حـاوره:  مالك الشعراني / لا ميديا -
عبدالرحيم الخشعي شاب رياضي مجتهد وذكي، زاول العديد من الألعاب الرياضية، وتدرج في الفئات العمرية والمناصب الإدارية، وترأس ناديه (نهضة بعدان) دورتين متتاليتين، وتقلد مناصب إدارية أخرى وصولاً إلى اختياره رئيساً لفرع الاتحاد العام لكرة القدم بمحافظة إب. يوصف بأنه أنشط الرياضيين، وفرعه من أنشط فروع اتحاد الكرة.
تم تعيينه العام المنصرم مديراً لمنتخب الناشئين الوطني، الذي حقق بطولة غرب آسيا الثامنة للناشئين؛ لكن سرعان ما تم إعفاؤه من المنصب، بعد تحقيق البطولة الإقليمية الأولى، في قرار أثار الكثير من اللغط والنقد لاتحاد الكرة.
ملحق "لا الرياضي" استضافه وطرح عليه العديد من التساؤلات الرياضية الملحة.
 مرحباً بك ضيفاً في ملحق صحيفة لا الرياضي!
- أهلاً وسهلاً بك وبقراء صحيفة "لا".
 حدثنا عن بداياتك مع الرياضة إلى حين تم تعيينك رئيساً لفرع اتحاد كرة القدم بمحافظة إب!
- والدي حزام الخشعي حفظه الله وأطال في عمره، كان أحد مؤسسي نادي النهضة ببعدان في عام 1982م مع مجموعة من الشخصيات في المديرية، وتقلد رئاسة النادي لمدة خمسة وعشرين عاماً. كنت أمشي معه وأنا عمري تقريباً 10 سنوات، وكنت أشعر بالفخر.
التحقت أولاً بلعبة الجمباز، ثم كرة القدم. تدرجت في الفئات العمرية حتى وصلت إلى الفريق الأول، ولعبت لمدة خمس سنوات، وكان حينها في الدرجة الثالثة وصعدنا مرة واحدة إلى الدرجة الثانية، ثم دربت الفريق الأول لمدة ثلاث سنوات. بعد ذلك حصلت على دورة تدريبية في التحكيم عام 1997 مع كل الزملاء المتواجدين اليوم في الساحة الرياضية بإب، ولعبت لمنتخب إب المدرسي عام 1990، ثم تم تعييني مشرفاً رياضياً بنادي النهضة، ونافست الوالد في الانتخابات وفزت برئاسة النادي دورتين انتخابيتين، وكان منتسبو النادي حينها ينادونني "بشار الأسد"، أسوةً بالرئيس السوري. وتدرجت في مواقع فرع اتحاد الكرة بالمحافظة، مسؤولا ماليا، ثم أميناً عاماً، ثم رئيساً للفرع. وإلى جانب عملي الحالي، أنا عضو الجمعية العمومية للاتحاد، وعضو في لجنة المسابقات، وممثل فروع الجمهورية اليمنية منذ عشر سنوات وحتى اليوم، وتربطني علاقة تعاون وتفاهم طيبة مع مسؤولي الأندية واللاعبين.

 نبدأ معك من الأخير، ما الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إعفائك من مهام مدير المنتخب الوطني للناشئين الحائز على بطولة غرب آسيا الثامنة؟ وكيف استقبلت ذلك القرار؟
- تجربتي الإدارية مع منتخب الناشئين الوطني الحائز على كأس غرب آسيا أواخر العام الماضي كانت رائعة ولحظة تاريخية لا تنسى، ليس لي فحسب، بل للشعب اليمني بأكمله، لأنها أول بطولة وأول كأس تفوز به اليمن. سررت كثيراً بالفرحة التي ارتسمت على وجوه الشعب اليمني. أنا سعيد جداً أنني كنت أحد صُناع السعادة التي دخلت قلوب الشعب، وكل ذلك بفضل وتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
(أضاف ضاحكاً) بصراحة صعب أن أرد على سؤالك حول إعفائي من مهام مدير منتخب الناشئين! قرار لم أستوعبه ولم أتوقعه حتى اليوم، وفوجئت به مثل غيري، رغم أنه قرار وارد في الرياضة، وكما قالوا لي إن القرار خضع للتصويت من قبل أعضاء الاتحاد، رغم أنه تربطني علاقة طيبة مع كل الأعضاء! قد يكون نجاحي أثار غيرة البعض! ومع ذلك خضعت لقرار الاتحاد وهذا قدر الله.
كانت علاقتي بالجهازين الفني والإداري علاقة أخوية طيبة، وعلاقتي باللاعبين مثل علاقة الأب بأبنائه، وبعد إعفائي تواصل معي بعض اللاعبين وأجهشوا بالبكاء على مفارقتي لهم. بصراحة صدمني القرار، وتوقيته لم يكن مناسباً! حتى أن المعلق الرياضي العراقي هابيل لاين كتب منشوراً بصفحته في "فيسبوك"، مستغرباً من قرار الإعفاء، وتساءل قائلاً: كيف يتم إقصاء مدير منتخب حقق بطولة؟! وأن اتحاد الكرة قراراته غريبة، وأنه لا يوجد اتحاد في العالم يعفي مدير منتخب فاز بكأس!... وعبر صحيفتكم له شكري وتقديري على تضامنه معي.

