حاوره: عمر الجراش / لا ميديا -

من حواري وساحات البصرة العتيقة، انطلق الشاب العاشق للصافرة نحو عالم التحكيم الرحب، وصار الاسم الأبرز في هذا المجال في بلاد الرافدين.
منذ العام 2010، خاض المجال التحكيمي في الدرجة الثانية، ومن العام 2013 تدرج للأولى ليظفر العام الماضي بشارة الدولية.
حسين فلاح منشد (32 عاما) الحائز على 3 دورات دولية تطويرية فوتورا، والقائد من وسط الميدان لأكثر من 70 مباراة ممتاز عراقية في أول حوار مع صحيفة يمنية.

 مرحبا كابتن حسين!
- مرحبا بك وبصحيفة "لا"، وممتن جداً لهذه الإطلالة على الشارع الرياضي اليمني.

مهنة خطيرة
 من أين بدأت مسيرتك التحكيمية؟!
- بدأت كلاعب ضمن الفرق الشعبية في البصرة. ومنذ سن مبكرة كنت أهوى التحكيم ودوماً أسأل عن مواد وقوانين اللعبة. وفي العام 2004 بدأت أمارس التحكيم على مستوى الفرق الشعبية، ونجحت في قيادة بعض مباريات الهواة كحكم ساحة.
طبعا الفكرة أن تكون حكماً، وهذه المهنة فيها الكثير من المجازفة والمخاطرة، عليك أن تكون الحكم والقاضي وسط 22 لاعبا وحشود من المشجعين، وبعد سنوات من الممارسة في الحواري، أقيمت أول دورة تحكيم رسمية ودخلت فيها ونجحت في الاختبار، كما ساهم تأثري الكبير بحكام مدينتي البصرة، كالحكم الدولي العملاق سامي محمد ناجي، في نجاحي بخوض هذا المضمار.

متعة ومجازفة
 لماذا اخترت هذا العمل بالتحديد؟
- التحكيم بالنسبة لي أهم محطة في حياتي، ومن خلاله أصبح لدي الكثير من الأصدقاء ووفرة من التجارب.
هذا العمل فيه المتعة والمجازفة والمخاطرة ومحاولة تحقيق العدالة بين الفرق المتبارية، إضافة للمعرفة والتواصل مع الرياضيين وفتح آفاق التعارف على مستوى البلد وخارجه، واليوم التحكيم وقانون كرة القدم أصبح علماً وليس هواية.

داخلياً فقط
 ما هي أبرز المباريات التي أدرتها؟ وأصعب مباراة في المقابل لك؟
- قدت الكثير من المباريات المهمة، منها مباراة النجف والزوراء ومباراة الجوية والنفط ومباراة نفط الوسط والزوراء وكذلك الشرطة والنجف... أما أصعب مباراة قمت بتحكيمها فهي مباراة النجف والزوراء التي جرت على ملعب الشعب الدولي موسم 2018 للدوري العراقي الممتاز.
أما خارجيا فليس لدي أي مباراة حتى الآن، لأنه لم يتم ترشيحي للشارة الدولية إلا هذا العام.

 هل دخلت دورات تحكيمية مكثفة حتى وصلت للمستوى الذي أنت عليه؟
- نعم، خضت كثيراً من الدورات والورش التحكيمية والاختبارات.

دراسة الفريقين مهمة
 هل تقوم بدراسة الفريقين قبل المباراة أم تعتمد فقط على مجرياتها؟!
- من الأمور التي من شأنها تطوير الحكم هي دراسة الفريقين واللاعبين قبل بداية المباراة.

 نعرف أن أهم متطلبات الشارة الدولية هو امتلاك اللغة الإنجليزية. كيف تمكنت من اللغة؟!
- من خلال ممارسة عملي في مهنة الطب، وحبي للغة الإنجليزية.

 هل تختارون ملابس التحكيم أم أن هناك شروطاً لارتدائها؟ وما اللون الذي تفضلونه؟
- نعم، نختار ملابس التحكيم وملابس التمارين وملابس الإحماء وحتى ملابس السفر يجب أن تكون مميزة، في النهاية أنت حكم ويجب أن تكون حذراً في اختيار الملبس والمأكل داخل وخارج الملعب.

"الفار" تقلل الأخطاء
 هل أثرت البرامج التكنولوجية ومنها تقنية الفار على مساركم في التحكيم؟
- في كل بلدان العالم وعلى أعلى المستويات تلقي الفرق الخاسرة باللوم على الحكم، ولو لم تكن هناك أخطاء لما جاؤوا بالفار وأجهزة الاتصال وتقنية خط التقنية والكثير من الوسائل التي من شأنها تقليل الأخطاء. الحكام بشر معرضون للخطأ والصواب، والحكم يحاول جاداً أن ينجح في أي مهمة تناط به.

 كحكام، ممن تأخذون النصح؟
-  أكيد من الحكام الدوليين الذين سبقونا والمقيمين.

النقد مفيد
 وكيف تتعاملون مع النقد؟!
- عندما يكون النقد من أصحاب الاختصاص أكيد يكون ذا فائدة ويطور الحكم، لكن هناك نقد ليس من أصحاب الاختصاص وهذا لا يطور الحكم ولا يساعده. قوانين كرة القدم مستمرة في التعديلات والتوصيات، وهذه الأمور لا يعرفها إلا أصحاب الاختصاص، وكحكم أتعامل مع ما يطورني وينمي مهاراتي فقط.

الخطأ وارد
 تواجد الجمهور الغفير، هل يؤثر في نفسية الحكم؟ وكيف تتعاملون مع ردة فعل اللاعِبين والمُدربين؟!
- الجمهور لا يؤثر في الحكم، أيا كان عدده، خصوصاً إذا كان الحكم واثقاً من قراراته.
بالنسبة للاعبين والمدربين هذا الأمر لا يؤثر عليَّ كحكم، أنا أقوم بمهمتي وفق ما تعلمته، ومن خلال خبرتي أحاول دوماً أن أنجح في مهمتي، وبالنهاية هم يجب أن يحترموا قراراتي حتى وإن كانت هناك أخطاء، وإن وجدت أخطاء فأنا إنسان والكل معرض للخطأ.

 من هو قدوتك محليا وعربياً وعالمياً؟
- محليا الأستاذ سامي محمد ناجي، وعربياً الحكم الدولي الكويتي سعد كميل، وعالمياً رفشان.

 رسالة تود توضيحها عبر صحيفة "لا"...؟
- أتمنى أن يكون الاهتمام في العراق واليمن بالطاقات الشبابية وتطويرها وإعطائها الفرصة. التحكيم مهنة صعبة وشاقة، وأي حكم يحتاج إلى الدعم الإعلامي والمعنوي ويجب أن تحترم قراراته. الحكم هو جزء من كرة القدم وجزء مهم جداً.
وفي الأخير كرة القدم لا تكتمل متعتها إلا بوجود الحكم.

 شكراً كابتن حسين فلاح على هذا الحوار!
- شكرا أخي العزيز على هذه الاستضافة والشكر موصول لصحيفة "لا" الموقرة لتسليطها الضوء على مهنة التحكيم ومعرفة جزء من حياة حكم كرة القدم، وتمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح.