حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -

في تمام الساعة الثانية من ظهر أمس، كان الرجل منتظرا موعدي معه داخل أحد مكاتب إدارة الشباب والرياضة بأمانة العاصمة، تلك المكاتب الواقعة أسفل مدرجات الملعب العتيق.
لم يمكث كثيراً في المكتب طالباً أن نذهب إلى خيمة كبيرة نصبت عند مدخل ملعب الظرافي، خيمة أو بالأصح معرض كبير لصور جرائم العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وصور الأبطال والأطفال والنساء من ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، ومن جرحوا ومن رحلوا شهداء في الجريمة على الوطن، ومجسمات التصنيع الحربي، وأرقام وقصص ومواقف يطول شرحها. هذه الروح التي يستمد منها القوة هذا المجاهد الشاب الذي تبوأ منذ فترة قريبة هذا المنصب الرياضي، وجهوده المثابرة في بث الروح المقاومة بالتوعية في دماء الشباب.
زيد جحاف "أبو حمزة"، نائب مدير مكتب شباب ورياضة العاصمة في حديث هام مع صحيفة "لا" في السطور التالية.

الوعي بالعدو
• برأيك، كيف يتوجب أن يرتبط الشباب والرياضيون بقضايا الوطن الكبرى؟
- لا بد أن يفهم الكل أن هذا عدو يحاول أن يبيد الحرث والنسل، وعلى كل لاعب ورياضي وأي شخص ينتسب للدين الإسلامي ويمن الإيمان أن يدرك أننا اليوم نواجه أكبر طواغيت الأرض. لقد ضربونا جواً وبراً وبحراً، وإذا كان بأيديهم أن يقطعوا الهواء عنا لفعلوا. عدوتنا هي أمريكا و"إسرائيل"، وارتباطنا بقضية الدفاع عن كرامتنا وسيادتنا واستقلالنا يجب أن تكون في وعي الشباب والرياضيين وكل يمني صغيراً كان أم كبيراً.

أساليب ناجعة
• ممكن تطلعنا على الأساليب التي تنتهجونها في توعية الرياضيين؟
- الأمر ليس سراً أو خارقاً كما يعتقد البعض، بل هو أبسط مما تتصور، نقوم بالتوعية عبر الشاشات والفلاشات المهمة جداً ومحاضرات السيد حفظه الله والندوات الثقافية وإقامة المعارض التي تشرح بالصور والمجسمات جرائم العدوان والانتصارات والأحداث الجارية. نقوم بتنظيم أمسيات ودوريات رياضية باسم الشهداء. العالم كله محلق علينا ولا بد من توعية المجتمع.

• هل وجدتم تفاعلاً من الشباب والرياضيين تجاه ما تقدمه هذه البرامج؟
- نعم، كان تفاعلهم كبيراً جداً والحمد لله. البعض للأسف الشديد لم يكن مستوعباً لما جرى خلال 6 سنوات من عدوان، لا يعرفون من هو أبو قاصف، ومن هي بثينة، ومن هي إشراق، وما قصة الطفل سميح، ولماذا استهدفت حافلة أطفال ضحيان؟!... الخ، لكن مع تأملهم لهذه الأحداث تألموا كثيراً، وإن شاء الله سيكون عملنا بشكل أكبر وأفضل لتوعية هذه الشريحة المهمة.

القدس قضيتنا
• هناك طرح وعلى الدوام يقول: لا بد من تحييد الشباب والرياضيين عما يجرى لليمن...؟
- طبعا هذا طرح يروج له المرتزقة المنافقون الموالون للعدوان، وسمعناه مع أول يوم للعدوان الأمريكي السعودي الصهيوني على بلدنا. هم يفهمون أن الشباب إذا وعوا انتصرت اليمن، هذا الأمر يزعج دول العدوان وأدواتها، وهم يعملون على انحراف الشباب والرياضيين عن قضيتهم الرئيسية المحورية. نحن قضيتنا كبيرة جداً، قضيتنا القدس، وكما قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله: "مسيرتنا ستستمر حتى لا يبقى في الأرض مظلوم".

