تقرير:نشوان دماج / لا ميديا -
قوات الاحتلال الإماراتي تعيد ضابطها المزروعي إلى جزيرة سقطرى المحتلة، المجرم الذي حول الجزيرة إلى إقطاعية سياحية واقتصادية وملاذ لشذاذ الآفاق من الصهاينة والمرتزقة الأفغان، فضلاً عن التعاون الوثيق مع قوات العدو الصهيوني في إنشاء قواعد عسكرية عدة في الأرخبيل بأكمله. أطماع لا تنتهي وسباق محموم لاستنزاف وتجريف كل خيرات ومقدرات الأرخبيل اليمني، فيما حكومة الارتزاق التي تدعي شرفاً لا مشاركة لها، ومتواطئة في كل ما يحدث، بل وقد باعت البلاد والعباد هناك بصك لا أرخص منه إلا هي.
أعادت قوات الاحتلال الإماراتي، أمس، حاكمها العسكري لجزيرة سقطرى المحتلة، في استعراض غير مسبوق يفصح عن أنها أصبحت ترى وكأن سقطرى طنب الكبرى.
وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال الإماراتي أقام مراسيم استقبال كبيرة لخلفان المزروعي لدى وصوله مطار الجزيرة في استعراض غير مسبوق.
وأشارت المصادر إلى أن عودة المزروعي، الذي حول الجزيرة إلى إقطاعية سياحية واقتصادية خاصة ببلاده، تأتي عشية تحرك جديد لما تبقى من قوات الاحتلال السعودي، عبر تدشين مهرجانات في مدن الجزيرة، ما يعكس عودة خلافات حليفتي العدوان والحرب على اليمن واحتلال جزره وموانئه.

نماذج من أطماع لا تنتهي
مع بدء العدوان على اليمن، ومشاركة أبوظبي ضمن "التحالف" الذي تقوده السعودية، تمكنت دويلة الإمارات من الحصول على عقد وقعته مع حكومة العميل هادي في 2015، يقضي -في ظاهره- باستئجارها جزيرة سقطرى لمدة 99 عاماً لغرض الاستثمار، في حين أكدت مصادر أن الاتفاق يقضي "بمنح أبوظبي السيادة الكاملة على جزيرة سقطرى لمدة 99 عاماً”.
ومنذ أن دخلت قوات الاحتلال الإماراتي الجزيرة سارعت إلى اتخاذ خطوات إجرامية، منها: اقتلاع مئات النباتات والأشجار النادرة ونقلها إلى الإمارات، نقل كميات هائلة من الأحجار المتواجدة في المحميات الطبيعية وتحميلها على بواخر إماراتية، اصطياد الماعز البري بشكل عبثي وتهريبه إلى الإمارات عبر طائرات النقل العسكري، شراء أراض ومساحات واسعة داخل الجزيرة، وتحديداً في مناطق محمية يُمنع فيها البيع، السعي إلى قطع حركة التنقل بين سقطرى وباقي المحافظات اليمنية عبر إيقاف حركة الملاحة الجوية للخطوط اليمنية من وإلى الجزيرة، وإبقاء طائرات النقل العسكري الإماراتية الوحيدة التي يمكنها القيام برحلات إلى سقطرى، إضافة إلى ربط الجزيرة بشبكة اتصالات إماراتية، لتكون أول رسالة تصل إلى هواتف الواصلين إليها: "مرحباً بك في الإمارات”!
هذا فضلاً عن تشكيل قوات مرتزقة موالية تحت تسمية "حماة سقطرى" على غرار مرتزقة "الحزام الأمني" و"قوات النخبة”.

