حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -

في عالم كرة القدم المثير والمدهش تلتصق في أذهان الجماهير أسماء لاعبين سطروا بأقدامهم أروع ملاحم الإبداع والفن الكروي الرفيع. وضيفنا اليوم أحد تلك الأسماء التي لا تنسى.
أطلقت عليه الصحافة والجماهير اليمنية الكثير من الألقاب، مثل المايسترو والعقل المفكر للعنيد وأرديلس وبلاتيني الكرة اليمنية.
هو أحد أعظم اللاعبين الذين انجبتهم الكرة اليمنية. جمع كل ما هو جميل في كرة القدم: الأخلاق والإبداع والتألق والنجومية والقيادة.
منذ توقفه عن اللعب في منتصف التسعينيات، لم تلد الملاعب اليمنية نجماً بمهارته ومستواه. كان صانع ألعاب فريداً وهدافاً يجيد اللعب بالقدمين ومميزاً بالركلات الثابتة، خاصة عندما كان بمررها باتجاه الصحراني.
إنه إبراهيم الصباحي، مايسترو خط الوسط وأحد أفضل صانعي اللعب على مستوى وطننا الحبيب، والذي فتح قلبه لملحق "لا الرياضي" بحوار حمل القليل من الكلمات والكثير من المعلومات عن أبرز محطاته الكروية.

 في البداية نرحب بك كابتن إبراهيم الصباحي في ملحق "لا الرياضي".
- مرحبا بك طلال وبصحيفة "لا" المستقلة.

نجومية طاغية
 هلا حدثتنا عن بداية قصتك مع كرة القدم وانضمامك لشعب إب؟
- البداية نجومية طاغية في الحارة، ثم المدرسة، ثم شباب النادي، وأخيرا الفريق الأول للنادي العريق والكبير شعب إب، والمنتخبات الوطنية للشباب والمنتخب الوطني لكرة القدم.

 هناك مدربون تركوا بصماتهم في مسيرتك الكروية.. من هو الأبرز؟
- الكابتن أحمد علي قاسم، كان له الدور الأعظم في كل مسيرتي الكروية، وصاحب البصمة في ذلك.

عشق منذ الطفولة
 من المعروف أنك نشأت في أسرة اشتهرت في محافظة إب وعموم اليمن بأنها رياضية، كيف تركت أسرة الصباحي بصمتها عليك وعلى الرياضة اليمنية؟
- صحيح ما ذكرت حول عائلة الصباحي، وكان ذلك عاملاً مساهماً في تعلقي بهواية وحب كرة القدم. النجومية المبكرة ترجع لشدة التعلق والعشق للكرة منذ الطفولة، فكل يوم يكتسب اللاعب مهارة جديدة.

سبقنا السياسيين في توحيد الوطن
 كنت أحد أعمدة أول منتخب موحد للوطن.. حدثنا عن مشاركتك التاريخية هذه!
- شاءت الأقدار أن أكون لاعبا بارزا تلك الفترة، ما دفع القائمين على رياضة كرة القدم حينها إلى ضمي للمنتخب الموحد، قبل الوحدة بعامين، وكنا مع الفنانين والأدباء وغ يرهم من المبدعين السباقين في توحيد شطري اليمن الجنوب والشمال وإعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990 .

نجاح بتكاتف الجميع
 كنت قائد جيل ذهبي قاد نادي الشعب لإحراز بطولات سجلت بأحرف من ذهب، كيف استطعتم بفترة قصيرة تحقيق تلك الإنجازات؟
- ربما جاء تحقيقنا لـ5 بطولات خلال الفترة 1988-1990 وهو زمن قياسي بالنسبة لأي ناد يمني، لكن الأهم أن تحقيق البطولات يتم بتكاتف الجميع بداية من نجاح الإدارة والجهاز التدريبي واللاعبين والجمهور.

نجوم خارج دائرة الضوء
 مثلت مع الصحراني ثنائياً في الشعب لا أروع منه.. هل كان هناك لاعبون آخرون كجنود مجهولين إلى جانبكم؟
- نعم كان هناك الكثير من اللاعبين الذين كان لهم دور أساسي وفعال في تحقيق البطولات، على سبيل المثال لا الحصر: 
محمد حلقوم وخالد الوجيه والمدافع محمد الحبيشي وصلاح صبرة وفؤاد السعيدي ورشيد ووليد النزيلي وفضل وأخيه محمود الصباحي والجاموس وغيرهم.
وهؤلاء لا أعتبرهم جنوداً مجهولين، بل ركائز مهمة بما تحقق للنادي من بطولات، ربما لم ينالوا ضوءا إعلاميا يتناسب مع ما قدموه.. ولهم أقول: مشكورين.

الجيل المؤسس للعبة
 ما بين جيل إبراهيم الصباحي الكروي وجيل اليوم، ما هو الفارق بين الجيلين؟
- الفرق بين جيل الأمس وجيل اليوم أن كل شيء متوفر لهذا الجيل، بينما جيلنا كان المؤسس لهذه اللعبة ولكل جيل نجوم وجمهور وعشاق وحكايات مختلفة.

