لا ميديا -
شهدت مدينة تعز وعدد من المديريات المحتلة أمس تظاهرات عارمة وعصياناً مدنياً وقطعاً للشوارع، وذلك احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار العملة والفوضى الأمنية.
وأحرق محتجون إطارات السيارات، وأغلقوا الشوارع مرددين شعارات تطالب بحلول عاجلة لرفع المعاناة عن المواطنين.
وطالب المحتجون برحيل تحالف العدوان وحكومة العميل هادي، مؤكدين أنهما السبب وراء انهيار العملة المحلية، وتردي الأوضاع المعيشية.
في الوقت نفسه، تضامن ملاك المحلات التجارية مع المحتجين وأغلقوا محالهم.
ويواصل الريال في مناطق المحتلة الانهيار أمام العملات الأجنبية ليهبط بشكل غير مسبوق، وسط فشل كل إجراءات البنك المركزي في عدن باحتواء هذا الانهيار.
في المقابل، دفع مرتزقة الخونج في مدينة تعز بعناصرهم إلى الشارع لقمع المحتجين الذين أكدوا أنهم سيبدؤون ثورة جياع.
وأطلق مرتزقة الخونج الرصاص الحي ضد المحتجين ما تسبب بمقتل شخصين وإصابة آخرين بعضهم في حالات خطيرة تم نقلهم إلى المشافي للعلاج، فيما جرى اعتقال عشرات المتظاهرين.
وأكدت مصادر مطلعة أن المسلحين تلقوا توجيهات مباشرة بإطلاق النار على المتظاهرين من قائد ما يسمى "محور تعز" المرتزق خالد فاضل ومساعد من يسمى مدير أمن تعز المرتزق نبيل الكدهي، وبحضورهما.
وأظهرت فيديوهات نشرت على منصات التواصل الاجتماعي العديد من المسلحين المرتزقة بزي مدني يتبعون الخونج وهم يطلقون النار على المحتجين العزل في شارع جمال عبدالناصر أكبر شوارع المدينة.
وفي مقطع الفيديو ظهر فاضل يوجه جنوده على قتل المتظاهرين قائلاً: «اضربوا وسط».
وفي مدينة النشمة، مركز مديرية المعافر، خرج المئات من السكان، بمسيرات غاضبة، وقطعوا الشارع الرئيسي في المدينة. رفقها عصيان مدني وإغلاق كافة المحال التجارية تنديدا بتدهور الأوضاع الاقتصادية.
كما شهدت منطقة الشعوبة المجاورة في المديرية ذاتها، احتجاجات مماثلة، قطع خلالها الطرقات الرئيسية واحرقت الإطارات التالفة فيها.

 انهيار الريال يفاقم معاناة المواطنين 
واصل الريال في المناطق المحتلة تدهوره مقابل العملات الأجنبية، وهو التدهور الذي لم يتوقف منذ قرابة عام كامل.
ووصل سعر صرف الريال مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات أمس، في مدينة تعز والمحافظات المحتلة، 1200 ريال يمني، بينما تجاوز سعر صرف الريال السعودي مستوى 310 ريالات يمنية.
وهي مستويات يصلها الريال اليمني لأول مرة في تاريخه، في ظل عجز حكومة الفنادق عن إيقاف هذا التدهور المتسارع في قيمة الريال، وانعكاساته بدت واضحة وكارثية على المستويين المعيشي والخدمي للمواطنين.
ويتزامن هذا الارتفاع الخيالي في أسعار الصرف، مع إعلان جمعية الصرافين في عدن المحتلة إضرابا عن العمل منذ أيام، اعتبره كثير من الخبراء الاقتصاديين “إضرابا وهميا”.
ففي الوقت الذي يمتنع الصرافون عن التعامل مع المواطنين، ويرفضون بيع وشراء العملات الأجنبية، أكدت مصادر مصرفية في عدن وجود نشاط كبير للسوق السوداء، يقودها بعض الصرافين.
وحذر خبراء المال من أن هذه الإجراءات تتسبب في إحداث مزيد من التدهور في سعر العملة المحلية، وبالتالي تردٍ متواصل لأسعار المواد والسلع الغذائية، والقوت الأساسي للمواطنين.

جرعة مرتقبة
وفي السياق، يشكو المواطنون في مدينة تعز وبقية المناطق المحتلة من ارتفاع في أسعار الوقود، بعد أنباء عن عزم ما تسمى "شركة النفط" التابعة لحكومة الفنادق رفع سعر الدبة البترول سعة 20 لتراً إلى 18 ألف ريال.
فيما السعر الحالي لصفيحة الوقود بنفس السعة وصل إلى ما يزيد عن 15 ألف ريال، وسط تذمر وسخط شعبي من هذه الارتفاعات التي انعكست على مختلف مناحي الحياة المعيشية.
وأبرز تأثيرات هذا الوضع كان واضحا على قطاع المواصلات الداخلية، إذ تضاعفت أسعار المواصلات إلى الضعف في المناطق المحتلة، فيما تزايدت أسعار النقل بين الخطوط البعيدة على الطرق السريعة، إلى مستويات كبيرة.

50 ريالاً سعر رغيف الخبز
كما ارتفعت أسعار الخبز بنسبة كبيرة بعد صعود القمح والدقيق إلى نحو 30 دولارا لكل 50 كلجم، وعلى إثر ذلك أعلن عدد من مالكي المخابز والأفران إضرابا عن العمل. 
وقالت مصادر خاصة لصحيفة "لا" إن سعر القرص الروتي وصل إلى 50 ريالاً، عقب دعوة نقابة الأفران والمخابز إلى إضراب شامل عن العمل نتيجة ارتفاع أسعار الدقيق والوقود.
وكانت تعز والمحافظات الجنوبية المحتلة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين تظاهرات واحتجاجات شعبية متواصلة، نتيجة تردي الخدمات وارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية، بسبب تدهور سعر العملة.
وقوبلت تلك الاحتجاجات في عدن وحضرموت، بالقمع من قبل مرتزقة "الانتقالي الجنوبي"، الذي أعلن حالة الطوارئ في المناطق التي يسيطر عليها.