أحب الرياضيين وأحبوه
• خلال الشهر المبارك نشطت الكثير من الفعاليات والأحداث وارتبطت معظمها باسم الشهيد والرئيس العظيم صالح الصماد...؟
- النشاط أكثر من رائع ويتناسب مع اسم يحمل حجماً ومعاني كبيرة كاسم الرئيس صالح الصماد، شهيد اليمن العظيم. صالح الصماد أول رئيس يمني رأيناه يزور الجبهات، ويرابط مع المرابطين، ويعزز معنويات المجاهدين المدافعين عن الوطن، ورجل حمل كفنه ووطنه وقضية ولم ينفضها عن كاهله. قد يستغرب الكثيرون كيف لرجل يزور جبهتين متباعدتين جغرافيا في وقت واحد: جبهة جيزان وجبهة الساحل! يتوجب علينا ونحن نلعب، ونحن ندرس، ونحن فوق الأرض نزرع... أن الشهيد الصماد كان اليد التي تبني واليد التي تحمي... الصماد كان قائداً عظيماً، وأعتقد أن العالم بكله لم يشهد رئيساً جمع الحكمة والعلم والقيادة والشجاعة مثلما جمعها الرئيس صالح الصماد. كما لا بد أن أتطرق إلى أن الشهيد الصماد ارتبط بالرياضيين والشباب بشكل كبير، أحبهم وأحبوه.

بطولات كثيرة
• بالنسبة لكم في مكتب الشباب والرياضة، ما الذي نفذتموه من فعاليات في رمضان الجاري؟
- نحن قمنا بأنشطة في أكثر من مستوى، وفي كل مديرية من مديريات أمانة العاصمة، نظمنا بطولة باسم الصمود، والبطولة الثانية باسم الرئيس الشهيد صالح الصماد، وبطولة باسم الصالة الكبرى، وبإذن الله لدينا أكثر من بطولة وأمسيات سنقيمها خلال ما تبقى من أيام شهر رمضان.
معرض الصمود والمواجهة
• يا حبذا لو تعطينا فكرة عن هذا المعرض الخاص بالصمود والمواجهة، المقام هنا في ملعب الشهيد الظرافي!
- هذا المعرض مهم جداً في هذه المرحلة، وأتمنى أن يكون موجوداً أيضاً في كل مديرية ومحافظة. طبعاً -كما ترى- يبدأ المعرض بعلمي اليمن وفلسطين، كون الدولتين أمة واحدة وقضية أساسية، ثم ننتقل إلى جرائم العدوان وتدميره للمنشآت، ومنها المنشآت الرياضية، بالصور والأرقام، المجازر الوحشية، وتحتوي على صورة الطفلتين بثينة الريمي، والشهيدة إشراق المعافى بزيها المدرسي، والطفل سميح وهو غير مصدق أن والده مات بعد تعرض أسرتهم لغارة إجرامية من طيران تحالف الإجرام، تلك الأم بعيونها الدامية، وأطفال ضحيان، صور للبطل الشهيد أبوعاصف، وهنا صور للشهيد البطل أبوحرب الملصي، وغيرهم من أبطال اليمن، كذلك مجموعة صور لشباب مجاهدين منهم من استشهد ومنهم من مازال باقياً في المتراس، ومجسمات للتصنيع الحربي بكل مراحلها. كل صورة ومجسم يحكي قصة. القضية أن كل شاب وكل رياضي قبل أن يلعب عليه أن يعي ويدرك أن وطنه يتعرض لهجمة عدوانية عالمية مسعورة دمرت الحجر وقتلت البشر.

