حوار أحمد عطاء / لا ميديا -

رغم صغر سنّه، إلَّا أنه اجتاز بقصيدته عمر الدهشة، وأوغل في التحليق بعيدا عن المألوف، يكتب بحب، وبشغف القادم من عمق النص، فهو ابن المحويت الولاّدة للشعراء والتي تلهم الشاعر. لم يخن قلبه فغازل محبوبته بكل جدارة، ولم يخن وطنه فناطح العدوان بكل جسارة. من سمعه يعرف أنه في حضرة شاعر في مرحلة التفتق والخروج إلى الضوء، وأنه في الأيام القادمة سيكون له شأن عظيم، وأثبت ذلك في مشاركته الأخيرة في مسابقة «شاعر الصمود»، حيث استطاع وبجدارة أن يحصد المركز الرابع من بين الشعراء المشاركين، ونال إعجاب لجنة التحكيم وجميع المتابعين لما يصوغه من نصوص شعرية تتحف المستمع وتجعل المتذوق يقف وقفة إجلال وتقدير، إنه شاعر المحويت سعد الله الجوهري.
 الشاعر سعد الله الجوهري مرحباً بك في صحيفة «لا». 
- أهلاً وسهلاً بك وبصحيفة «لا»، وأشكركم على هذه الاستضافة.
 أولا عرف القراء من هو الشاعر سعد الله الجوهري!
- سعد الله الجوهري، هو شاعر شعبي من محافظة المحويت، من مواليد قرية بني جوهر بمديرية الطويلة.

بدأت رحلة الشعر في 2016
 متى بدأت كتابة الشعر؟
- كانت البداية مع كتابة الشعر في العام 2016، لكن كانت لدي بضعة محاولات في أعوام سابقة.
 من الذي شجعك في بداياتك؟
- أول من شجعني للشعر هو الشاعر أبو جندل محمد شاس، بعدها تطورت معلوماتي ومهاراتي في الشعر وعرفت الأوزان من خلال الاحتكاك بالشاعر عبدالواحد مدفع، إضافة إلى ذلك فقد حظيت بدعم معنوي من الوالدين.

صنعاء وملامحها في قصيدة
 ما هي أول قصيدة كتبتها؟ وعم كانت؟
- أول قصيدة كتبتها كانت بعنوان «يا دهر»، وتتحدث عن صنعاء وملامحها، وهي على نسق البيت التالي:
يا دهر وقف واسمع اليوم كلمة
واكتب لصنعا من صدى شعري إحساس

راضٍ عن مشاركتي
 كيف تقرأ مشاركتك في برنامج «شاعر الصمود»؟
- الحمد لله، وأستطيع القول بأن مشاركتي كانت لا بأس بها، وكانت مرضية لنفسي ولكل من تابعني، وفيها تعلمت واستفدت الكثير من الإرشادات؛ سواء تلك التي قدمتها لجنة التحكيم أو من خلال الاحتكاك بالشعراء المشاركين في البرنامج.
 هل كنت تتوقع وصولك إلى مرحلة النهائي؟
- في بداية الأمر، صراحة لم أكن أتوقع ذلك، فقد كان الوصول إلى دور الـ8، أشبه بأمنية، وأحمد الله كثيراً لأنه لم يخيب ظني.
 وما الذي أضافته إليك مشاركتك في البرنامج؟
- هذه المشاركة أضافت لي الكثير، وأهمها اكتساب الخبرة وتحاشي الأخطاء وصقل الموهبة، وكذلك الظهور الإعلامي.

صفوة الصفوة
 ما رأيك في الشعراء المشاركين في البرنامج؟
- الشعراء الذين شاركوا في البرنامج، أعتبرهم فطاحلة وخناذيذ لا يشق لهم غبار، ولا يعني خروج أية شاعر من أية مرحلة كانت أنه ليس بشاعر، بل بالعكس، فالمشاركون الـ48 هم صفوة الصفوة، ولكن ربما الواحد منهم لم يتكيف مع موضوع ما، أو خانه الهاجس وغدرت به القصيدة، ولكن عموماً فإني أعتبر البرنامج قلب الشعر، والمشاركين هم نبضاته.
 من هو الشاعر الذي جذب انتباهك من المشاركين؟
- صراحة وبلا مجاملة فإن جميع الشعراء المشاركين تعلمت منهم الكثير، لكن الشاعر الذي جذب انتباهي بكل صدق هو الشاعر عبدالرقيب الوجيه.

الشعر الدرامي
 تكتب القصيدة الغزلية بروح جميلة، والوطنية أيضاً، أين تجد نفسك أكثر؟
- القصيدة الغزلية هي منطلق شعراء العصر، وليس هناك شاعر لا يكتب في هذا المجال، بينما القصيدة الوطنية هي الحافز الشعري لكل شاعر. 
أما بالنسبة لي شخصياً فأنا أجد نفسي في الشعر الدرامي القصصي المائل إلى الغزلية العذرية والمشاهد الحزينة المؤثرة.

لم أتمكن من الفصيح بعد
 هل تكتب الشعر الفصيح أيضا؟
- نعم، أكتب الشعر الفصيح، ولي قصائد في هذا النوع، لكنها مازالت محفوظة لديَّ ولم أطلقها بعد إلى الساحة الشعرية، لأني أشعر بأني مازلت لم أصل إلى مستوى التمكن التام في مجال الفصحى.

أتمنى أن أكون جوهرة
 كيف تنظر إلى مستقبلك الشعري خصوصا وأنت لازلت في مقتبل العمر؟
- أتمنى إن شاء الله أن يكون مستقبلاً زاهراً، فبالتأكيد من عام إلى عام سأستفيد خبرات وأفكاراً ونضجاً شعرياً، وإن شاء الله أكون كما قال شاعر اليمن صالح الأحمدي «المفاجأة والجوهرة الشعرية».
 إلى أين تمضي بالشعر؟
- أنا لا أمضي بالشعر، بل الشعر هو من يمضي بي، وطبعاً يمضي بي إلى الروح الشاعرية.

تحفيز المواهب الشابة
 ما هو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه؟
- الأهداف كثيرة، لكن أهمها إظهار الشعراء والصاعدين والمواهب الشعرية المدفونة في الجيل الصاعد، فمن خلال مشاركتي أضفت الحافز إلى الشعراء الشباب الصاعدين للمحاولة في الظهور.
 رسالتك إلى الوطن؟
- الوطن صندوق بريد مليء بالرسائل، ومن جهتي سوف أقدم رسالتي للمواطن، للمستمع أن يتذوق الشعر، وللشاعر أن يكون لسان حال الوطن.
 هل هناك سؤال نسيت أن أسألكه؟
- لا أظن ذلك، فالأسئلة كانت كافية ووافية على ما يبدو.

 كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟
- أولا، أشكركم على استضافتكم لي في صحيفة «لا»، وثانياً، كل الشكر والتقدير للجنة تحكيم برنامج «شاعر الصمود»، وأيضاً كل الشكر والتقدير لاتحاد الشعراء والمنشدين ممثلا بالأستاذ ضيف الله سلمان، على ما يقدمه في دعم للتراث الشعري الشعبي.