تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
مسلسل الاغتيالات في محافظة شبوة يستمر بوتيرة عالية، في ظل حالة من الانفلات الأمني وتصفية الحسابات بين أدوات الاحتلال؛ فيما المحتل الإماراتي يعاني أزمة تسميات لتشكيلات مرتزقته بمحافظة شبوة، من «حراس الجمهورية» إلى «العمالقة» فـ»ألوية اليمن السعيد»، فـ «قوات دفاع شبوة»، فـ»محور سبأ»... الخ؛ وكأن التسميات هي التي ستحسم المعركة بالنسبة له ولمرتزقته! والمشكلة أنه مع كل إعلان عن تسمية جديدة لتشكيل جديد، تأتي ضربة صاروخية «تطعفر» بالتسمية والمسمّي والمسمّيْن، وتعيدهم إلى تسميتهم الأصلية: مرتزقة ودواعش واحتلال. آخر تلك الضربات كانت مساء أمس الأول، بعد ساعات فقط من إعلان تشكيل ارتزاقي جديد تحت اسم «محور سبأ» في معسكر العلم، قاعدة الاحتلال التي يعول عليها كثيراً، وحصدت العشرات ما بين قتيل وجريح. 

في صعيد تداعيات الضربة الأخيرة التي تلقاها مرتزقة ودواعش الإمارات في معسكر العلم في مدينة عتق أمس الأول، أكدت مصادر مطلعة أن قوات الاحتلال تعيش حالة من فقدان التوازن خلطت كل السيناريوهات التي كانت قد أعدتها في محافظة شبوة على وجه الخصوص.
وتحدثت المصادر عن اختراقات كبيرة تقر بها قوات الاحتلال الإماراتي داخل صفوف مرتزقتها، الذين تحاول من حين لآخر فرزهم تحت تسميات جديدة، فتتفاجأ بضربات غير متوقعة، لتتصاعد على إثرها الاتهامات بين فصائلها.
من جانبهم، رأى مراقبون أن الضربة الأخيرة في معسكر العلم حملت دلالات عدة، خصوصاً من حيث التوقيت، حيث جاءت بعد ساعات فقط من إعلان قوات الاحتلال الإماراتي تشكيل قوات جديدة تحت اسم «محور سبأ». 
وأشار المراقبون إلى أن قوات الاحتلال الإماراتي كانت قد دفعت، خلال اليومين الماضيين، إلى حشد المئات من المرتزقة في مأرب إلى شبوة بهدف تجنيدهم ضمن قوام التشكيل الجديد تحت قيادة المرتزق صغير بن عزيز، المعين من قبل العميل هادي رئيساً لهيئة الأركان، بعد تصاعد الخلافات القائمة بينه وبين خونج التحالف في مدينة مأرب. 
هذا السيناريو، بحسب المراقبين، بدأ منذ أيام بقيام المرتزق عمار عفاش بالسيطرة على معسكر العلم بمساعدة إماراتية وتحويله إلى مركز استقطاب وتدريب لمرتزقة جدد من المحافظات الشمالية بتمويل إماراتي، مشيرين إلى أن المئات من أبناء مأرب احتشدوا إلى معسكر العلم في محافظة شبوة بهدف إدراجهم ضمن مرتزقة ما يسمى «محور سبأ» الذي يتم تأسيسه بدعم من قبل الاحتلال الإماراتي وسيقوده المرتزق عبد الهادي عبد اللطيف القبلي نمران، وهو أحد الموالين للعميل طارق صالح، وبترتيب وتهيئة من شقيقه عمار.
وأضاف المراقبون أن هذه الممارسات التي تجري في أرض محافظة شبوة تتم بمعزل عن أبنائها، الذين لا علاقة لهم بما يجري، ومع ذلك سيتحملون تبعات الصراع كما سبق لأبناء مأرب أن تحملوه، فتيار عفاش يعمل على تحويل شبوة الجنوبية إلى أول معقل له في المحافظات الجنوبية المحتلة بدعم مالي ومادي كبير من الاحتلال الإماراتي.
وبحسب مواقع إخبارية جنوبية، فإن «لواءً كاملاً» قد تم تأسيسه في معسكر العلَم ومن المزمع أن يتجه لتعزيز مرتزقة العميل هادي وفق توجيهات صادرة من «بن عزيز».
