سعت قوى الهيمنة والاستكبار المتمثلة في نظامي العدو الأمريكي والبريطاني وكيان العدو الصهيوني وأدواتهم في المنطقة العربية خصوصا، وعلى مدى عقود، إلى إخفاء حقيقتها والتعتيم على الشعوب بمساندة أدوات وصايتها.
إلا أن ذلك السعي تبدد في اليمن من خلال فضح حقيقتها من قبل قيادة المسيرة القرآنية قبل بدء العدوان بسنوات عديدة، ثم أتى البرهان على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية أثناء خوضهم معارك الشرف والبطولة في مختلف الجبهات.
ولعل أبرز وأهم الحقائق التي تم كشفها هي علاقة قوى الطغيان والاستكبار وأدواتها المتمثلة في أنظمة الوصاية الآفلة بالجماعات التكفيرية المسماة "تنظيمي داعش والقاعدة".
ويتجلى ذلك الكشف بصورة دقيقة في المعركة التي خاضها أبطال الجيش واللجان مؤخرا في محافظة البيضاء ضد تكفيريي "داعش والقاعدة" والتي برهنوا فيها على علاقة تلك الجماعات الوثيقة بتحالف العدوان الأمريكي السعودي وحكومة مرتزقته.
أما علاقتها بنظام حكم الوصاية في عهد الصريع علي عبدالله صالح فهناك الكثير من الدلائل، لعل جديدها الذي أرادت الصحيفة مشاركته مع قرائها هو لقاء تلفزيوني يقر فيه أحد قيادات "تنظيم القاعدة" بالدعم الكبير الذي تلقوه من عفاش في اليمن.
حيث أكد نبيل نعيم، أحد قيادات التنظيم الذين تواجدوا في اليمن ومؤسس تنظيم الجهاد في مصر، أثناء استضافته من قبل طوني خليفة مقدم برنامج "القاهرة والناس" على قناة "القاهرة والناس"، أنهم تلقوا دعما من الخائن علي عبدالله صالح لاحتلال اليمن الجنوبي قبل الوحدة.
وقال نبيل نعيم في اللقاء إنه قضى 40 عاما من حياته في القتال مع "القاعدة" وليس نادما على ذلك، ولو عاد به الزمن لفعل الشيء نفسه، معبراً عن حسرته فقط من هزيمته في إحدى المعارك التي شارك فيها.
وتحدث نعيم عن أن الهزيمة التي تلقاها كانت في اليمن، حيث كان لديهم تصور بأنهم بعد الانتهاء من أفغانستان سيتوجهون إلى اليمن الجنوبي الذي كان شيوعيا حينها ويترأسه علي سالم البيض لاحتلاله.
وكشف أن أسامة بن لادن "زعيم تنظيم القاعدة حينها" تواصل مع علي عبدالله صالح في اليمن الشمالي وطلب مساعدته، فوافق الأخير وفتح معسكراته لقرابة 20 ألفاً من عناصر "القاعدة" التكفيريين العائدين من أفغانستان وتكفل بتمويلهم ومنحهم رتباً عسكرية كلاً بحسب السنين التي قضاها في أفغانستان.
وأشار إلى أن الهزيمة تمثلت في أنهم عقب احتلالهم اليمن الجنوبي واسقاطهم عدن انقلب عليهم علي عبدالله صالح ودخلوا في حرب معه، منوها إلى أن القتال في اليمن يختلف عن القتال في مصر حيث بسبب ذلك الانقلاب دخلت القبائل في حروب فيما بينها بسبب علي عبدالله صالح.