تقرير:نشوان دماج / لا ميديا
ظهور مستشار ابن زايد في جزيرة سقطرى المحتلة ونشر صورته على أحد الشواطئ لم يكن استفزازاً لمشاعر اليمنيين فحسب، بل إمعاناً في المضي بمشروع الاحتلال الإماراتي في تحويل الجزيرة إلى إمارة ثامنة. وهذا ما أفصح عنه «المستشار» نفسه، بعد يوم من نشره الصورة، رداً على تعليقات الـ»مستائين» في شرعية العمالة من دخول الجزيرة دون علمها. لكن هذا ليس كل شيء، فمازال في جعبة الاحتلال الكثير من المفاجآت لشرعية العمالة؛ إذ يقوم بإنشاء وحدات استيطانية لضباط وجنود صهاينة متواجدين في القواعد الإماراتية الصهيونية المشتركة.

كشفت مصادر مطلعة، عن مخطط للاحتلال الإماراتي لدعم استيطان ضباط وجنود صهاينة في جزيرة سقطرى المحتلة.
وأكدت المصادر أن ما تسمى «مؤسسة خليفة بن زايد»، الذراع الاستخباراتية للاحتلال، تبنت مشروعاً لبناء وحدات سكنية للضباط والجنود «الإسرائيليين» المتواجدين في القواعد الإماراتية الصهيونية المشتركة في الجزيرة الاستراتيجية.
وأوضحت أن المشروع السكني يمهد لاستيطان أسر الضباط «الإسرائيليين»، في ظل استقدام عشرات من تلك الأسر خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أن المخطط الإماراتي يهدف لتوسيع التواجد العسكري الصهيوني في الجزيرة، وتحويلها لمركز استخباراتي واسع.
وتأتي هذه التحركات تزامنا مع استمرار الشركات الإماراتية بتفويج السياح «الإسرائيليين إلى سقطرى»، في ظل انتشار القواعد العسكرية الصهيونية في الأرخبيل.
وقالت المصادر إن شركة سياحية إماراتية نقلت، مطلع الأسبوع الجاري، على متن طائرة تابعة للاحتلال الإماراتي، فوجاً يضم نحو 30 سائحاً غالبيتهم «إسرائيليون» إلى سقطرى.
وكان موقع «المنتدى اليهودي»، الناطق بالفرنسية، أكد، العام الماضي، تقارير وسائل إعلام دولية حول سعي الكيان الصهيوني لإنشاء قواعد استخباراتية في جزر أرخبيل سقطرى اليمنية المحتلة، بالتعاون مع قوات الاحتلال الإماراتي.

أهلا بكم في الإمارة الثامنة!
وفي خطوة استفزازية بلغت حد الوقاحة، جدد «مستشار» ابن زايد، عبدالخالق عبدالله، استفزاز اليمنيين وإثارة غضبهم، بعدما وصف سقطرى بـ»الإمارة الثامنة للإمارات»، تعقيباً على صورة نشرها له في أحد شواطئ سقطرى.
«الأكاديمي» و»السياسي» عبدالخالق عبدالله، الذي اعتاد على كل أنواع السقوط، وبات التنقل بين موجات المد والجزر عقيدة يمارس طقوسها بين الساعة والأخرى، والذي بحسب سجله الحافل لم يترك قضية محلية كانت أو إقليمية إلا وتراقص على حبالها جميعا، مرسخا بهذا النهج لاستراتيجية جديدة في علوم السياسة الأكاديمية مفادها أن العهر أقصر طرق الوصول إلى المبتغى، هذا المسخ يتحدث عن إمارة ثامنة لدولته اسمها سقطرى، في الوقت الذي تدعي تلك الدويلة احتلال جزرها من قبل إيران. لكن ذلك ليس مستغرباً طالما وأن شرعية العمالة فتحت أراضي اليمنيين للشذاذ من كل الآفاق، الذين يمثل عبدالخالق هذا واحداً منهم، فلو كانت هناك جوائز تمنح للعاهرين سياسيا ممن يغيرون مواقفهم بين الحين والآخر لكان مستشار ابن زايد هو الأجدر بها.
وزعم مستشار ابن زايد، في تغريدة على صفحته بـ»تويتر» أن بعض أبناء سقطرى الذين التقاهم، وممن سماهم «الطيبين»، «تمنى أن تكون الإمارة الثامنة في دولة الإمارات»؛ في تعبير عن مساعي الاحتلال الإماراتي الحقيقية في تحويل الجزيرة اليمنية إلى إمارة ثامنة لدويلته. 
وأثارت تغريدة الإماراتي غضباً واسعاً في أوساط اليمنيين، الذين وصفوها بـ»السفاهة والخسة».
وكانت صورة لمستشار ابن زايد نشرها، مساء أمس ، أثارت موجة غضب واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال «‏المستشار» في تغريدة على «تويتر» تعليقاً على الصورة: «أحييكم هذا المساء من سقطرى جزيرة السعادة التي رغم صغر مساحتها فإنها تحتضن كثافة استثنائية وعجيبة من التنوع الحيوي من نباتات وأشجار وحشرات وحيوانات برية وبحرية بما في ذلك 730 نوع سمك و192 من الطيور و96 من الزواحف، وأشهر أشجارها شجرة دم الأخوين نسبة إلى قابيل وهابيل».
وأثار ظهور الإماراتي في سقطرى المحتلة استفزاز اليمنيين وغضبهم، إذ علق العشرات منهم بأن ذلك انتهاك لسيادة اليمن، وصوبوا انتقادات لاذعة لشرعية العمالة ورئيسها وحكومتها، إزاء استمرار الاحتلال الإماراتي في ارتكاب الانتهاكات في الأرخبيل اليمني.
وتوعد اليمنيون بطرد الإماراتيين من الجزيرة وإعادتها إلى السيادة الوطنية اليمنية، مؤكدين للاحتلال بالقول: «بقاؤكم استثناء، وعودتنا قدر لا يزول».
بدورهم، اعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ظهور الإماراتي في جزيرة سقطرى استفزازاً لأبناء اليمن عامة، حيث لا تسمح سلطات الارتزاق في الأرخبيل لأبناء المحافظات الأخرى بالدخول إليها؛ بينما تسمح للأجانب بزيارتها والعبث فيها.
وحمَّلوا حكومة الارتزاق وما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، المسؤولية الكاملة عن طريقة حديث الإماراتي عن الجزيرة وكأنها إحدى الجزُر الإماراتية، وجرَّدها من هويتها اليمنية.
وتساءل الناشطون عن كيفية دخول الإماراتي عبدالخالق إلى سقطرى، وإن كانت حكومة الارتزاق هي التي منحته التأشيرة؟!
وكانت صورة مماثلة تداولها ناشطون ومواقع إخبارية -منتصف يناير الماضي- لسائح «إسرائيلي» في أرخبيل سقطرى، أثارت سخطاً واسعاً من استمرار انتهاكات دويلة الإمارات لسيادة الجزيرة اليمنية.
وأظهرت الصورة سائحاً يرفع العلم «الإسرائيلي» في أعلى قمم أرخبيل سقطرى، وانتقد الناشطون تخاذل حكومة الارتزاق وتواطؤها أمام ممارسات الاحتلال الإماراتي عبر جلبه الأجانب وبينهم المئات من الصهاينة إلى الجزيرة باسم السياحة، وغالبيتهم خبراء عسكريون واستخباراتيون يشرفون بأنفسهم على إنشاء مواقع عسكرية مشتركة مع الإمارات والولايات المتحدة، ومدارج لطائراتهم الحربية ومراكز مراقبة.