على الحكم عزل نفسه عن الضغوطات والتمييز بين النقد الإيجابي والسلبي

حاوره : يوسف باسنبل / لا ميديا -
التقى ملحق «لا» الرياضي الحكم الشاب داود حسن بن مهري، الذي يشغل منصب مدير التدريب والتأهيل بمكتب وزارة الشباب والرياضة بوادي وصحراء حضرموت، واستطاع في فترة وجيزة الحصول على الشارة الدولية كحكم مساعد. التقيناه في حوار لمعرفة كيف يتعامل مع أزمة كورونا وماذا تعلم واستفاد من دخوله المجال التحكيمي الذي قال إنه لم يكن في يوم من الأيام بين أولوياته واهتماماته، وطموحاته مستقبلا الحصول على العديد من المشاركات الخارجية.
وفي الحوار قدم الكابتن داود بن مهري نصائح لزملائه الحكام للخروج بالمباريات إلى بر الأمان وتطوير قدراتهم التحكيمية.
 نرحب بك كابتن داود ضيفا على ملحق "لا" الرياضي.
- أهلا وسهلا، وسعيد جدا بوجودي معكم وظهوري في صحيفتكم 

"كورونا" علمنا الانضباط والالتزام
 الآن مع أزمة فيروس كورونا كيف تتعامل معها؟
- في هذه الأزمة التي تمر علينا تعلمنا من التحكيم ‏شيئاً مهماً، وهو الانضباط والالتزام في جميع مجريات الحياة، الذي نعتبره الدافع الحقيقي للبقاء في سلامة وأمان وفي ظل توقف الحياة المعتادة والطبيعية وجميع الأنشطة والفعاليات فهناك متسعٌ من الوقتِ لفعل كل ما هو مفيد.
 كيف كانت بدايتك في مجال التحكيم؟ ولماذا اتجهت للتحكيم دون غيره من المجالات؟
- لم يكن التحكيم يوما أحد اهتماماتي أو أولوياتي، ولكن هناك من شجعني وأخذ بيدي ووقف بجانبي لدخول هذا المجال الصعب حتى وصلت إلى هذه المحطة، فكل الشكر والامتنان لهم جميعا، وتدرجت في سلم التحكيم ودرجاته ومراحله، وهذا بفضل الله تعالى، وأطمح لتحقيق المزيد.

لحظات لا تُنسى
 صف لنا اللحظات التي شعرت فيها بأنك ستقود أول مباراة وكيف كانت مشاعرك؟
- في كل مرحلة نقطعها في التحكيم وقيادة المباريات نستفيد من أشياء وتنقصنا أشياء نحاول إيجادها في المرحلة المقبلة, كلما زادت عدد المسابقات زادت لدينا الخبرة والثقة في التعامل مع المباريات وأخذ التوجيهات بعين الاعتبار من كل المقيمين بهدف التطوير والرقي. وطبعا كانت لحظات لا تنسى وشعورنا أثناء التحكيم ممتع مهما كانت صعوبة المباراة أو تحدياتها، فهو نابع عن حب وعشق لهذه المهنة.

"الدولية" حققت طموحي
 داود بن مهري وصل للدولية وسبق حكاماً كثيرين في الساحة...؟
- الحمد لله على تحقيقي ذلك رغم صغر سني فحصولي على الشارة الدولية كان طموحي منذ البداية عند التحاقي بسلك التحكيم لكي أمثل بلدي ومحافظتي حضرموت وأكون سفيرها القادم بتوفيق الله، وأشكر كل من وقف معي ودعمني حتى وصولي للدولية.
 قد لا يكون الوصول للدولية صعبا، بل الصعب كيفية المحافظة عليها.. هل لديك خطط لذلك في ظل توقف الأنشطة في بلادنا؟ 
- لا شي يأتي بسهولة، فكل شيء يحتاج إلى الجهد والعمل للوصول إلى ما تطمح إليه، لكن الأصعب المحافظة على نجاحك وإنجازك، فالحصول على الدولية هي بداية مرحلة جديدة تتطلب مزيدا من الجهد والتركيز أكثر من السابق. 
رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا وتوقف الأنشطة الرياضية والمسابقات المحلية إلا أنني أسعى لمواصلة طموحي وبذل مزيد من الجهد لأكون في أتم الجاهزية لتمثيل بلدي في مختلف البطولات الخارجية. وكانت بطولة كاس الخليج 24 بقطر البداية لقادم أفضل لي بإذن الله وسأواصل السير نحو تحقيق هدفي الذي رسمته ولن أتوقف ونسأل الله أن يوفقنا دائما.

أول حكم دولي يمني من حضرموت
 زملاؤك الحكام في الوادي والساحل من ترى منهم يستحق الحصول على الشارة الدولية؟ 
- حضرموت تزخر بالمواهب والقدرات في شتى المجالات، وما يدعوا للفخر أن أول حكم دولي في تاريخ اليمن كان من حضرموت، وهو الأستاذ أحمد الفردي (رحمة الله عليه) ومن بعده الكثير ممن نعتز بهم طبعا نحن لدينا حكام شباب مميزون وواعدون سواء بالساحل أو الوادي، كثر ويستحقون الوصول لهذه المرحلة، كل ما يحتاجون إليه هو الدعم والاهتمام وإعطاؤهم الفرصة للانطلاق ورفع اسم اليمن وحضرموت عاليا.

