تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
تصعيد مناطقي بين مرتزقة ودواعش الإمارات في محافظة لحج المحتلة، أخذ منحى قبلياً بين الصبيحة ويافع، بعد أن أصبح منطق العصابات هو الذي يحكم لحج في ظل سيطرة قوات الاحتلال ومرتزقتها على المحافظة، ما يعكس توسع حجم الصراع في المحافظات المحتلة ليصل إلى درجة الاقتتال المتبادل بين القبائل الجنوبية ذاتها، وهو الهدف الذي لطالما سعى تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي إلى تنفيذه على أرض الواقع لتهيئة الأجواء وتحقيق أهدافه مستغلاً انشغال أبناء الجنوب بقتال بعضهم البعض.
قتل أحد مرتزقة الإمارات وأصيب آخر، أمس، بكمين استهدف طقماً تابعاً للعميل حمدي شكري الصبيحي، قائد ما يسمى «اللواء الثاني»، التابع للاحتلال الإماراتي، بمحافظة لحج المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين نصبوا كميناً لطقم تابع للصبيحي في منطقة الفيوش بمديرية تبن، ما أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وإصابة نسيبه.
وأضافت المصادر أن الكمين جاء عقب رفض حمدي شكري الإفراج عن 30 من أبناء يافع اختطفتهم قواته من النقاط التي استحدثتها في منطقة صبر ردا على اختطاف مسلحين من يافع لمدير مكتبه المرتزق محمد عبد القادر.
وتشهد محافظة لحج المحتلة توتراً متصاعداً بين مرتزقة ودواعش الإمارات، دخلت على إثره قبائل الصبيحة ويافع في مواجهات على خلفية اختطافات متبادلة.
وكان مسلحون قبليون من منطقة يهر في يافع اختطفوا قبل أيام مدير مكتب الصبيحي، رداً على احتجاز قوات اللواء الداعشي تاجرا ينتمي إلى يافع بسبب التزامات مالية.
وأضافت المصادر أن عدداً من مرتزقة اللواء الداعشي انتشروا بأوامر من حمدي الصبيحي في مديرية تبن، واستحدثوا نقاط تفتيش في منطقة صبر بحثاً عن الخاطفين، مشيرة إلى اعتقال أكثر من 30 من أبناء منطقة يهر بهدف الضغط على الخاطفين.

8 قتلى وجرحى مرتزقة بينهم قيادي بناسفة في طور الباحة
وفي السياق، قتل وأصيب ما لا يقل عن 8 من مرتزقة الإمارات، بينهم قيادي عسكري كبير بعبوة ناسفة استهدفتهم في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج. 
وقالت مصادر محلية إن عبوة ناسفة استهدفت المرتزق ياسر الصوملي الصبيحي، قائد ما يسمى اللواء الثامن احتياط، مساء أمس الأول، في مديرية طور الباحة، أثناء توجهه إلى مديرية تبن إسناداً للمرتزق حمدي شكري. 
وأضافت المصادر أن الانفجار أسفر عنه إصابة المرتزق ياسر الصوملي، ومصرع 4 بينهم نجله ضيف الله، فيما تعرض 3 آخرون من مرافقيه لجروح وصفت بالمتوسطة.
 يذكر أن الصوملي كان قد قدم استقالته مما يسمى «اللواء الثامن» مرتزق الذي أسسه خونج التحالف في منطقة طور الباحة في آذار/ مارس 2021، معلنا انضمامه إلى مرتزقة الإمارات. 
وكان المرتزق سعيد قائد مجلي العطوي، أركان اللواء ذاته، تعرض، في 13 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة انفجرت في الطقم الخاص به بمنطقة طور الباحة، ما تسبب في إصابته ومواطن آخر كان في المنطقة لحظة الانفجار، فضلاً عن أضرار مادية لحقت بالمحال التجارية.
ويأتي استهداف الصوملي بالتزامن مع توترات مسلحة بين عناصر من أبناء الصبيحة بقيادة المرتزق حمدي شكري، ومسلحين من يافع، أدت إلى قطع الطريق الساحلي في منطقة صبر الفيوش وسط تبادل الاختطافات المناطقية بين الصبيحة ويافع.

حراك باعوم يهاجم «التحالف» ويتهمه بتغذية المناطقية
من جانبه، اتهم ما يسمى المجلس الأعلى للحراك الثوري الذي يرأسه حسن باعوم، تحالف الاحتلال بتأجيج الصراعات القبلية وتكريس المناطقية في محافظة لحج.
وأشار حراك لحج، في بيان على صفحته في «فيسبوك»، إلى أن «تصاعد وتيرة النزعات المناطقية سببها التشكيلات العسكرية التي شكلها التحالف خلال السنوات الماضية على أساس مناطقي مقيت».
وأضاف أن «التحالف جعل التشكيلات العسكرية ألغاماً قابلة للتفجير في أي لحظة»، داعياً ما وصفها بـ»سلطة الأمر الواقع» في لحج إلى وقف عمليات التقطع والاعتقالات المتبادلة بين يافع والصبيحة.
وحمَّل الحراك في بيانه تحالف الاحتلال وشرعية العمالة «المسؤولية الكاملة والمباشرة عما يجري وما سيجري لاحقاً، سواء في محافظة لحج أو غيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتهم»، معتبراً ما يحدث في لحج «نتاجاً طبيعياً لتغذية المناطقية في الجنوب عبر أكثر من فعل وعمل». وكخلاصة لما سبق، فإن منطق العصابات لا يزال هو الطاغي والمهيمن على المشهد الأمني والسياسي والاجتماعي في المحافظات الجنوبية المحتلة، ومن غير المستغرب أن نجد أن عصابات مسلحة تابعة للاحتلال تنفذ عمليات اختطاف أخرى، كما لا نجد من الغريب أن تقوم قبائل مسلحة بنصب نقاط تفتيش وتعتقل بموجب الهوية كل من يمر من أمامها كما فعلت قبائل الصبيحة مع قبائل يافع بلحج. فطالما أن هناك احتلالاً جاثماً فللمرء أن يتوقع المزيد والمزيد من الاقتتال بين أدواته.