حاوره: أحمد الشلالي / لا ميديا -
أحد أفضل اللاعبين الذي مروا على كرتنا اليمنية من خلال احترافه مع نادي شعب حضرموت.
شكل مع زميله المهاجم مؤيد جودي قوة ضاربة وكانا صفقة رابحة لدورينا في الفترة الأولى من الألفية الثالثة.
كان أيضاً مصدر أمان لخط وسط النوارس مع الجوكر علي العمقي وشكلا ثنائياً قوياً ومميزاً.
بدأ مسيرته الكروية مع نادي النفط العراقي وتدرج عبر فئاته السنية حتى الفريق الأول. لعب أيضاً لأندية الشرطة والطلبة والكرخ وأربيل. احترف في اليمن والأردن ولبنان. ويعتبر تجربته مع الشعب الحضرمي هي الأجمل في مسيرته. اليوم يتمنى أن يكلل حلمه بتدريب شعب حضرموت. إنه النجم العراقي قصي هاشم.
 مرحبا بك كابتن قصي ضيفا على ملحق "لا الرياضي".
- مرحبا بك أخي أحمد وبصحيفتكم، وبكل أبناء الشعب اليمني الغالين على قلبي وأكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام.

الاحتراف أهم من المنتخب
 في البداية يا حبذا لو تعطينا لمحة عن مشوارك الكروي!
- بدايتي كانت مع فريق النفط، ناشئين وشباب وفريق أول، ومثلت أيضاً فريق الشرطة وحصلت معهم على بطولة الدوري، ولعبت لفريق الطلبة ثلاث سنوات، والكرخ سنتين، وأربيل سنة، والقوة الجوية سنة، وأيضاً احترفت في اليمن والبحرين والأردن، ومع الفرق الوطنية لعبت لمنتخب الشباب وللمنتخب الأول.
 رغم تألقك كلاعب إلا أن مشاركاتك مع المنتخب كانت قليلة، لماذا؟
- مثلت المنتخب الوطني العراقي الأول لمدة 3 سنوات، ولعبت أكثر من 25 مباراة دولية، لكن الاحتراف أبعدني عن المنتخب. الاحتراف يعطيك الأموال أكثر من اللعب للمنتخب.
 تعمل كمساعد مدرب لأحد الأندية العراقية، هل تحمل شهادات في هذا المجال؟
- نعم، جميع الشهادات الآسيوية في مجال التدريب (A-B-C) وبكالوريوس تربية رياضية، أيضاً أعمل كمساعد مدرب مع المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية، وأطمح أن أكون مدرباً أول في المستقبل، إن شاء الله.

المال السبب الرئيسي
 المنافسة في الدوري العراقي محصورة في ثلاثة فرق، لماذا لا نرى فرقاً جديدة تستطيع المنافسة؟!
- سبب انحصار لقب الدوري بين فرق القوة الجوية والشرطة والزوراء يعود للإمكانات المادية التي تمتلكها هذه الأندية، وهذا ما يميزها عن غيرها. لو تم إعطاء المال بالتساوي لجميع الأندية، كنا سنشاهد التنافس بين أكثر من فريق، لكن المال يظل السبب الرئيسي الذي جعل الدوري ينحصر بين الثلاثة.

حظوظ متساوية
 قراءتك للمجموعة الأولى التي يتواجد فيها منتخبكم، هل باستطاعته الوصول إلى مونديال قطر؟!
- الوصول إلى كأس العالم يحتاج إلى جهد كبير وأموال كثيرة، وليس مجرد عمل خلال نصف سنة أو سنة، بل يحتاج إلى عمل أربع سنوات على الأقل، وعمل كبير من قبل الحكومة وليس فقط من قبل الاتحاد والأولمبي.
والمنتخب العراقي حظوظه "فيفتي فيفتي" (نص نص) في هذه المجموعة، ليس من الصعب تجاوز منتخبي سورية ولبنان، ولعل منتخبي كوريا الجنوبية وإيران هما المرشحان، لكن نتمنى الحصول على البطاقة الثالثة على الأقل، إن شاء الله.

