تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
يتأزم الموقف أكثـر فأكثـر بين أدوات الاحتلال في محافظة حضرموت المحتلة بعد مواجهات أسفر عنها سقوط قتلى وجرحى وتدمير دبابة وآليتين عسكريتين، في الوقت الذي تحاول فيه حكومة العميل هادي، ممثلة بوزير داخليتها الخونجي إبراهيم حيدان، بدء عمليات تجنيد أبناء المحافظة، يقابلها احتشاد ما تسمى «الهبة الحضرمية» وقد أصبحت إماراتية – سعودية، بعد انضمام طرف ابن حريز الذي حاول طيلة الفترة الأخيرة أن يظهر نفسه في موقف «المتمنع».
لقي عدد من عناصر خونج التحالف مصارعهم وأصيب آخرون، أمس الأول، بكمين مسلح في منطقة الخشعة بمحافظة حضرموت المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن أربعة عناصر تابعين لما تسمى «المنطقة العسكرية الأولى» لقوا مصارعهم وأصيب أربعة آخرون بكمين نصبه مسلحون موالون للاحتلال الإماراتي.  
وأضافت المصادر أن اشتباكات اندلعت بالقرب من محيط القطاع النفطي التاسع التابع، لشركة «كالفالي»، في منطقة الخشعة، الذي يحاصره مسلحون قبليون منذ أيام، مشيرة إلى أن المسلحين كانوا هاجموا آليات عسكرية تابعة لـ»عسكرية» العميل الأحمر، المنتشرة في المناطق الأكثر غنىً بالنفط في حضرموت، ما أدى إلى تفجير دبابة وتدمير طقمين عسكريين.
وتأتي المواجهات بعد يومين من قصف «العسكرية الأولى» منازل ومزارع المواطنين في قرى بمديرية حريضة بقذائف الدبابات والهاون و”آر بي جي” ورشاش عيار 14.5.
وأعقب القصف على القرى والمزارع مواجهات عنيفة بين تلك القوات ومسلحين من قبيلة الجعدة، قيل إنها على خلفية توقف إنتاج النفط في قطاع 9 بوادي حضرموت.
إلى ذلك، لقي قيادي عسكري في مرتزقة الإمارات مصرعه، أمس الأول، برصاص مجهولين في الوادي، تزامنا مع تصاعد التوتر بين أدوات الاحتلال.
وأفادت مصادر قبلية في وادي حضرموت بأن مسلحين «مجهولين» نصبوا كمينا للضابط في ما تسمى النخبة الحضرمية التابعة للانتقالي، المرتزق محمد سالم باجارش، وأردوه على الفور.

طرفا «الهبة» يحتشدون لمواجهة حيدان
في سياق متصل، ظهر زعيما فصيلي «الهبة الحضرمية»، حسن الجابري وابن حريز المري، في لقاء قبلي موسع عقد أمس الأول في مدينة المكلا للوقوف حول ما سماه التحركات الأخيرة لوزير داخلية العميل هادي.
اللقاء الذي ظهر فيه ابن حريز المري، أبرز مؤسسي «الهبة» والمنشقين عن  «الانتقالي»، جنباً إلى جنب مع المرتزق حسن الجابري، الموالي للاحتلال الإماراتي، وبحضور ممثلي كافة المكونات والنخب الحضرمية الموالية للاحتلال السعودي والإماراتي تحت مظلة «الهبة الحضرمية الثانية»، دعا إلى إنهاء سلطات الخونج في محافظة حضرموت النفطية.
وقال بيان صادر عن اللقاء إن «تحركات التجنيد في قوات الأمن في جميع مديريات حضرموت تتم بأسس حزبية»، في إشارة إلى خونج التحالف .
وأضاف البيان أن «تحركات وزير الداخلية لم تعد مفهومة، لاسيما بخطوتي تجنيد الحزبية وإيقاف كلية الشرطة، ما ينعكس سلباً على دور الأمن والاستقرار بحضرموت»، مشيراً إلى أن «هذه التصرفات غير مقبولة ولا تظهر سوى العداء لأبناء حضرموت».
