ذو الفقار يوسف / لا ميديا -
تحقق قوات الجيش واللجان الشعبية تقدمات نوعية باتجاه مدينة مأرب. وفيما باتت 12 مديرية من مديريات المحافظة الـ14؛ محررة بالكامل، فإن مبادرة النقاط التسع الشهيرة لاتزال مطروحة ولم تكبح صنعاء سريانها بسقف زمني محدد سلفاً.
الرئيس مهدي المشاط أكد أمس الأول في خطاب ذكرى الاستقلال أن "تحرير المدينة ضرورة"، وهو تأكيد للمؤكد، لكن السؤال لأي المفتاحين سينصاع قفل الباب الأخير من أبواب سبأ: مفتاح البندقية أم مفتاح المبادرة؟
على حافة الحسم تبدو الساعات أثقل سيراً، فالجعجعة الدولية المعلنة -التي تحذر صنعاء من "مغبة المضي في معركة مأرب"- توازيها في الكواليس توسلات مغلفة بالود فحواها "التريث وإفساح حيز زمني لتدارس مخرج يجمع عليه الطرفان بمنأى عن الحسم العسكري".. في المقابل فإن صنعاء لا توصد الأثير أمام رسائل الوسطاء، لكنها تلوح بـ"مبادرة التسع نقاط" الشافية والتي طرحها السيد القائد أبوجبريل في وقت مبكر سابق لدوران عجلة التحرير بوتيرة متسارعة باتت معها اليوم عاصمة محافظة مأرب على مرمى رصاصة دوشكا من فوهات بنادق الجيش واللجان.
الوساطة القطرية ليست خبراً فقد تلتها وفقاً لمصادر "لا" وساطة تركية، ثم -وهذا هو الخبر- وساطة "حمساوية".
بحسب المصادر ذاتها فإن "حركة المقاومة الإسلامية - حماس" دخلت الملعب مؤخراً كوسيط لدى صنعاء، وهذا ما يفسر -حد مراقبين- تباطؤ ساعات الحسم الأخيرة، إذ أكدت المصادر أن الحركة الفلسطينية الوسيط نقلت إلى القيادة الثورية والسياسية بصنعاء ما يشبه "موافقة مبدئية على بنود مبادرة النقاط التسع" من طرف "الإصلاح"، الأمر الذي أفسحت له القيادة حيزاً من الوقت لا يبدو أنه سيطول فيما لو أسفرت "الرسالة الإيجابية" التي نقلتها "حماس" عن مراوغة أخرى ضمن سلسلة مراوغات سابقة تهدف إلى كسب الوقت وتشتيت وجهة بندقية التحرير، لاسيما مع التطورات الأخيرة في "الساحل الغربي" وزحوفات عصابات الارتزاق بتنسيق "إصلاحي عفاشي"، وقبل ذلك التصعيد الكبير لتحالف العدوان واستهداف طيرانه للمدنيين والأحياء السكنية في العاصمة وعدد من المحافظات، كما واستمرار الحصار.
بالمحصلة فإن لجوء رموز الخيانة المحليين إلى تودد صنعاء من بوابة المقاومة يعد مؤشراً على انهيار رهانات التحالف ذاته إزاء تغيير موازين القوى التي فرضها الجيش واللجان على الواقع وأضحت معها محاولات العدو للاحتفاظ بمأرب خارج معادلة التحرير أمراً مستحيلاً عدا عن استماتته الهزلية لاستنساخ "اتفاق ستوكهولم آخر" يضرب سداً بين سبأ وأبناء الأرض القادمين على صهوات الحسم الحتمي. 
قبل أشهر شن "الإصلاح" العميل ومعظم الخونج هجوماً فاحشاً على "حماس" لأن "ممثلها بصنعاء كرم عضو السياسي الأعلى محمد الحوثي بدرع" عرفاناً لموقف يمن الأنصار الداعم للمقاومة، واليوم يطرق إخوان التحالف باب "صعدة" عبر غزة بوساطة من الحركة الفلسطينية "المتحوثة" ذاتها، للتشبث بموطئ قدم في مأرب، إلى "حين ميسرة" مستحيلة يتوهم العملاء إمكانية حدوثها. 
الطلقة الأخيرة هي لبندقية الجيش اليمني واللجان الشعبية، يؤكد وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، وهو القول الفصل الذي حذر به سيد الثورة تحالف قوى الاستكبار الكوني في الساعات الأولى من عدوانها على بلدنا وشعبنا، وحال عتوُّها بينها وبين أن تبصر من خلاله مآلها الوخيم حينها لتقع فيه اليوم عن جدارة واستحقاق.