سلاح ذو حدين
 إذا سمح الفيفا لمنتخب العراق باللعب على أرضه، هل سيكون ذلك حافزاً لتكرار إنجاز 86؟!
- نتمنى أن نلعب على أرضنا وبين جمهورنا، فالمنتخب العراقي في إنجاز التأهل لنهائيات مونديال المكسيك عام 1986 لم يلعب على أرضه، وكل المباريات لعبها حينذاك خارج أرضه. لكن أن يلعب المنتخب العراقي على أرضه فإن ذلك يمثل حافزاً كبيراً لعودة الكرة العراقية إلى فترة قوتها وتصل إلى كأس العالم، لكنه في الوقت نفسه سيواجه ضغوطات من جمهوره، فاللعب في أرضك وبين جمهورك هو سلاح ذو حدين.
 هل سنشاهد منتخبات آسيوية جديدة في مونديال قطر؟! أم أن الأمور محسومة لصالح اليابان، كوريا الجنوبية وإيران وأستراليا؟
- من الصعب أن نشاهد منتخبات آسيوية جديدة في كأس العالم القادم، فحظوظ منتخبات كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران هي الأكبر في التأهل، وكذلك المنتخب السعودي وباقي المنتخبات حظوظها أقل، وهي تحتاج كما ذكرت سابقاً إلى عمل كبير لسنوات وليس لسنة واحدة، والوصول إلى كأس العالم يحتاج إلى تكاتف الحكومة وجميع المؤسسات الرياضية.

رجل المرحلة
 كيف تقيم أداء المدرب الهولندي ادفوكات مع أسود الرافدين حتى الآن؟!
- الهولندي أدفوكات مدرب كبير، ووجوده الآن أعطى شخصية قوية للمنتخب العراقي، بالرغم من وجود شخصية لمنتخب أسود الرافدين. هذا المدرب استطاع أن يزرع القلق في نفوس المنافسين. لو كان أدفوكات قد جاء في مرحلة قبل هذه المرحلة لكان المنتخب العراقي غير هذا المنتخب، وأتمنى في المستقبل أن يظهر منتخبنا مع هذا المدرب الهولندي بشكل أفضل، وأنا أعتبر أدفوكات رجل المرحلة.
 المدرب العراقي، هل فقد فرصته لتدريب المنتخب الأول في ظل التعاقد مع مدربين أجانب؟
- المدربون الوطنيون أغلبهم أخذ فرصاً كبيرة مع المنتخب الوطني، ومنهم من أثبت حضوره، ومنهم من كان حضوره بين سطر وسطر، لكن يبقى المدرب العراقي صاحب فكر وهو الأفضل والأقرب لقلوب اللاعبين.
نتمنى أن يتم تطوير المدرب العراقي من خلال المعايشات والدورات التدريبية، والمنتخبات الوطنية تظل بحاجة لهم.
 وجود قامتين كرويتين عراقيتين كعدنان درجال، وحسين سعيد، على رأس وزارة الشباب، والاتحاد، هل أفاد كرة القدم والرياضة العراقية عموماً؟
- الكابتن عدنان درجال، والكابتن حسين سعيد، هَرَمان كبيران. لكن الكابتن عدنان درجال حتى الآن لم ينجز المأمول منه أو لم تأته فرصة للعمل في الاتحاد. وبالنسبة للكابتن حسين سعيد فهو أسطورة من أساطير الكرة العراقية وقامة كبيرة من قاماتها وعمل لاعباً ومدرباً وإدارياً بشكل كبير وأفاد الكرة العراقية في جميع المفاصل التي عمل فيها.

أكبر من بطولة
 استضافة خليجي 25 في البصرة، كيف تنظرون إلى ذلك في العراق؟
- طبعاً بطولة كأس الخليج لها وقع خاص في نفوس أبناء الخليج، وخصوصا الشعب العراقي، لأنها شهدت أمجاد الكرة العراقية في السبعينيات والثمانينيات، كما تعتبر بطولة أكبر من كونها بطولة خليجية، وإنما هي بطولة تنافسية وأخوية يجتمع بها نجوم منتخبات المنطقة، وإن شاء الله تكون في العراق ويحضرها جميع إخواننا وأشقائنا في اليمن ودول الخليج وتكون استضافة مشرفة وتليق بالعراق والعراقيين.
 هل تعتقد بصدق النوايا هذه المرة وأن البطولة ستقام على أرض الرافدين؟ أم سيتم تأجيلها كما جرى مؤخراً ومثل كل مرة وتذهب إلى بلد آخر؟
- طبعاً نحن نطمح وبإصرار إلى أن تقام هذه البطولة في العراق، لأنها تعطي أبعاداً مهمة ورسالة بعيدة المدى للفيفا بأن العراق عاد بخير وقادر على استضافة البطولات واللعب على أرضه بشكل آمن، وإن شاء الله يكون الإخوة في الخليج صادقي النية بأن تقام البطولة في البصرة.

