إعداد: م. رامي ناجي / لا ميديا -
منذ أيام يعيش اليمن حالة شلل تام للإنترنت في مختلف المؤسسات العامة والخاصة، نتيجة انقطاع هذه الخدمة جراء الاعتداء الآثم الذي دمر سنترال البوابة الدولية للإنترنت في الحديدة بغارات جوية.
الإنترنت واحدة من الخدمات الضرورية والهامة في العالم اليوم، بعدما كان الأمر مقتصراً فيما سبق على التسلية والحصول على المعلومات المتنوعة فقط، ولكن الآن أصبح هناك عدد كبير من الأعمال والخدمات التي لا يمكن أن تتم إلا من خلال الإنترنت.
ولعل الجميع قد فكر يوماً في طبيعة هذه الشبكة العنكبوتية وكيف لها أن تتنقل بين دول العالم وكيف تصل إلينا بهذا الشكل. هذه السطور توضح بشكل علمي دقيق الطريقة التي ينتقل بها الإنترنت بين دول العالم المختلفة.

كيف يتم توصيل الإنترنت بين الدول؟
جميع أنواع الاتصالات التي تتم عبر شبكة الإنترنت، سواء المحادثات أو إرسال واستقبال الرسائل عبر المنصات المختلفة أو تتبع مواقع الويب المختلفة أيضاً أو غيرها من مجالات استخدام الإنترنت، تتم بنسبة كبيرة جداً تصل إلى 99% عبر كابلات الألياف الضوئية، وكل هذه الكابلات ممتدة في عمق البحار والمحيطات.
يتم مد هذه الكابلات عبر البحار إلى المحطات الأرضية ناقلة جميع الاتصالات سلكية ولاسلكية عبر المحيط. 

كيف يتم نقل واستقبال البيانات عبر الإنترنت؟
يتم نقل البيانات والمعلومات واستقبالها عبر الإنترنت بالاعتماد على عنوان البروتوكول (TCP/IP protocols) وعلى حزم البيانات، وكلما زاد عدد البيانات المراد نقلها زاد حجم الملف المراد إرساله فيكون هناك حاجة إلى المزيد من الحزم.
وكل حزمة من هذه الحزم يمكن تمثيلها بمظاريف البريد العادي؛ حيث تضم من الداخل البيانات المراد نقلها، ومن الخارج المعلومات التي من شأنها أن تسمح لعنوان البروتوكول أن يقوم بمعالجة هذه الحزمة، فيتم استخلاص ودمج البيانات الموجودة داخلها مع حزم البيانات الأخرى الموجودة في الملف نفسه بتسلسل وترتيب صحيح يسمح بإعادة بناء الملف من هذه الحزم مرة أخرى.

مواصفات الكابلات البحرية
تم إنشاء أول كابل اتصالات في الـ16 من آب/ أغسطس 1958، وقد ساعد حينذاك على تقليل الوقت المُستغرق لإرسال الرسائل بين أمريكا الشمالية وأوروبا من 10 أيام (مع استخدام البريد العادي والسفن) إلى دقائق معدودة من خلال استخدام كابل الاتصالات عبر الأطلسي .
ويتكون هذا الكابل من 7 أسلاك نحاسية كل منها يبلغ وزنه حوالى 26 كيلوجراماً لكل كيلومتر واحد، أي ما يُعادل 107 أرطال لكل ميل بحري، وقد تمت تغطيته بـ3 طبقات من مادة الكوتابركا (gutta-percha) وتزن 64 كيلوجراماً لكل كيلومتر واحد، أي 261 رطلاً لكل ميل بحري، ويوضع فوقه غمد مكون من 18 شريطاً، مع 7 أسلاك حديدية، ليكون الوزن النهائي لهذا الكابل حوالى 550 كيلوجراماً لكل كيلومتر .
أما الكابلات الحديثة فقد تم تصميمها اعتماداً على تقنية الألياف الضوئية التي يمكنها نقل عدد ضخم من الحمولات الرقمية والتي تشمل الاتصالات الهاتفية، خدمة الإنترنت، ونقل البيانات الخاصة. وفي ما يخص الوزن والأبعاد فهو أيضاً يختلف بدرجة كبيرة عن القديم، الذي كان قطره 69 مم فقط، ووزنه 10 كجم لكل كم (أي ما يُعادل 7 أرطال/ قدم).

أسباب انقطاع الكابل البحري
يبلغ عدد الكابلات البحرية الموجودة على مستوى العالم 11 كابلاً، ومن المؤسف أن هذه الكابلات معرضة للانقطاع وفقدان خدمة الإنترنت للكثير من الأسباب، أبرزها:
- الاستهداف العسكري للبوابات الدولية للإنترنت.
- مرور الناقلات البحرية كبيرة الحجم ومراكب وشبكات الصيد عبر المحيط.
- مهاجمة بعض أنواع الأسماك مثل أسماك القرش لهذه الكابلات وإتلافها.
- بعض الكوارث الطبيعية كالهزات الأرضية.
- وفي بعض الأحيان قد يكون الضرر ناتجاً عن سرقة الكابل؛ ففي عام 2007 سُرق الكابل (T.V.H) بغرض بيعه، وقد تسبب هذا الحادث في انقطاع الإنترنت كلياً عن بعض الدول.
وتعاني اليمن اليوم من انقطاع خدمة الإنترنت جراء غارات شنها طيران العدوان الإماراتي واستهدف بعضها سنترال البوابة الدولية للإنترنت في الحديدة، وأخرجه عن الخدمة.
تجدر الإشارة إلى أن بوابة الإنترنت في الحديدة هي البوابة الوحيدة التي تغذي اليمن بالإنترنت منذ توقف خدمة البوابة الأخرى الموجودة في عدن منذ سنوات.