 حدثنا عن تجربتك الإدارية مع منتخب الناشئين، وعن الإيجابيات والسلبيات التي رافقت المنتخب قبل وبعد البطولة وأثناء التكريم، وهل كنت تتوقع أن يحقق المنتخب كأس غرب آسيا؟
- مدير المنتخب تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة، بل أكثر من الجهاز الفني؛ لأن مدير المنتخب يعمل باستمرار خارج المباريات وبعد البطولة. قدمت جهوداً شخصية وقمت بالأفضل. تجربتي الإدارية في فرع الاتحاد أكسبتني خبرة وأفادتني في إدارة المنتخب. كنا نمر بظروف صعبة وضيقة خاصة في الجانب المالي، ولكن رئيس الاتحاد وقف معنا في هذا الجانب. الحمد لله تكللت تلك الجهود بإسعاد الجمهور اليمني في الداخل والخارج وأشكر الجماهير التي آزرت المنتخب وكرمته.
وبالنسبة للشق الأخير من سؤالك، أنا صرحت لوسائل الإعلام بعدن، وبالتحديد من ملعب الحبيشي، قبيل مغادرتنا للمشاركة في البطولة، وقلت حينها: خذوها من الآخر نحن ذاهبون للفوز بكأس غرب آسيا، وذلك لما لمسته من اللاعبين من حب وإصرار وعزيمة وانضباط وأخلاق أثناء المعسكر الداخلي. توقعت أن هذا المنتخب سيحقق شيئاً، وبالفعل تحقق ما كنا نطمح إليه.

 هل تسلم لاعبو المنتخب والجهازين الفني والإداري كافة الجوائز المُعلن عنها؟ أم أن هناك جهات لم تفِ بوعودها حتى اليوم؟ وهل صحيح أن بعض أعضاء الاتحاد كانوا يريدون نسبة من مبالغ الجوائز؟
- تسلمنا أغلب الجوائز. بعض الجوائز التي أُعلنوها في مواقع التواصل الاجتماعي مثل جوائز العمودي وبقشان كانت غير صحيحة. وعبر صحيفتكم أشكر كل من تبرعوا وكرموا وشجعوا المنتخب.
بالنسبة لما يقال عن أن بعض أعضاء الاتحاد كانوا يريدون أخذ نسبة من مبالغ التكريم فهذا غير صحيح ولم أسمع بهذا الخبر.

 قبل عامين انتقدت عمل الأمانة العامة لاتحاد الكرة، وفي العام الماضي أصدرت بيان تضامن مع اتحاد الكرة ضد الحملة المطالبة برحيله، ثم تم تعيينك مديراً لمنتخب الناشئين الوطني. هل أصدرت بيان التضامن من تلقاء نفسك أم أن الاتحاد فرض عليك إصدار ذلك البيان؟
- أخي العزيز، بالنسبة لنقدي للأمانة العامة للاتحاد، الدكتور حميد شيباني يبذل جهودا كبيرة، ويجب أن يكون لديه مساعدون وسكرتارية وتجديد إطار الأمانة العامة، العمل المحصور في شخص واحد عبء كبير والكمال لله وحده.
انتقادي للأمانة العامة لم يكن من أجل تصفية حسابات، بل من أجل تحسين العمل. أنا من النوع الذي لا يعجبه النقد من أجل المصلحة الشخصية. وتضامني مع الاتحاد العام لكرة القدم كان نابعاً من حرصي على مصلحة الكرة اليمنية في ظل عدم الاستقرار. والشيخ أحمد العيسي يصرف مئات الملايين على المنتخبات الوطنية في معسكراتها الداخلية والخارجية، وهذا ما شاهدته بعيني أثناء إدارتي لمنتخب الناشئين الوطني. صحيح هناك بعض السلبيات، ولكن في ظل الوضع الراهن وعدم وجود الداعمين من المستحيل تغيير الاتحاد، وتضامني معه كان من أجل الكرة اليمنية.