تجربة جميلة مع النوارس
 خضت تجربة احترافية مع شعب حضرموت برفقة مواطنك مؤيد جودي، كيف وجدتها؟!
- تجربتي مع شعب حضرموت من التجارب الجميلة والمهمة جداً بكل تفاصيلها، حتى بعد رجوعي للعراق تم استدعائي للمنتخب الوطني بسبب الثقة الكبيرة التي امتلكتها من اللعب مع شعب حضرموت، وكان هو الفعل الحسن من خلال رجوعي ومثلت المنتخب الوطني العراقي في بطولة غرب آسيا وفزنا بها، ومع نادي الطلبة فزنا ببطولة الدوري والكأس. حقيقة كانت أياماً جميلة مع نادي الشعب ومع أهل المكلا الذين لهم مني كل التقدير والاحترام، وإن شاء نلتقي بهم مرة أخرى.

شروط تطوير الكرة اليمنية
 من خلال معايشتك للكرة اليمنية، ماذا ينقصها لتنافس خارجياً؟!
- الكرة اليمنية تحتاج للبناء والتأسيس الصحيح بدءاً من الفئات العمرية، وأيضاً الاعتناء بالبنية الجسمانية للاعبين، فغالبية اللاعبين اليمنيين ضعاف البنية. اللاعب اليمني يحتاج لاحتكاك أكبر ودخول مدارس عالمية. كما لا بد من العمل على وجود دوري محترفين على مستوى عالٍ وبنية تحتية من منشآت وملاعب، فهي مهمة جداً في تطوير اللاعب، وأيضا المدرب اليمني يحتاج للتطوير من خلال دخولهم في معايشات مع نظرائهم في الدول الأوروبية.
 لدينا محترفون في الدوري العراقي، كيف وجدت مستوياتهم؟
- وجود اللاعب اليمني أعطى نكهة للدوري العراقي، فاللاعب اليمني مهاري ويمتلك تكتيكاً عالياً ووجوده خلق تنافساً بينه وبين اللاعب العراقي وبقية اللاعبين المحترفين، ووجوده اليوم في دوري الرافدين عامل مهم جداً.
 لماذا لا نشاهد لاعبين يمنيين كثراً في دوريكم مثل لاعبي سورية؟ هل مستوى اللاعب اليمني السبب؟!
-عدم وجود لاعبين يمنيين كثر في الدوري العراقي سببه أن اللاعب العراقي يمتلك الإمكانيات العالية. كما أن اللاعبين السوريين قريبون من اللاعب العراقي جسمانيا وفنياً، لذلك يحتاج اللاعب اليمني إلى إمكانيات أعلى حتى يكون العدد أكثر في الدوري العراقي.

لا تطابق بين قطر والعراق
 أصدر الاتحاد القطري قبل عامين قراراً بمعاملة اللاعب اليمني كمقيم، واحترف أكثر من لاعب مع الأندية هناك، هل الفكرة قابلة للتطبيق مع الاتحاد العراقي برأيك؟
- الاتحاد القطري يحتاج أن يكون اللاعب اليمني مقيماً ومحترفاً مع أي ناد هناك. العراق الحقيقة فيه كثير من المواهب واللاعبين، ومن الصعب المطابقة، فالأمور تختلف في قطر عنها في العراق بشكل كبير، وأهم شيء تكون الفكرة قابلة للتطبيق مع الاتحاد العراقي في مسألة المحترفين اليمنيين.

أتمنى العودة إلى اليمن
 هل ما تزال تتابع أخبار الكرة اليمنية؟
- أكيد مازلت أتابع الدوري اليمني حتى توقفه بسبب الحرب على اليمن، وهناك اتصالات مع اللاعبين القدامى في نادي الشعب كصالح بن ربيعة وعلي العمقي وأديب باكرمان ومراد النوحي وعمر باعبود وغيرهم.
والآن سمعت أن دوريكم عاد، وإن شاء الله تكون هذه العودة بشكل أفضل.
 ما هي ذكرياتك عن اليمن، أرضاً وإنساناً؟
- أكيد الذكريات لا تمحى، وبالذات مع وجودي في المكلا من خلال تعامل الناس الطيبة معي، ومن خلال الجمهور الكبير الذي كان يحضر ملعب شعب حضرموت، والحمد لله استطعنا أن نحقق نتائج مميزة ومستويات ظلت عالقة حتى الآن في عقول محبي الشعب الحضرمي. الحقيقة أنا سعيد جداً بهذه التجربة معهم، فقد أكسبتني خبرة وثقة، وأتمنى التوفيق للنوارس الحضرمية.
 لو طلب منك العودة إلى اليمن كمدرب، ما هو ردك؟!
- لي الشرف الكبير في العودة لليمن، وأتمنى أن أكون مدرباً لفريق شعب حضرموت وأرد الدين لهذا الفريق الكبير وأفرح جماهيره وأحصل على بطولة الدوري أو الكأس إن شاء الله.
 بماذا تنهي هذا الحوار كابتن قصي؟
- كل الحب والتقدير لكم أحبتي في اليمن السعيد، وإن شاء الله أعود إليكم في أقرب فرصة.