تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
قوات الاحتلال الإماراتي ترسل سفينتين حربيتين إلى سواحل محافظة شبوة على متنيهما مرتزقة العميل طارق عفاش، تحضيراً لاجتياح مدينة عتق، بالتزامن مع إعلان المرتزق عوض الوزير عن اعتصام مفتوح للقبائل في محيط المدينة حتى إسقاط سلطات الخونج. فيما لم يعد ثمة حديث في أوساط الأخيرين عن "خلافة إسلامية" بقيادة أردوغان، بعد تخليه عنهم عبر صفقة استثمارية عقدها مع ابن زايد في أنقرة بقيمة 10 مليارات دولار.
وصلت، أمس الأول، سفينتان تابعتان للاحتلال الإماراتي إلى سواحل محافظة شبوة، في سياق التحضير لاجتياح مدينة عتق، مركز المحافظة، المسيطر عليها من قبل خونج التحالف.
وقالت مصادر مطلعة إن سفينتين حربيتين وصلتا سواحل شبوة وعلى متنيهما مئات العناصر من القوات التابعة للعميل طارق عفاش، والتي انسحبت من الساحل الغربي.
وأضافت المصادر أن الاحتلال الإماراتي لجأ لنقل مرتزقته عبر البحر بعد أن تعثرت عملية نقلهم براً بسبب سيطرة قوات الخونج على الطرق التي تربط محافظتي شبوة وأبين.
وتأتي عملية نقل مرتزقة الإمارات بالتزامن مع إعلان القيادي في مؤتمر أبوظبي، المرتزق عوض الوزير، في اللقاء الموسع الذي عقدته قبائل موالية للاحتلال الإماراتي، الخميس، في مديرية نصاب، نقل الاعتصامات من المديرية وغيرها من المديريات إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة، مؤكدة "استمرارها في التصعيد حتى يتم إسقاط "قيادة السلطة المحلية" الموالية للخونج وعلى رأسها المحافظ محمد بن عديو"، بحسب بيان الوزير.
ونشر الصحفي الخونجي عادل الحسني، المقيم في تركيا، مقطع فيديو لأحد العناصر التابعة للاحتلال الإماراتي وهو على متن قارب متحدثاً أنهم في طريقهم إلى شبوة لتحريرها ممن سماهم "الغزاة والمحتلين الإخوانيين”.
وأكد الحسني أن من نقلتهم قوات الاحتلال الإماراتي بحراً إلى شبوة دخلوا منشأة بلحاف لترتيب فوضى في شبوة، حسب وصفه.
وفي الأثناء، يدفع الخونج بالمزيد من مرتزقتهم للدفاع عن معقلهم بمحافظة شبوة، متمسكين بمكاسبهم المالية الكبيرة من عائدات النفط، الأمر الذي من شأنه تفجير الوضع عسكرياً بين أدوات الاحتلال في المحافظة النفطية.

تمردات وانشقاقات
وفي تطور دراماتيكي للأحداث في محافظة شبوة، شن المرتزق جحدل حنش، قائد ما يسمى اللواء 21 ميكا وأبرز قادة محور عتق، هجوما كبيرا على الخونجي محمد بن عديو، المعين محافظاً لشبوة، في تلميح إلى تمرده عليه.
وقال حنش في تغريدة له على تويتر، أمس الأول، إن "بناء الاستقرار فن يتقنه من يحمل في قلبه متسعاً للجميع وأيضاً في عقله فكراً منيراً منفتحاً وحراً ولا يسخره حزب أو شللية ومناطقية”. 
وجاءت تغريدات حنش الذي ظهر في وقت سابق بجوار المرتزق عوض الوزير، عضو الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر جناح الإمارات، والذي تسوقه أبوظبي حاليا كحصان طروادة، عشية إعلانه تصعيداً جديداً بنقل الاعتصام إلى مدينة عتق، المركز الإداري للمحافظة النفطية، وذلك في أعقاب انتهاء مهلة الأسبوع التي طالب فيها بإقالة بن عديو.
ومن شأن تمرد حنش توسيع رقعة تفكك قوات الخونج التي عانت خلال الأسابيع الماضية من انشقاقات في صفوفها، في المحافظة التي تشهد معركة كسر عظم بين الخونج والفصائل الموالية للاحتلال الإماراتي.

مراسيم إماراتية تركية لتشييع الخونج
وفي السياق، أكدت مصادر دبلوماسية، عن عزم السلطات التركية التخلي عن خونج التحالف في اليمن، وطي صفحتهم إلى الأبد.
جاء ذلك في أعقاب زيارة ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، إلى أنقرة، في محاولة لإعادة العلاقات بين البلدين بعد انقطاع دام أكثر من 10 سنوات.
وأكدت المصادر أن أبرز التفاهمات التركية الإماراتية جاءت على حساب تخلي أردوغان عن دعم جماعات الإخوان المسلمين في المنطقة، بينها "حزب الإصلاح" في اليمن.
وأوضحت أن ابن زايد أبلغ الرئيس التركي خلال الزيارة، بضرورة تسريح قيادات الخونج من بلاده في أقرب وقت.
ولفتت إلى أن ابن زايد أكد لأردوغان أن المرحلة تتطلب الاعتماد على "كيانات جديدة"، في إشارة إلى دعم الإمارات الخطوة التي تعتزمها تركيا في تسريح قيادات الخونج من أراضيها.
وكانت الإمارات أعلنت إنشاء صندوق استثمارات في تركيا بقيمة 10 مليارات دولار، ما يشير إلى أن الصفقة تأتي مقابل تخلي النظام التركي عن جماعة الإخوان المسلمين.
من جانبهم، أكد مراقبون عسكريون أن نشر السفن الحربية الإماراتية قبالة سواحل شبوة، ينذر بإسقاط سلطات الخونج عسكريا خلال الأيام القادمة، بعد تخلٍّ واضح عنهم من قبل تركيا، الحليف الاستراتيجي لـ"الإخوان المسلمين" في المنطقة ككل، وفي اليمن على وجه الخصوص.
واعتبر المراقبون، أن تحركات الاحتلال الإماراتي تأتي بعد زيارة ابن زايد إلى أنقرة، وعقد صفقة مع الجانب التركي يتخلى بموجبها الأخير عن أدواته في المنطقة عموماً وفي اليمن على وجه الخصوص.
يذكر أن حدة الإشادات التي كان مرتزقة الخونج يكيلونها طيلة فترة الحرب والعدوان على اليمن بالحكومة التركية تحت قيادة أردوغان، خفت في الآونة الأخيرة إلى درجة كبيرة، بحيث لم يعد ثمة حديث في أوساطهم ولا في مواقع التواصل الاجتماعي عن "خلافة إسلامية" بقيادة "أمير المؤمنين" الجديد، رجب طيب أردوغان، مثلما كان يتحدث المرتزق عادل الحسني وأمثاله من الخونج المقيمين في تركيا.