 وهل تعيينك مديراً للمنتخب كان بمثابة المكافأة وكذلك لصمتك تجاه إخفاقات الاتحاد؟
- تعييني مديراً لمنتخب الناشئين لم يكن مكافأة. تربطني علاقة قوية بالشيخ أحمد العيسي، وتعييني كان منه شخصياً، فأنا رئيس فرع اتحاد خلال ستة عشر عاماً وعضو لجنة المسابقات، ولم يتم تعييني في الأجهزة الإدارية للمنتخبات الوطنية، وأنا لست من المطبلين، وغير محتك بالإعلاميين، وأنت تعرف ذلك جيداً، حتى بعد إقالتي تواصل معي العديد من وسائل الإعلام فرفضت أن أصرح لهم، وهذا هو أول حوار صحفي رياضي بعد إعفائي من إدارة منتخب الناشئين.

 مسابقات الفئات العمرية، ناشئين وشباب، التي أُعلن عن إقامتها في الأشهر الماضية، وكذلك دوري الدرجة الثانية، لم تقم حتى اليوم، ما هي الأسباب؟ ومن يتحمل مسؤولية التأخير؟
- كما تعرف، فروع الاتحاد تعمل أنشطة داخلية للفئات العمرية، والمسابقات الرسمية تحدد وتنفذ عبر لجنة المسابقات بالاتحاد العام لكرة القدم. الأندية تمر بظروف مالية صعبة. أحب أن أقول لك إن السبب الرئيسي في عدم انطلاق دوري الدرجة الثانية حتى اليوم هي المخصصات المالية. 

 صعوبات جمة تواجه أندية وشباب ورياضة إب، أهمها إغلاق ستاد إب الرياضي، هل من حلول لإعادة فتحه أمام المباريات والألعاب الرياضية الأخرى؟
- مؤسف حقاً أن إب، وهي نابولي اليمن، بدون ملاعب معشبة. عندما كان الاستاد الرياضي مفتوحاً وملعب الكبسي معشباً بعض الشيء كان أغلب لاعبي المنتخبات الوطنية من إب. اليوم بعض المنتخبات بدون لاعبين من إب. الملاعب هي القاعدة الأساسية لتطور الرياضة. إب في وضع يرثى له. بذلنا جهودا بهذا الخصوص، وأبشركم أنه خلال زيارة وزير الشباب والرياضة في الأيام الماضية إلى إب، طرحنا عليه موضوع تعشيب ملعب الكبسي، طُلب منا تجهيز تصاميم هندسية وقد تم تجهيزها ورفعناها للوزارة، وعبر صحيفتكم نطالب المجلس المحلي ووزارة الشباب والرياضة بالإسراع في تعشيب ملعب الكبسي، ونأمل فتح ستاد إب الرياضي، وإن شاء الله تأتي الموافقة قريباً.

 أقيمت دورات تأهيلية في التدريب والتحكيم في بعض المحافظات، هل لـ إب نصيب من تلك الدورات في الأيام القادمة؟
- أقمنا في السنوات الماضية ثلاث دورات تحكيمية، وأهلنا خمسة وثلاثين حكماً. وبالنسبة لدورات التدريب إب مظلومة. الاتحاد العام سيقيم دورتين للمدربين في صنعاء وعدن. وعدونا أن الدورة الثالثة (C) لمحافظتي إب وتعز ستكون بإب في آذار/ مارس القادم، ولكن كما حدثتك آنفاً الشرط الأساسي هو أن يكون لديك ملعب معشب. وأحب أن أوضح أن فرع الاتحاد جهة تنظم وليست جهة تنفيذ؛ ولكن نحن نسعى جاهدين بالتعاون مع مكتب الشباب والرياضة والمجلس المحلي في تعشيب ملعب الكبسي. وهنا أتوجه بالشكر والتقدير للداعمين، وعلى وجه الخصوص مدير مكتب الشباب والرياضة الأستاذ إبراهيم المساوى، على جهوده المبذولة في سبيل تعشيب ملعب الكبسي. وفي ظل عدم وجود مرتبات، أدعو ناديي الشعب والاتحاد والداعمين للوقوف وقفة جادة مع مكتب الشباب والرياضة وتخصيص جزء من إيراداتهما لدعم مشروع تأهيل ملعب الكبسي. أتمنى تعاون وتكاتف الجميع، وأن تعود إب للقبها "نابولي اليمن".

 كابتن عبدالرحيم، وصلنا إلى نهاية الحوار، هل من كلمة أخيرة؟
- شكراً لك على هذه الاستضافة، وشكر خاص لملحق لا الرياضي، وشكراً لأصحاب الأقلام الرياضية الحرة والصادقة، وتمنياتي لمنتخب الناشئين التوفيق والنجاح في نهائيات كأس آسيا والتأهل بإذن الله إلى نهائيات كأس العالم.