإحياء الأنشطة الرياضية الشعبية والتراثية في تهامة.

 كيف يجري العمل معك في نادي شعب إب بعد تعيينك نائبا لرئيس النادي؟
- شعب إب من الأندية الكبيرة على الساحة اليمنية، ولي الشرف أن أكون ضمن هيئته الإدارية في هذه المرحلة الصعبة. إدارة الشعب تجمع كفاءات وكوادر رياضية مشهوداً لها داخل إب وخارجها، وبجهود أعضاء مجلس إدارة النادي الأنشطة في مستوى عال، غير مسيرة اللقاءات الودية للفرق الكروية. الفريق الأول والفئات العمرية مستمرة في التدريبات؛ غير أن المشكلة هي عدم وجود دوري عام، وهذا الأمر تأثيره السلبي ليس فقط على نادي الشعب، بل على كل أندية اليمن، كما أنه عائق أمام تطور الرياضة اليمنية ورفد المنتخبات باللاعبين.
لا يخفى على أحد أن هناك اهتماماً من إدارة نادي شعب إب برئاسة الدكتور عبدالواحد صلاح، وبدأنا الاهتمام بالنظر للعمل خلال الفترة القادمة على مسألة المنشآت الخاصة بالنادي.

 هل هناك اختلاف بين العمل الرسمي والتطوعي؟
- اختلاف بشكل جذري، العمل المكتبي رسمي وتكون مسؤولا عن جميع الأندية، بينما العمل الإداري التطوعي في الأندية صعب، نظرا لنقص الإمكانيات في الأندية.

 بالمناسبة، هنا في إب يتركز الحديث على مسألة ملعب نادي الشعب. ما هي معالجتكم لهذا الأمر؟
- حاليا بدأنا بمرحلة إنشاء المدرجات في ملعب نادي الشعب بمديرية الظهار، وبحسب إمكانية النادي سنبدأ خلال الفترة القادمة بتعشيب الملعب وإكمال التجهيزات. مشكلة الرياضة في إب هي عدم وجود ملعب معشب، وإن شاء الله السلطة المحلية بقيادة المحافظ وتعاون الجميع ستقوم بتعشيب أحد الملاعب في المدينة حتى تتمكن أندية المحافظة من مزاولة أنشطتها.
طبعا هدفنا الأول اليوم هو ملعب نادي شعب إب، ونشاطنا بشكل عام يركز على استمرار تطور الفئات العمرية وإقامة الأنشطة الرياضية المختلفة كما تشاهدون في كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة الطاولة والألعاب القتالية.

 هل تقصد ملعب الكبسي؛ للخروج به من حالته الراهنة المتهالكة؟
- نعم، هو ملعب الكبسي. ونحن نتابع السلطة المحلية ليتم تعشيبه لاستضافة المباريات والتجمعات. كما تحدثنا مع وزير الشباب والرياضة، محمد حسين المؤيدي، أثناء زيارته مؤخرا للمحافظة حول هذه المشكلة، ووعدنا بالعمل على حلها، وإن شاء الله يكون ملعب الكبسي في حلة جديدة وجامعا لأبنائنا الرياضيين كافة في مدينة ومحافظة إب.

 ما هو العائق أمام أنشطة إب الرياضية؟
- العائق الأساسي وبالذات ما يخص النشاط الكروي الأهم لدى رياضيينا وشبابنا هو عدم الإعلان من قبل اتحاد الكرة عن إقامة بطولة الدوري وكيف سيكون شكل هذا الدوري إن عاد؛ لأن خسائرنا المادية في الشعب وبقية الأندية في الوطن كبيرة وفوق العادة. نحن ومنذ الدوري الأخير نهاية العام الماضي وحتى اليوم لا نعرف متى سيقام هذا الدوري. أتمنى من الإخوة في الاتحاد العام سرعة إعادة النشاط بدلا من الجمود. السلطة المحلية في المحافظة متعاونة كثيرا؛ ولكن عدم وجود برنامج نشاط رياضي هو العائق أمام هذا الوضع.

 كيف تجاوزتم مسألة الأوقاف حول ملعب الشعب؟
- تم حلها بين مجلس إدارة النادي والأوقاف، والحمد لله انتهت المشكلة. ونأمل أن تنهض منشآت شعب إب في المستقبل القريب.

 هل رأس المال الأهلي حاضر في تفعيل الأنشطة الرياضية في المحافظة؟
- نعم، هو حاضر من خلال دعم إقامة البطولات الرياضية في إب. برأيي أن من أراد أن يدعم فليكن عن طريق الأندية والتنسيق معها، حتى تتطور وتفعل الأنشطة، خاصة في ظل شح الإمكانيات وتوقف المخصصات الحكومية نتيجة العدوان على البلاد.

