تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
تتصاعد حدة الخلافات بين مرتزقة الإمارات في محافظة شبوة؛ فـ«الانتقالي» يرى في إعلان «طارق» ، عن فرع لما يسمى «مكتبه السياسي» في شبوة، تهديداً لوجوده هناك، فيدفع بتعزيزات عسكرية وصفت بـ«الكبيرة»، بعد يوم واحد من ذلك الإعلان، فيما يشن قادته هجوماً عنيفاً على «بن العولقي» و«طارق» ويتوعدونهما بدفع الثمن غالياً. لكن يبدو أن الاحتلال هنا سيتدخل في لجم سعار مرتزقته وتخفيض لهجتهم الانفعالية تجاه بعضهم البعض، باعتبار أنهم في النهاية جميعاً أبناؤه «الشرعيون» كما يبدو؛ إذ يكفي نشر فيديو فاضح لأحد أولئك «القادة»، مثلما حدث مع الكثيري، ليسكتوا إلى الأبد.
دفع مرتزقة ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، اليوم، بتعزيزات قتالية كبيرة إلى محافظة شبوة. 
يأتي ذلك تزامنا مع تصاعد التوتر بين مايسمى المجلس الجنوبي، ومرتزقة العميل طارق صالح، بعد فتح الأخير فرعا لكيانه السياسي في المحافظة النفطية.
وأكدت مصادر مطلعة أن تعزيزات «عسكرية» لـ«الانتقالي» وصلت إلى مديريات شبوة الشرقية، قادمة من محافظة حضرموت.
وأوضحت المصادر أن إرسال الانتقالي مرتزقة إلى شبوة يأتي في محاولة لمواجهة تمدد مرتزقة الإمارات الجدد في المحافظة، التي خرجت بشكل شبه كلي من سيطرة المرتزقة القدامى، مشيرة إلى أن تعزيزات الانتقالي ستتجه إلى مدينة عتق، بعد طرد قوات الخونج منها لصالح فصائل العميل طارق عفاش.
ويتوقع أن تفجر التعزيزات الأخيرة للانتقالي مواجهات مباشرة بين الفصيلين الإماراتيين في شبوة، في ظل مساعي الاحتلال الإماراتي للتخلص من أدواته السابقة.
وشن «الانتقالي»، اليوم، هجوماً عنيفاً على العميل طارق عفاش، قائد فصيل دواعش الإمارات، رداً على إشهاره فرعاً لكيانه السياسي في محافظة شبوة.
وبثت قناة «عدن المستقلة» الناطقة باسم «الانتقالي»، تقريراً وصف خطوة طارق بـ«الاستفزازية»، متهماً إياه بـ»استغلال الدعم والتأييد الذي منحه المجلس له بطريقة خاطئة».
ووجه المجلس عبر قناته رسالة تحذير لطارق من مغبة الاستمرار في تحركاته بمحافظة شبوة، بالقول إن «شبوة غالية وليست رخيصة ولن يتنازل عنها الجنوبيون».
وأبرزت «عدن المستقلة» في تقريرها ردود أفعال قيادات وناشطي الانتقالي الرافضة لتحركات طارق في شبوة.
وقال المرتزق أحمد بن فريد، رئيس مكتب العلاقات الخارجية بـ«الانتقالي»، في تغريدة على منصة «تويتر»، إن ‏«شبوة لم ولن تقبل إلا مشروع الاستقلال، ومن يعتقد أنه سيجد بيئة شعبية حاضنة لغير مشروعنا الوطني التحريري فهو واهم ومخطئ»؛ في إشارة إلى رفض «الانتقالي» إشهار فرع للمكتب السياسي الذي يديره طارق صالح في شبوة باسم حزب المؤتمر جناح الإمارات.
وتابع ابن فريد: «لم يستطع حزب المؤتمر وهو يهيمن على الدولة أن يوجد له مكانا في شبوة، فكيف به الآن؟!».
وهاجم ابن فريد، وهو محافظ شبوة، القيادي في المؤتمر جناح الإمارات عوض الوزير العولقي، بسبب موقفه من إشهار طارق صالح فرعا لكيانه في المحافظة، واصفاً إياه بالانتهازي.
في السياق، تعهد المرتزق سالم المرزقي، القيادي في «انتقالي» شبوة، بالتصدي لطارق صالح وكيانه، بالقول: «المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية لن يسمحوا لكل من يحاول العبث بالانتصارات في شبوة والاستهتار بدماء الشهداء»، مشددا على أن «الحفاظ على انتصارات دفعت في سبيل تحقيقها دماء غالية وزكية سيكون من خلال الأفعال لا الأقوال، والبادئ أظلم»، حد تعبيره.
وكان «الكيان السياسي» لطارق عفاش دشن، اليوم ، وجوده رسميا في شبوة باجتماع تأسيسي يعد الأول، في خطوة أثارت استياء وغضباً واسعاً في صفوف قيادات الصف الأول للمجلس الانتقالي ممن اعتبروا الإشهار بمثابة إهانة لما سموه تضحيات الجنوبيين وإعادة نظام عفاش على ظهور الجنوبيين.
واعتبروا مشاركة العولقي في إشهار ذلك الكيان تواطؤاً سيدفع ثمنه غالياً.
وذكر المرتزق صلاح بن لغبر، الإعلامي في «الانتقالي»، بتدوينة له على «تويتر»: «الحركات السخيفة لفلول نظام الاحتلال والفساد الميت في شبوة ستكلفهم الكثير وليتذكروا هذا الكلام جيدا»، في إشــــارة إلـــى العولقي المحسوب على نظام عفاش وحــزب المؤتمر جناح الإمارات.
وأضاف: «عبيد الاحتلال هؤلاء خانوا أهلهم في 94 ثم خانوا ولي نعمتهم ورب فسادهم 2011 و2017، واليوم يحلمون بعودة فسادهم وعبوديتهم ثلاثين عاماً غابرة».
وختم ابن لغبر مهدداً: «إن أرادوا فتحنا ملفاتها وحي على الحساب».
ومع أن «طارق» يعد بمثابة الوجه الآخر للاحتلال الإماراتي، إلا أن تحركاته في المحافظات الجنوبية والشرقية، وتحديدا السهل النفطي، باتت تثير قلق الانتقالي، الذي يرى نفسه قد أصبح خارج المشهد الذي يرسمه الاحتلال للمحافظات الجنوبية المحتلة.
لكن وسائل إعلام في الجنوب المحتل أكدت أن حدة تصريحات الانتقالي تجاه طارق خفّت اليوم بشكل ملحوظ، مرجعة الأمر إلى توجيهات من قبل الاحتلال الإماراتي لمرتزقته القدامى بتقييد تصريحاتهم ضد المرتزق البديل.
وأشارت إلى أن قيادات في «المجلس الانتقالي»، المنادي بانفصال جنوب اليمن، تراجعت اليوم عن انتقادها لتحركات طارق عفاش، وسط أنباء عن توجيهات إماراتية بذلك.
وحذفت قيادات بارزة في المجلس تغريدات على صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل  الاجتماعي، كانت قد هاجمت فيها طارق عفاش على خلفية إشهار مكتبه السياسي في شبوة.
وأرجعت وسائل الإعلام هذه الخطوة إلى «توجيهات إماراتية صارمة بمنع  مهاجمة تحركات طارق جنوبا».
وقد سبق لانتقادات عدد من قادة «الانتقالي» لطارق أن تسببت بسقوطهم، وعلى رأسهم المرتزق علي الكثيري، الذي نشرت له مقاطع فيديو «مخلة بالآداب» أنهت مستقبله السياسي.