عصر الاحتراف والمال
 الثنائي، الكاريزما والإخلال، سمات وميزات لم نعد نراها في الملاعب اليوم.. برأيك لماذا اختفت؟!
- نحن في القرن الـ21، وهو عصر الاحتراف وجني المال من وراء لعبة كرة القدم، إذ اختلف الوضع اليوم عن زمان، وهذا شيء طبيعي ومألوف في كل دول العالم، ونحن جزء منه، نؤثر ونتأثر.

وفاء للشعب
 كابتن، هل مثلت أندية أخرى غير الشعب، في المنافسات المحلية أو الخارجية؟
- لم أمثل نادياً آخر غير نادي الشعب الرياضي والثقافي بمحافظة إب.

 وهل تلقيت عروضاً للعب مع أندية محلية أو خارجية؟
- لا.

تركت المجال للأفضل
 كنت أحد النجوم اليمنيين القلائل الذين حظوا بمهرجان اعتزال.. كيف تعد هذا الأمر؟ وما الذي شكله لك مهرجان الاعتزال؟
- في ظل الإمكانيات المتوفرة في الرياضة اليمنية أعتبر مهرجان الاعتزال مرضياً نوعا ما، وأشكر النادي الغالي على قلبي على ما فعله وقدمه وكثر الله خيرهم.

 منذ اعتزالك اللعب لم نرك تتجه للعمل الإداري أو الفني.. لماذا؟
- حقيقة لا يوجد لدي ميول للعمل الإداري أو التدريبي. بعد الاعتزال تركت المجال لمن يخدم ويقدم بشكل أفضل للرياضة والرياضيين.
 هل ما زلت تتواصل مع نادي شعب إب؟ وكيف تقيم حال العنيد اليوم؟
- نعم أنا في تواصل دائم مع النادي، وحال نادي شعب إب اليوم جيد بأبنائه ومحبيه من كبيرهم حتى صغيرهم ولله الحمد.

واقع سيئ
 الواقع الكروي في اليمن كيف تراه اليوم؟
- الواقع الكروي اليوم سيئ مع الأسف ويحتاج إلى نهضة شاملة وعاجلة.

 شخصية رياضية يعتز بها إبراهيم الصباحي كثيراً؟
- الشخصية الرياضية المعروفة علي عبد الكريم الصباحي، حفظه الله وأطال عمره.

تجاوز مرحلة الخطر
 أجريت العام الماضي عملية قلب، واليوم يود الكثير من محبيك داخل الوطن وخارجه الاطمئنان على أحوالك الصحية؟
- الحمد لله بحالة مستقرة وأتابع العلاجات وزيارة الطبيب، والأمور طيبة بفضل من الله. وأوجه الشكر لكل من وقف معي في هذا الظرف الصحي الذي حصل معي. ولله الحمد على كل حال.

 كرمز ومثال رياضي ما هي نصيحتك للجيل الحالي؟
- نصيحتي للجيل الحالي عليكم بالإخلاص والتفاني والتواضع.
 ما هي الرسالة التي يود أن يبعثها الكابتن إبراهيم للمجتمع الرياضي اليمني؟
- أتمنى من الجميع مؤسسات وشخصيات الوقوف إلى جانب الرياضيين ورياضة كرة القدم باليمن.

 كلمة أخيرة تود أن تختتم بها هذا الحوار...؟
- الشكر لك ولصحيفة "لا" ولكل إعلامي حر محب لوطنه ومجتمعه.


بطاقــــة نجـــــم
- إبراهيم منصور الصباحي.
- مواليد: 1964 ميلادية – مدينة إب.
- متزوج وله 5 أولاد و3 بنات.
- بكالوريوس تجارة - جامعة صنعاء عام 1988م.
- موظف حكومي (مكتب واجبات الأمانة).
- سنوات اللعب: مع النادي: من عام 1981 حتى العام 1996م.
مع المنتخب: بشكل متقطع من عام 1983 حتى العام 1994م.

- أهم مشاركاته مع منتخب اليمن:
- كأس فلسطين للشباب عام 1983م.
- بطولة الاستقلال في قطر عام 1993م.
- تصفيات كأس العالم 1994م.
- دورة الألعاب الآسيوية في هيروشيما باليابان عام 1994م.
- مع منتخب اليمن الموحد عام 1988م.
- رقم الفانلة في النادي: 9
- اعتزل اللعب عام 1996 بعد مشوار امتد 15 عاماً من النجومية وتم تكريمه بمهرجان اعتزال في 20 مايو عام 2000.

الإنجازات:  بطولة الدوري موسمي 1988\1989 و1989\1990 وبطولة كأس الجمهورية موسمين وبطولة كأس الرئيس عام 1990.
 عدد المباريات الدولية: 20 مباراة دولية تقريباً