شايف العين / لا ميديا

الرئيس الشهيد صالح الصماد هو ابن الأرض الذي قرر أن يكون ثائراً على الظلم مدافعاً عن المستضعفين، نهل من ثقافة القرآن، والتحق بصفوف المجاهدين الذين حملوا على عاتقهم إيصال مشروعها الفيصل بين الحق والباطل والمعادي لأعداء الأمة الفاضح لمشاريعهم في المنطقة، إلى أبناء الشعب، وتعريفهم بحقيقة النظام الذي يحكم البلد.
لم يلهث الفلاح الذي ينتمي لأسرة بسيطة تعمل في الزراعة، وراء السلطة، لكنه كان حاضراً عندما احتاج اليمن ذكاءه السياسي وحنكته العسكرية اللذين ظهرا إبان الحروب الست الظالمة التي شنها نظام الوصاية على أبناء صعدة المستضعفين، فتولى زمام أمور البلد، وقاد معركة الدفاع عنه ضد العدوان الأمريكي السعودي، كون اليمن رأى في الصماد الشمعدان الذي سيحول بينه وبين ظلام الطغاة المعتدين، وراية الحرية التي ستواجه المستعبدين المستكبرين، خصوصاً وأن جميع الساسة الذين نهشوا ثرواته طوال سنين في ظروف طبيعية، ولّوه أدبارهم عندما صعب ظرفه، ووقفوا إلى جانب من يحاول قتله، خلاف (قرين النصر والشهادة) الذي افتدى اليمن وشعبه بحياته وهو يؤدي واجبه الوطني.

النشأة
ولد صالح علي الصماد، في 6 يوليو 1979، ببني معاذ -مديرية سحار- محافظة صعدة، وحصل على شهادة البكالوريوس في علوم القرآن الكريم من كلية التربية التي كانت تتبع حينها جامعة صنعاء. 
وهو محاضر بليغ وحافظ للقرآن الكريم وشاعر وأديب مثقف تتلمذ على أيدي كبار العلماء في ذلك الوقت، أمثال العلامة السيد بدر الدين الحوثي (رحمه الله)، ومن خلاله ارتبط بالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مصاحباً إياه في تأسيس حركته الفتية المقاومة (أنصار الله)، وكان يعمل حينها مدرساً في إحدى مدارس منطقته.
لم يفوت يوماً واحداً من عمر المسيرة القرآنية، حيث التحق بها منذ بداياتها الأولى، وشد رحاله صوب الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، متلقياً منه دروساً ومحاضرات جعلته من أوائل المجاهدين في سبيل الله، فلم تندلع الحرب الأولى عليها في 2004 إلا وهو في صف المدافعين عنها وعن القيم التي تحمل بها هم الوطن في كافة الأصعدة عسكرياً وسياسياً وثقافياً.

