تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
بعد أيام من تلويح الاحتلال الإماراتي عبر أدواته في محافظة حضرموت بفضحه على الملأ وجره لـ«المحاكم الدولية»، رفع المرتزق فرج البحسني الراية البيضاء حفاظاً على منصب عينه فيه المحتل، ومنقلباً على خونج التحالف المحسوب عليهم، ليفض بالقوة اعتصاماً لـ«الهبة الحضرمية» مناهضاً للاحتلال الإماراتي بقيادة الشيخ القبلي صالح بن حريز ويعتقله مع عدد من قيادات الاعتصام في مدينة المكلا، ما جعل الخونج يشنون هجوماً حاداً عليه متوعدين بإقالته من «كرسي الحلاقة» بحسب وصفهم للدور الذي يؤديه البحسني، ومؤكدين أن «الحلّاق» الجديد جاهز.
شنت قيادات خونجية بارزة في محافظة حضرموت المحتلة، أمس، هجوما على المرتزق فرج البحسني، المعين من قبل العميل هادي محافظاً لحضرموت، واصفة منصبه بـ«كرسي الحلاقة».
وتوعد الخونجي صلاح باتيس، القيادي التكفيري في مديرية قطن بحضرموت، والمحسوب على العميل حميد الأحمر، بإسقاط البحسني، مشيرا في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى أن «البديل جاهز وأن المسالة مسألة وقت».
وأشار باتيس إلى دعم قيادات الخونج في حضرموت ترشيح شخصية «مؤتمرية» لم يسمها، واصفاً إياها بـ»الوطنية والحضرمية».
ويأتي تهديد الخونج بإقالة البحسني بعد انقلاب الأخير عليهم ورضوخه لضغوط الاحتلال الإماراتي وأدواته المحلية، والذين كانوا قد توعدوا البحسني بفضحه على الملأ وجره إلى المحاكم الدولية بسبب قضايا فساد تزكم الأنوف، حسب تعبيرهم.
كما يأتي تصريح الخونج في إطار الخلافات والصراع بين أدوات الاحتلال، ومؤشراً لانفجار الوضع بينهم؛ حيث يشعر الخونج بصفعة قوية وجهها لهم البحسني بفضه اعتصاماً لـ«الهبة الحضرمية» في مدينة المكلا، بقيادة الشيخ القبلي صالح بن حريز المناهض للإمارات، وهو الاعتصام الذي أراد الخونج تجييره لصالحهم، مثلما جير أدوات الاحتلال الإماراتي جناحاً في «الهبة الحضرمية» بقيادة المرتزق أحمد الجابري.

«مرجعية القبائل» تطالب بإطلاق سراح معتقلي الاعتصام
وفي السياق، طالبت ما تسمى «مرجعية قبائل حضرموت»،  بإطلاق سراح متظاهرين محتجزين على خلفية احتجاجات سلمية؛ في إشارة إلى اعتصام الهبة الحضرمية واعتقال سلطات الارتزاق بمحافظة حضرموت عدداً من قادته بينهم صالح بن حريز، وذلك عقب تصعيد الاحتجاجات ونقل مخيم العيون إلى المكلا.
وأكدت قبائل حضرموت، في تصريح صحفي لها، أن «القانون قد كفل لكل متظاهر حقه في التعبير السلمي، لاسيما أنه لم يقطع الطريق، ولم يعتدِ على المصالح العامة والخاصة»، مشيرة إلى وقوفها «مع أمن واستقرار حضرموت ورفضها لأي دعوات تدعو للفوضى وتقويض السكينة العامة في كامل جغرافيا المحافظة».
واعتبرت سلطات الارتزاق تنفيذ اعتصام للتيار المناهض للاحتلال الإماراتي داخل الهبة الحضرمية تحدياً للبحسني؛ والذي كان استبق دعوة بن حريز الحضارم للاعتصام في المكلا، بوصفها «خطاً أحمر»، متوعداً بالتصدي لما وصفه بـ«منابع التهديد في الساحل».
وذكرت مصادر أن فض البحسني لاعتصام «الهبة الحضرمية» جاء بإيعاز ودعم من الاحتلال الإماراتي الذي اعتبره تهديداً لوجوده، مشيرة إلى أن البحسني وجه قوات ما تسمى «المنطقة العسكرية الثانية» والمعروفة كذلك باسم «النخبة الحضرمية» بفض الاعتصام الذي خطط له أن يكون أمام مقر سلطات الارتزاق في المكلا، وتنفيذ أكبر حملة اعتقالات طالت من وصفهم بـ«قيادة خلايا مخيم العيون» وسط غموض يكتنف مصير المعتقلين.
ووصف مراقبون خطوة البحسني بالقطيعة مع الخونج الذين كان محسوباً عليهم، واعتبروا أنها جاءت حسماً لموقفه المتذبذب لصالح الاحتلال الإماراتي بعد التهديدات التي تلقاها منهم بإخراجه صاغراً ونشر فضائحه على الملأ، وكذا محاسبته على قضايا فساد كثيرة ليس آخرها نهب نفط وثروات حضرموت.
ويؤكد المراقبون أن شوكة الميزان حتى وإن اعتبر البحسني وسيده الإماراتي أنها تميل لصالحهما، إلا أن الوضع في حضرموت لايزال متوترا بين أدوات الاحتلال نفسها، بالإضافة إلى مشايخ القبائل، وكل هؤلاء لن يستطيع البحسني تجاوزهم بتقاربه الأخير مع الاحتلال الإماراتي، حيث يتأهب أدوات الاحتلال للخطوة التالية التي يهدفون من خلالها لاقتحام منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، والذي يسيطر عليه المرتزق هاشم الأحمر ويستحوذ على عائداته مع فصائل ارتزاق ومراكز نفوذ عدة تعول عليها السعودية لتأمين استمرار هيمنتها على عائدات النفط في هذه المنطقة.