وكان وزير داخلية العميل هادي، إبراهيم حيدان، دشن معسكر تدريب الدفعة الأولى في منطقة وادي حضرموت، وذلك لتجنيد ثلاثة آلاف عنصر دعماً لفصيل «الهبة» بقيادة ابن حريز. 
وأطلق حيدان معسكر تدريب الدفعة الأولى المكونة من 3 آلاف عنصر كان قد وعد بتجنيدهم في ظل مواجهة تيار الإمارات الذي يمثله المرتزق حسن الجابري.
وكان الفصيل الذي يقوده الجابري أعلن في وقت سابق، وبدفع من قبل الاحتلال الإماراتي، البدء بتجنيد 25 ألف عنصر وإنشاء قوة عسكرية تحت مسمى “دفاع حضرموت”، وذلك رداً على التزام حكومة العميل هادي بتجنيد 3 آلاف شخص من فصيل «بن حريز»؛ غير أن الاحتلال السعودي سارع بالتدخل ومنع حملة تجنيد “دفاع حضرموت”، ما اضطر الجابري لإعلان تعليق عملية التجنيد، مؤكداً أن القرار جاء بإملاء من تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي.
ومن شأن ظهور ابن حريز جنباً إلى جنب مع الجابري أن يؤزم العلاقة بينه وبين سلطات الارتزاق في حضرموت، ممثلة بالمرتزق فرج البحسني، المعين من قبل العميل هادي محافظاً لحضرموت، وذلك بعد إطلاق سراحه والتزامه بالعمل وفق ما تمليه عليه سلطات البحسني.
كما أن الموقف الموحد لطرفي «الهبة الحضرمية» في اللقاء الأخير يشكل صفعة للخونج من قبل تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي، الذي يحاول جاهداً إزاحة الخونج من المشهد في المحافظات المحتلة.
وفي شأن آخر، شن المستشار الإعلامي للعميل علي محسن، أمس الأول، هجوماً عنيفاً على ما سماه «التحالف»، واصفاً حربه على اليمن بالعبثية، وذلك رداً على تحضيرات سعودية إماراتية لتشكيل مجلس رئاسي جديد بعد الإطاحة بالعميل هادي.
وقال المرتزق سيف الحاضري، رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم» الممولة من محسن، في تدوينة على «تويتر»: «نرفض حرب الاستنزاف العبثية التي يديرها التحالف»، محملاً العميل هادي وحكومته مسؤولية ما وصل إليه اليمن، بالقول: «ما آلت إليه الأوضاع الكارثية هو نتيجة طبيعية لقيادة فاشلة بامتياز في إدارة الدولة».
وتابع الحاضري: «قيادة سياسية ليست معنية بإدارة سياسة البلاد ولا بإدارة الحرب ولا معنية بإدارة الاقتصاد ولا برعاية الجرحى وأسر الشهداء»، معتبراً أن «هكذا قيادة في حقيقة الأمر لم تعد موجودة ولا قيمة لها سياسياً وأخلاقياً».
وجاءت جملة الاتهامات الموجهة لتحالف الاحتلال وشرعية العمالة من الصحفي المقرب من علي محسن، في حين أفادت مصادر بتعيين التحالف بديلاً مؤقتاً لهادي لإدارة مهام «الشرعية»، مع انهيار الحالة الصحية لهادي، وسط أنباء عن قرب إعلان مجلس رئاسي جديد.
بدوره قال المرتزق محمد علي المقدشي، المعين من قبل العميل هادي وزيراً للدفاع، إن معظم أسلحة ما تسمى «المنطقة العسكرية الخامسة» (مقرها حضرموت)، تم سحبها واستهلاكها خلال المعارك مع قوات الجيش واللجان الشعبية.
وأشار إلى أنه لم يدخل «العسكرية الخامسة» أي سلاح ولا عربة جديدة منذ عام 2010م. حسب قوله.