تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
المبعوث الأمريكي إلى اليمن يصل في زيارة خاطفة مصحوباً بالقائمة بأعمال السفير، ولكن ليس إلى عدن المحتلة، المفترض بها «عاصمة مؤقتة» لشرعية العمالة، وإنما إلى شبوة ومنها إلى حضرموت. ليس ذلك فحسب، بل يكون اللقاء في منشأة بلحاف وليس في عتق، المفترض بها عاصمة لشبوة. أما سبب الزيارة المفاجئة، فلأن الولايات المتحدة، بحسب مبعوثها، «تولي أهمية قصوى لمحاربة الإرهاب في هاتين المحافظتين»، اللتين نسي أن يضيف إليهما صفة «النفطيتين» حتى تكتمل الصورة. أما «الإرهاب» فهو الشماعة التي لا تفتأ تعلق عليها أمريكا كل تحركاتها، لأنها لا تستطيع العيش بدون تلك الشماعة.

وصل المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، أمس، على متن طائرة عسكرية إلى محافظة شبوة، في زيارة مفاجئة وخاطفة، صحبه خلالها القائمة بأعمال السفير الأمريكي كاثي ويستلي وممثلون عن تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي. 
وقالت وسائل إعلام تابعة للمرتزقة إن ليندركينغ توجه بطائرة عسكرية إلى منشأة بلحاف ليعقد هناك اجتماعاً مع سلطات الارتزاق في شبوة، حيث كان في استقبالهم المؤتمري في جناح الإمارات عوض بن الوزير العولقي، قبل أن يتوجه إلى محافظة حضرموت ليعقد لقاء مع المرتزق فرج البحسني المعين محافظاً من قبل تحالف الاحتلال.
وأضافت وسائل إعلام المرتزقة أن النقاش مع الجانب الأمريكي تركز حول «عدد من القضايا الهامة في كافة المجالات»، وكذا «حول القضايا المتعلقة بالأوضاع في محافظتي شبوة وحضرموت».
ويأتي إرسال الولايات المتحدة وفدها إلى محافظتي شبوة وحضرموت النفطيتين، تزامناً مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الثاني، وما خلفته من أزمة عالمية في أسعار الغاز والمشتقات النفطية. 
كما يأتي اللقاء في منشأة بلحاف بالتحديد، وليس في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، ليحمل عدداً من الدلالات، من حيث المكان والتوقيت، حيث توجد قاعدة عسكرية حصينة تديرها قوات الاحتلال الإماراتي في المجمع الحيوي لتصدير الغاز المسال المتوقف عن الامداد منذ عام 2015. 
فيما علق مراقبون أن زيارة ليندركينغ، تدل على نية أمريكا تشغيل منشأة الغاز في بلحاف لتضييق الخناق على روسيا أكبر الدول المصدرة للغاز في العالم.
وفيما اكتفت وسائل الإعلام التابعة للمرتزقة بقولها إن اللقاء تطرق إلى «عدد من القضايا الهامة»، أكدت مصادر إعلامية أخرى أن ليندركينغ وويستلي بحثا مع المرتزق العولقي، خلال الاجتماع في ميناء بلحاف، وبحضور ممثلين لتحالف الاحتلال السعودي الإماراتي، العوائق التي تقف أمام تشغيل منشأة بلحاف الغازية وإعادة التصدير، ما يشير إلى أن ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات قياسية وتجاوزها مستوى 2200 دولار لكل ألف متر مكعب، بسبب هجوم روسيا على أوكرانيا الذي يدخل أسبوعه الثاني تواليا، دفع واشنطن للبحث عن أسواق بديلة للغاز الروسي وبينها اليمن والجزائر والعراق، خوفا من إيقاف موسكو ضخ الغاز.
ويبدو أن العقوبات الغربية على روسيا بدأت تؤتي أكلها، ولكن بشكل معاكس، بدليل أن المعاقِب (وهو أمريكا هنا) بدأ يضع عينه على بلحاف، تزامناً مع ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية.
من جانبها، زعمت الولايات المتحدة، أمس، أن «مكافحة الإرهاب تتصدر أولوياتها في اليمن خصوصا تكفيك تنظيم القاعدة الإرهابي».
وقالت إن «ملف الإرهاب تصدر مباحثات المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كينج، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى اليمن وعدد من المستشارين الأمريكيين، مع محافظي شبوة وحضرموت وممثلين عن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية».
ويرى مراقبون أن دلالة استقبال العولقي والبحسني للوفد الأمريكي، بعيداً عن أي تمثيل لحكومة الارتزاق، تجعل من تعامل الأمريكيين مع محافظتي شبوة وحضرموت ككيانين مستقلين. مبدين استغرابهم من عدم وجود أي حضور من جانب حكومة الارتزاق.
أما حديث الجانب الأمريكي عن أن جولاته المكوكية لكل من شبوة وحضرموت تأتي «لبحث ملف مكافحة الإرهاب في محافظتي شبوة وحضرموت بالتزامن مع عودة مخيفة لنشاط خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي»، فإنه، بحسب المراقبين، حديث ممجوج لم يعد يجد من يصغي إليه إلا آذان سلطات الارتزاق وحدها. فتنظيما «القاعدة وداعش» هما في النهاية صناعة أمريكية بامتياز.
كما أن القوات الأمريكية حاضرة منذ سنوات في أكثر من مكان في المحافظات المحتلة، أقلها مطاري الغيضة في المهرة والريان في حضرموت.