الرسالة وصلت
• حدثتنا قبل إجراء الحوار عن مشهد لاعب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم عبدالواسع المطري، وهو يؤدي حركة عين بثينة في إحدى المباريات الدولية. كيف تؤثر وتصل هذه الرسائل للعالم؟
- الله لم يخلقنا عبثاً. لكل واحد في هذه الأرض موقف، وبالذات مواقف الرياضيين ومدى تأثيرها ووصول رسائلها للعالم عن المظلومية. عبدالواسع المطري وبعد تسجيله لهدف في إحدى المباريات الخارجية لمنتخبنا لفت أنظار العالم أجمع. سجل عبدالواسع هدفاً وذهب أمام الكاميرات التلفزيونية وفتح عينه. حينها تساءل الكثيرون: ما سبب قيامه بهذه الحركة؟ وذهبوا للبحث في الإنترنت وعرفوا أنه قام بها محاكاة للطفلة بثينة الريمي التي نجت وحيدة من مجزرة قام بها طيران العدوان لسكن أسرتها الذين استشهدوا جراء هذه الجريمة. من هذا الموقف تألم الكثيرون في العالم وأصبحت عين بثينة تتدوال في الكثير من الملاعب العالمية ووسط المجتمعات بين الصغار والكبار، والرسالة وصلت، وكانت بليغة بلغات التضامن. كما شاهد العالم قيام اللاعب المصري محمد أبوتريكة الذي هدّف ورفع فانلته عن شعار "غزة في قلوبنا"، إبان الحرب القاتلة على غزة وفلسطين. نتمنى أن يكون كل الشباب بهذه الروح والمواقف تجاه ما تتعرض له شعوبهم وأوطانهم من حروب وجرائم تقوم بها قوى الشر الإمبريالي الصهيوني، ورفعها في كل المحافل الرياضية العالمية.

دعم الشباب مطلوب
• ما المطلوب اليوم من القيادة تجاه قطاعي الشباب والرياضيين؟
- دعمهم فكرياً ومعنوياً والعمل على إشراكهم في القرار والمسؤولية. الشباب والنشء أهم شريحة في مجتمعنا، ولا بد أن توليهم قيادة ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الاهتمام الكبير. تنظيم الفعاليات الرياضية مهم، وكذلك لا بد من توعيتهم وربطهم بقضايا الوطن. كذلك أرى ما الضير إذا حقق أحد أبطالنا بطولة محلية أو خارجية أن يعطى منحة تعليمية إلى جانب الميدالية؟!

• ثلاث رسائل، لمن توجهها في هذا الحوار؟
- الأولى للقيادة: أهم شريحة هي الشباب، وإذا وعى وصلح الشباب وبني بشكل سليم فهذا سيكون أكبر إنجاز للثورة، وسنقطع على العدوان دابر حبل حربه الناعمة تجاههم.
الثانية للشباب والرياضيين: عليكم اتخاذ كلمة السيد حفظه الله "عين على القرآن وعين على الأحداث" في استشعار المسؤولية. العدو يتخذ كافة أساليبه السيئة من أجل أن يلهينا عن ديننا وقضايا الأمة الأساسية. عليكم باستغلال هذا الشهر الميمون بالرجوع إلى هدى القرآن والتقوى.
ولدول العدوان أقول: كما قال السيد: مسيرتنا مستمرة حتى لا يبقى في أرضنا مظلوم. ثورتنا ثورة شباب، ومسيرتنا ستبقى حتى يوم القيامة، نتوارثها جيلا بعد جيل، والنصر حليفنا على قوى الشر والطغيان بإذن الله.

• كلمة تختتم بها هذا الحوار...؟
- أشكر صحيفة "لا" على هذه الاستضافة، وإن شاء الله نكون عند حسن الظن والمسؤولية في توعية الشباب والرياضيين بقضايا الوطن والأمة، وبإذن الله منتصرون قريباً ومسيرتنا القرآنية ستصل إلى كل العالم.