تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعر أحمد يحيى إسماعيل عطا .


أحمد يحيى إسماعيل عطا 
- مواليد 1991 بيت الفقيه - الحديدة 
- بكالوريوس صيدلة
- حاصل على درع «الكلمة نغم» من القاهرة في مهرجان ألف شاعر 2014.
- حاصل على المركز الأول في مسابقة الرسول الأعظم بالحديدة 2017.
- حاصل على المركز الثاني لعامين متتاليين في مسابقة الرسول الأعظم بصنعاء.
- حاصل على درع شاعر الإبداع في مسابقة شاعر الصمود على قناة اليمن الفضائية.
- حاصل على العديد من الأوسمة والميداليات.
- له عدة أناشيد وأغان وزوامل.


سلام عليك
سلامٌ عليكِ وأنتِ تنامين ملء السحاب
سلامٌ عليكِ وأنتِ تَقصين سرب الغياب
سلامٌ على البحرِ والصيف والأُغنياتِ الرباب 
سلامٌ على الأرض والريح
تعانق خطوكِ في كُلِّ نافذةٍ بالعتاب
سلامٌ عليكِ.. وأنتِ تفوحينَ بالحبّ
تفوحين فيروزةً لا تخاف السراب
سلامٌ عليكِ وأنتِ تقولينَ إني أُحبك
والدمع في العين يرثي العذاب
أُحبك جداً 
وأهواكِ جداً
وأنتِ هناك
ونفسي هناك
بيني وبينكِ مليون باب


في وجهها وطن
ورأيتُ قلبي ذاتَ صبحٍ بالثياب المدرسية
تمشي..
كأن ظلالها عطرٌ تفردسَ في سَرِيَّة
تتحملُ الكتب الثقالَ وفي أصابعها هدية 
يا لاحمرارِ خدودها تبدو أمامكَ أردنية
في وجهها وطنٌ
تعتقهُ الجفونُ النرجسية
في عينيها دفءٌ  أتى من كل أجفانِ البرية
في وصفها أغدو بخيلاً
والقصائدُ لولبية
سل صاحب الشبسِ الذي ترك الفطور 
وصاح (هيّه)
الآيسكريم على يديها.. ذاب من هول القضية
حتى الرياحُ أمامها ضعُفَت وقد كانت قوية 
قل للحقيبة خلفها لطفاً على (ظهرِ البنيَّة)
يا ليتني ذاك اللثام على الأنوف المغربية
تتحجرُ الكلمات.. والأفكار تصبح فوضوية
لم أدرِ كيف تطايرت بي كل أفكاري الشقية والبرد زاد ضجيجهُ فيها
وليتَ الشمسَ حيَة
خطواتها وردٌ تقدسَ في الحشودِ المخملية
كانت تؤشر للبقيةِ أسرعوا.. 
أين البقية!
وأنا هناك مقيدٌ أُحصي الشفاه اللؤلئية 
فهي السلامُ بِحُسنها 
وهي الحلولُ الجوهرية 
يا للصباح إذا ابتدا حقاً على هذي الصبية
من أين أسردُ موقفي 
وأنا المشاكسُ والضحية
باصٌ يمر أمامها.. فيدق أحشائي الخفية
صَعَدت.. ويا ليت الصعودَ لكلِّ أنفاسِ الخلية 
عبرَت..  ومازال الهواء ينوحُ
(والدنيا دنيه)
ذهبت وقلبي تائهٌ
سَلَبَت عليهِ المعنويَّة


سيزيف
تغني فتغمض عني مساءاتها
قبلةً قبلةً
تستدير كقطعة كعكٍ مطعّمةٍ بالحليب وبالشوكولاه 
وتُخفي عني ملامح أوتارها الخائفة
تغني بلحن العصافير وسط الحقول
وطعم الصباح الخفيف المغطی بفيروز والغيمة العاشقة
تغني بهمسة كوبٍ إلی كف فاتنةٍ
 تسكب الحسن عن ثوبها 
الطويل القصير 
المرصع بالسندس المريمي 
تغني فينهار قصر من الثلج 
فوق خدود المكان
ويغرق في الماء ماء 
قضی عمره في الجلوس وراء الهديل وتحت الشجر
تغني فتفصل كل احتمال الجمال
ويزداد قلبي اهتزازاً
ويزداد شوقي للمس النجوم
وكف الكمال ولمس القصائد فوق الرحيق
تغني فيخضر جفن الزوايا
وينبت في البرد حبٌّ 
يوزع دفئاً علی العالقين بذكری الرحيل 
وذكری الوجع
تغني..
يخر الزمان علی ركبتيه
يفر الكلام إلی كوخه اللاجميل
وتصمت كل الخلائق
إنسٌ وجن
تغني
وتمسك بالشمس خلف الجبال
وترسم بدراً كبيراً مضيئاً
وتكشف عن أرضها والسماء


أبو ضحكة جنان 1
أنا لا أنا بغيابِها.. والموتُ أَسهل
الموتُ أسهلُ من كتابةِ لوحةٍ أُخرى على ظَهرِ الوداع
الموتُ أجملُ شاعرٍ رَسمَ الضياع
وأنا الضياعُ حبيبتي..
حبيبتي تمضي إلى الاشيء
تَحمِلُني على أكتافِ نارٍ أُضرِمَت من دونِ قصدٍ وامتناع
أنا لا أنا بغيابها.. والموت أسهل
الليل مرٌّ
هذهِ الساعاتُ كسلى
هذا الصباحُ مضرجٌ بالاكتئاب
هذا الهلالُ الصلبُ مختبئاً 
يخافُ من النجوم
والنجومُ هناكَ تنحرُ ما تبقى من هواء
أنا لا أنا بغيابها.. والموت أسهل
ماذا يريدُ الشاعرُ القرويُّ من حلمٍ محال
من فمٍ يبدو برأيي كالسماء
وهو السماء
ماذا يريدُ الشاعرُ المنسيُّ من عطرٍ تكسرَ وانتهى
والعطر ماء
أنا لا أنا بغيابها... والموت أسهل
الموتُ أسهلُ من براكينِ التشدقِ بالصور
الموتُ أرحمُ من تناهيد اشتياقاتي
من أغاني المرهقين
من مراجعة الرسائلِ
من بكائي وانتحاراتي الكثيرة..
 لا مفر
أنا لا أنا بغيابها... والموت أسهل