 والدك الشخصية الوطنية والرياضية الراحل الشيخ عبدالعزيز الحبيشي كان من مؤسسي نادي شعب إب. هنا نريد منك أن تحدثنا عن مراحل "أبو الشباب" مع الشعب!
- الوالد كان ممن أسسوا نادي الشعب، وكان يعتبر شعب إب النادي من الأساسيات في حياته ومن الخطوط الحمراء المانعة لتجاوز قلعة الشعب. هو كان راعياً وأباً لكل شباب وأندية المحافظة؛ لكن شعب إب شيء كبير بالنسبة له ومحل اهتمامه، بحكم تأسيسه له وارتباطه به منذ بداية حياته، حتى أن كافة الكؤوس والدروع التي كانت تحرزها فرق الشعب الرياضية يذهبون بها إلى بيت الشيخ عبدالعزيز الحبيشي للاحتفاظ بها؛ تعبيرا عن مكانته الكبيرة لديهم. لقد أدى جهده رحمة الله عليه وكان أبا لكل شباب ورياضيي المحافظة.

 من أطلق عليه لقب "أبو الشباب"؟
- المجتمع في المحافظة، وبالذات فئتي الشباب والرياضيين، هم من أطلقوا عليه "أبو الشباب"، والكثير من الإعلاميين، وعلى رأسهم الأستاذ حسين العواضي، كانوا يستخدمون كلمة "أبو الشباب" للحديث عنه. منذ وعيت في هذه الحياة والشيخ عبدالعزيز يطلق عليه "أبو الشباب"، إضافة إلى دوره السياسي كمناضل وطني وقومي ومساهماته الخدماتية المجتمعية وروح النكتة الشعبية لديه... وهنا أعجبني عنوان "حارس جغرافيا المرح وشيخ القهقهة السياسية" في مقال نشره الكاتب صلاح الدكاك في صحيفة "الجمهورية" عن الوالد.
حقيقة الحديث يطول عن الشيخ عبدالعزيز الحبيشي، لقد كان نجما من نجوم الإنسانية. لم تكن العنصرية والمناطقية توجد في قاموسه. كان أباً لكل شباب اليمن. لن تجد منشأة في إب إلا وله بصمة فيها، من المجال الرياضي بتأسيسه لنادي الشعب والحركة الكشفية، إلى القطاع الصحي الممثل بجمعية الهلال الأحمر التي أسسها، ومن دار الأيتام (دار عبدالعزيز الحبيشي لرعاية وتعليم الأيتام) التي أسسها، إلى مستشفى الأمراض النفسية، والمدارس، حتى الجامعة في إب، كلها مرتبطة بالوالد رحمة الله عليه، الذي لم تفتقده أسرة الحبيشي بل افتقدته إب واليمن بشكل عام.

 كم ترأس الشيخ عبدالعزيز الحبيشي نادي الشعب؟
- ربما لا يعرف الكثير أن الوالد الشيخ عبدالعزيز الحبيشي لم يتولَّ بتاتا رئاسة نادي شعب إب. بالعكس كان الوالد هو من يقوم باختيار مجالس إدارة النادي، وكان المرجع الرئيسي لشعب إب، كما عمل مستشارا رياضيا لرئيس الجمهورية في السابق.

 بالنسبة لك، هل مارست الرياضة؟ وفي أي لعبة؟
- نعم، مارستها، كنت لاعب تنس طاولة خلال أيام الدراسة في نادي شعب إب.

 ما الرسالة التي توجهها إلى شباب إب واليمن؟
- رسالتي إلى شباب إب واليمن بشكل عام: الرياضة نشاط أساسي لنمو العقل والابتعاد عن كل ما يضر صحتهم والابتعاد عن السلوكيات المغلوطة. الرياضة ليست حصة، بل هي تكريس للوطنية وغرسها في النفس.

 كلمة أخيرة تختتم بها هذا الحوار...؟
- أشكر قيادة محافظة إب، كما عودنا الأخ المحافظ باهتمامه بقطاع الشباب والرياضة في المحافظة، وأتمنى من السلطة المحلية استكمال جهودها لتجهيز ملعب المحافظة حتى تعود عجلة أنشطة الأندية للدوران.
وأشكر صحيفة "لا" على جهودها وزيارتها لإب، والمعذرة منكم على أي تقصير.