اللافت في الأمر أن ما تسمى النخبة الشبوانية، التابعة لـ»الانتقالي»، والتي ينتمي 90% من عناصرها لمحافظة شبوة، تم استبعادها من قبل الاحتلال الإماراتي مؤخراً وقطع «مرتبات» عناصرها وممارسة «سياسة تجويع غير أخلاقية» ضدهم منذ أسابيع بسبب رفضهم التبعية لـ»تيار عفاش» في المحافظة.
وكان العشرات من مرتزقة ودواعش الإمارات، قتلوا، مساء أمس الأول، فيما أصيب عشرات آخرون بانفجار استهدف تجمعاً لهم في معسكر العلم، التابع للاحتلال الإماراتي، بمحافظة شبوة.
وأكدت مصادر مطلعة سقوط العشرات من مرتزقة ودواعش الإمارات بين قتيل وجريح بضربة صاروخية على المعسكر، الذي كان يشهد تواجداً لعدد من التشكيلات العسكرية الموالية للاحتلال.
وأفاد مواطنون بسماع دوي انفجار هائل هز مدينة عتق، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع المستهدف ناقلة القتلى والجرحى إلى عدد من مستشفيات المدينة.
وذكر ناشطون جنوبيون، على «تويتر»، أن 150 قتيلا وجريحا سقطوا جراء الهجوم الصاروخي، فيما تحدثت مصادر عن صاروخ باليستي استهدف الفصائل المتواجدة في المعسكر، وهي وحدات مما تسمى «قوات دفاع شبوة» و»ألوية العمالقة الجنوبية»، ولواء من التشكيلات المستحدثة مؤخراً تحت اسم «محور سبأ»، كلها يجمعها الولاء للإمارات. 
من جانبها، أعلنت مستشفيات مدينة عتق مركز محافظة شبوة، أمس، حالة طوارئ، لاستقبال الأعداد الكبيرة من جرحى استهداف معسكر العلم.
وقالت مصادر طبية إن مستشفى عتق العام استنفر كوادره بعد وصول عشرات الجرحى من مرتزقة ودواعش الإمارات الذين سقطوا جراء القصف الصاروخي.
وذكرت المصادر أن مستشفى «عافية» هو الآخر استقبل عددا من الجرحى بعد عجز مستشفى عتق عن استقبال المزيد من المصابين، في حين جرى نقل جرحى آخرين إلى مستشفيات خاصة في المدينة.
وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار في معسكر العلَم، تحدثت مواقع إخبارية عن تورط الخونج بالهجوم، معتمدةً في ذلك على سلسلة الانفجارات التي شهدتها المعسكرات قبل سيطرة فصائل الاحتلال الإماراتي على محافظة شبوة، لاسيما خلال الفترة من أيار/ مايو وحتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.
على صعيد آخر، اتهم الخونجي محمد صالح بن عديو، المحافظ السابق من قبل العميل هادي لشبوة، قوات الاحتلال الإماراتي ومرتزقتها بالوقوف وراء اغتيال شقيقه الأكبر سعيد بن عديو.
وأكد المرتزق ابن عديو، في تعليق على عملية الاغتيال، أن شقيقه دفع أكبر ضرائب مواقفه هو, نافياً أن يكون للأمر علاقة بأي قضية ثأر.
وقال: «اعلم أخي ألا ذنب لك سوى أنك أخي، واعلم أنك إحدى أكبر ضرائب مواقفي التي دفعتها أنا بفقدك وتدفعها أنت بروحك البريئة الطاهرة الطيبة النقية المتسامحة».
وأضاف: «واعلم أخي أنك أحد ضحايا قولي للعابثين والمتآمرين والطامعين وأصحاب المشاريع الصغيرة كلمة (لا)، واعتراضنا على تمرير مخططاتهم التدميرية الكارثية الآثمة»؛ في إشارة إلى قوات الاحتلال الإماراتي ومرتزقتها.
جاء ذلك في تأبين على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي ألمح فيه إلى أن مقتل شقيقه سعيد بن صالح بن عديو لم يكن بدافع ثار كما سوقت وسائل إعلام ممولة إماراتيا، بل كان مدبراً.
وكان مسلحون «مجهولون» اعترضوا، أمس الأول، سعيد بن عديو في مسقط رأسه بمنطقة خبر لقموش وأردوه قتيلاً على الفور في عملية أدت أيضا إلى إصابة 3 من مرافقيه.