حكم ومدرب ومخرج
 ما هي أبرز إنجازاتك الشخصية ومشاركاتك التحكيمية؟
- أبرز ما أعتز به هو أني حكم دولي معتمد من الاتحاد الدولي FIFA، إضافة لعملي كمدير للتدريب والتأهيل بمكتب وزارة الشباب والرياضة بوادي وصحراء حضرموت، وحصولي على رخصة مدرب دولي في التدريب والتنمية البشرية من الأكاديمية العالمية البريطانية (GATD) وأخصائي في التخطيط الاستراتيجي للقطاع الحكومي والخاص.
وأعمل منفذ ومخرج برامج إذاعية في إذاعة سيئون – حضرموت واجتزت مرحلة الاستكشاف بنجاح في الحصول على وسام "كشافي العالم" على هامش الملتقى العربي الـ 14 للجوالة العرب، كما حصلت على درع محافظ محافظة حضرموت بمناسبة اليوم العالمي للشباب أغسطس 2017م.
أما أبرز مشاركاتي فهي:
- الملتقى العربي للجوالة العرب بمشاركة 14 دولة في 2014.
- الدورة الدولية للحكام الدوليين وحكام الدرجة الأولى- عدن. 
- الدورة الإنعاشية للحكام الدوليين - الرياض. 
-  الدورة الدولية للحكام الدوليين وحكام الدرجة الأولى - صنعاء. 
- تجمعات أبطال المحافظات لأندية الدرجة الثالثة وهي: 
- تجمع تعــز 2010.
-  تجمع عـدن2011.
- تجمع تــعز 2012.
- تجمع ذمـار 2013.
- الدوري العام لأندية الدرجة الثانية 2011 - 2012.
- بطولة كأس رئيس الجمهورية اليمنية. 
- المخيم الكشفي للشباب المركز الأولمبي صنعاء 2008. 
- جائزة رئيس الجمهورية في مجال القصة القصيرة. 
- الدوري اليمني العام لأندية الدرجة الثانية (تجمع صنعاء).
- الدوري اليمني العام لأندية الدرجة الثانية (تجمع عدن).
-  الدوري اليمني الممتاز لأندية الدرجة الأولى. 
- تصفيات الدرجة الثالثة لأندية وادي حضرموت.
- بطولة كاس محافظ محافظة حضرموت.
- بطولة الماهر لأندية وادي حضرموت. 
- كأس الخليج العربي ـ الدوحة.
 سقف طموحاتك إلى أين سيصل؟ 
- بما أن الطموح حق مشروع لكل واحد منا. أطمح مستقبلا أن أحصل على العديد من المشاركات الخارجية وأمثل بلدي وحضرموت محافظتي بدعمكم لي ومساندتكم.
 الكل يتساءل عن غياب داود بن مهري عن كأس السوبر الحضرمي بين التضامن واتحاد سيئون؟
- أمر وانتهى، والقادم أجمل وإن شاء الله تشاهدونني في مناسبات قادمة وأفضل.

نصائح تحكيمية
 على ماذا يعتمد نجاح الحكم للخروج بالمباريات إلى بر الأمان؟ وما نصيحتكم لزملائكم الحكام؟
- النجاح يعتمد على أن كل حكم يجب أن يضع نصب عينيه أن التحديات أكثر من الفرص المتاحة ثم يقوم بتجاوز كل تحدٍّ بنجاح ويأخذ كل المباريات بذات الأهمية، وذلك من خلال الإعداد الجيد قبل المباراة ذهنيا وبدنيا ودراسة الفريقين من خلال معرفة طرق وخطة اللعب وأبرز اللاعبين والتصرفات الفردية وغيرها لدى الفريقين، كذلك يجب أن يكون الحكم قادرا على نسيان أي حدث أو خطأ يرتكبه أثناء المباراة حتى لا يؤثر على ما قد يتخذه من قرارات لاحقة، فكلنا نخطئ ولكن الأهم أن نخرج بأقل الأخطاء غير المؤثرة على نتيجة المباراة للخروج بالمباراة إلى بر الأمان والنجاح في إدارتها.
وعلى الحكم عند دخوله مجال التحكيم أن يضع هدفا له ثم تطوير كل الأدوات التي تساعده على بلوغ هذا الهدف وأن يعمل على تطوير نفسه من خلال الاستفادة من الجميع ويكون مدركا لحقيقة أدائه أكثر من مقيّم الحكام ومن الإعلام ومن أي جهة أخرى، وأن يكون لديه القدرة على التمييز بين النقد الإيجابي والسلبي والقدرة على عزل النفس عن الضغوطات خاصة الإعلامية.

 كلمة أخيرة تختم بها هذا اللقاء.
- أشكر كل من دعمني واهتم بي، من سلطة محلية ومكتب الشباب والرياضة وفرع اتحاد القدم واللجنة العليا والفرعية للحكام وكل الشخصيات التي وقفت معي دون استثناء فمواقفهم معي لا تنسى ولا تغادر ذاكرتي وتحية شكر وإجلال للغالي الأستاذ طلال بن حيدرة في الدعم والدفع بكل كوادر حضرموت سواء مدربين أو إداريين أو حكام، وأمنياتي وصادق دعواتي بالتوفيق لكل إخواني الحكام في مهامهم وأعمالهم، وشكرا لملحق "لا" الرياضي على إجراء هذا الحوار معي.