تغيير في الهوية
منعت قوات الاحتلال الإماراتي، منذ سيطرتها الكاملة على سقطرى، المواطن اليمني من دخول الجزيرة، فيما مكنت مواطنيها والسياح الأجانب والصهاينة من الوصول إلى الجزيرة، وهو ما تسعى إليه قوات الاحتلال لإلباس الجزيرة طابعاً إماراتياً والقضاء على كل ما يتعلق بالهوية اليمنية.
وسبق أن حذّرت جهات عدة في سقطرى مما يجري من تغييرات في هوية الجزيرة من قبل الاحتلال الإماراتي. وقال شيخ مشايخ سقطرى، عيسى بن ياقوت، إنّ الجزيرة تتعرض لـ"مؤامرة إماراتية سعودية تهدف إلى تغيير الديموغرافيا هناك، ونقل سكان الجزيرة، في محاولة لتغيير التركيبة السكانية فيها”.
وكشف "بن ياقوت"، في بلاغ صحفي العام الماضي، أن قوات الاحتلال نقلت سكاناً من خارج الجزيرة، وأنشأت معسكرات، ودمرت معالم بيئية، متهماً تحالف الاحتلال الذي تقوده السعودية بإجبار معارضيه هناك على تعاطي المخدرات بالإكراه من أجل مساومتهم والتخلي عن المقاومة.
وفي آب/ أغسطس المنصرم، كشفت وسائل إعلام محلية يمنية عن بدء الإمارات ربط شبكتي الاتصالات والإنترنت في الجزيرة بها، واستبدال شبكة الإنترنت اليمنية بشبكة الإنترنت الإماراتية.
كما بدأت فرق أخرى بالبحث ورصد أماكن ومناطق جميع الثروات في الجزيرة، مشيرة إلى وصول خبراء أجانب في مجال الحيوانات والطيور، وكذلك التنقيب عن المعادن والثروات الأخرى.
وتعمل قوات الاحتلال على تغيير الهوية اليمنية، وطمس هوية أبناء سقطرى عبر خطوات ممنهجة تقوم بها مؤسسة خليفة، الذراع الاستخباراتية التي يديرها المزروعي.

شراء أراضي المرتفعات لأغراض عسكرية 
على غرار ما قامت به منظمات صهيونية في أربعينيات القرن الماضي في فلسطين المحتلة، من شراء لأراضي الفلسطينيين بأموال باهظة بغرض احتلالها، تقوم الإمارات بالعمل نفسه في جزيرة سقطرى، وتقدم ملايين الدولارات مقابل تحقيق ذلك، الأمر الذي أثار تساؤلات المواطنين حول سعي الاحتلال الإماراتي، من خلال شراء الأراضي، إلى التمهيد لتحويل الأرخبيل إلى قاعدة عسكرية صهيونية أمريكية.

تطبيع يفتح الجزر اليمنية للعدو الصهيوني
تجاوز التطبيع بين الدولتين اللقيطتين حاجز التعاون بينهما داخل نطاقهما الجغرافي، إلى تدشين مصالح خارج الحدود في ظل التنسيق الواضح خلال السنوات الطويلة الماضية.
في 28 آب/ أغسطس 2020، نقل موقع "ساوث فرونت" الأمريكي المتخصص في الأبحاث العسكرية والاستراتيجية عن مصادر عربية وفرنسية لم يسمها أن الإمارات و"إسرائيل" تعتزمان إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في سقطرى، وذكر أن "وفداً ضم ضباطًا إماراتيين وإسرائيليين زار الجزيرة مؤخراً، وفحص عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخبارية”.
وفي تطور أخير، شرعت قوات الاحتلال الإماراتي، وبإشراف صهيوني، في إنشاء قاعدة عسكرية بجزيرة عبدالكوري.
حيث كشفت مصادر، قبل أيام، عن وصول باخرة إماراتية إلى جزيرة عبدالكوري التابعة لسقطرى تحمل على متنها معدات وأسلحة ثقيلة.
وقالت المصادر إن الباخرة الإماراتية أنزلت معدات ثقيلة إلى الجزيرة بغرض إنشاء قاعدة عسكرية بإشراف خبراء صهاينة، مشيرة إلى أنه يتم نقلهم يومياً بالمروحيات.