الحضور العسكري
اندلعت الحرب الأولى -بحسب المعلومات- وهو في منطقة نشور إلى جانب المجاهدين عبدالله عيظة الرزامي ويوسف المداني، وغيرهما من الذين لم يستطيعوا الوصول إلى مران بسبب الحصار، فأدوا واجبهم من مكانهم.
وحضر في ميدان الحرب الثانية عام 2005 كأحد المجاهدين البارزين الذين خططوا ونفذوا عمليات عسكرية شتتت جهود السلطة، وخففت من دفاعها نحو أبناء صعدة في مناطق مران ونشور وضحيان.. قبيل الحرب الثالثة اتخذ من منطقة بني معاذ منطلقاً لأداء الواجب الذي حمله على عاتقه مع مجموعة من المجاهدين، والمتمثل في نشر هدى الله، وتعريف الناس بمشروع المسيرة القرآنية، وفضح السياسات الأمريكية في البلاد، ناشراً الوعي في أوساط أبناء منطقته الذين انضموا إلى ركب المسيرة القرآنية بعد أن رأوا صالح الصماد يبذل كل ما يملكه في سبيل دعمها.
وظهر الشهيد الصماد كقائد عسكري محنك في الحرب الرابعة، حينما قاد جبهة واسعة من منطقته (بني معاذ) لمواجهة النظام وتخفيف ضغطه على مران، بقيادته مجموعة من المجاهدين من أبناء منطقته، وخاض مواجهات شرسة مع النظام، نجحت في تحقيق أهدافها.
أما في الحرب الخامسة 2008 فكان له الدور البارز في العمليات الجهادية التي أخرجت جنود النظام الظالم من منطقة مران التي تمركزوا فيها منذ الحرب الأولى.. ونتيجة للدور المهم الذي مثله الرئيس الشهيد في الحروب الخمس ضد أبناء صعدة، أدرجه النظام -كما تفيد معلومات- ضمن قائمة الـ55 مطلوباً من مجاهدي المسيرة القرآنية، وعلى إثر ذلك كانت قرى بني معاذ وما حولها هدفاً لحرب النظام الظالمة التي شنها نيابة عن الأمريكيين والسعوديين، لا سيما السادسة (أغسطس 2009)، فقد هدمت غارات الطائرات الحربية منزله وأحرقت مزارعه بعد أن كانت في الحروب الخمس قذائف الدبابات والمدافع توجه نحو كل متراس، ظناً منهم بوجود الصماد فيه بهدف قتله.
لم يقتصر دور الصماد في المسيرة القرآنية على الجانب العسكري فحسب، بل لعب دوراً هاماً في الجانبين الثقافي والسياسي، ليصبح بذلك من القلائل الذين فطنوا السياسة والحنكة والدهاء العسكري، وكذلك من المتميزين في الخطابة، وهو ما أهله لأن يؤدي عملاً تعبوياً جهادياً ثورياً.

الظهور السياسي والثقافي
مثّل الشهيد الصماد في الحربين الخامسة والسادسة حلقة الوصل بين قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبقية الجبهات، ومثل أنصار الله في لجان الوساطات والتفاوض والتهدئة في الحروب الثلاث الأخيرة، مبدياً قدراً كبيراً من الحنكة والذكاء، وكان ذلك أول ظهور لشخصيته السياسية، ليعينه السيد عبدالملك مشرفاً ثقافياً عاماً لأنصار الله بعد الحرب السادسة، إلى جانب توليه الكثير من المسؤوليات والأعمال الهامة في المسيرة القرآنية.
ومع بزوغ فجر ثورة 21 أيلول 2014 التي قادها أنصار الله، عُيِّن الشهيد صالح الصماد بعدها رئيساً لمكتبهم السياسي، ويبدأ بذلك حياة سياسية تطلبتها المرحلة واحتاجه فيها الوطن ليمسك بزمام أموره في ظل وضع تخلى فيه سياسيو الإمبريالية الأمريكية أذناب الوصاية عن الوطن، وقد استطاع الشهيد الصماد أن يقدم الكثير من أجل الوطن، من خلال محطات سياسية عديدة حضرها خلال فترة وجيزة.

الشهيد الصماد نهض
 بالجانب الثقافي للمسيرة 
إن حضور الشهيد الرئيس صالح الصماد إلى جانب المسيرة القرآنية منذ الحرب الأولى التي شنها عليها نظام الوصاية، ثبت ميلان دفة الميزان لصالحها بسبب امتلاك شخصية الشهيد الصماد ميزات أبرزها من وجهة نظر المحلل السياسي زيد الغرسي، هي الكاريزما القيادية والإدارية، وإلمامه الكامل بالمنهجية القرآنية وفهمه الواسع والعميق لمشروع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
ويضيف الناشط السياسي زيد في حديثه لـ(لا): (هذه السمات الثلاث التي قلما تتوفر في شخصية واحدة، هي سر تميز الشهيد الرئيس صالح الصماد ونجاحه، حيث جعلت منه شخصية استثنائية على كل المستويات، أجمعت عليها كل التوجهات والانتماءات المختلفة).
وفي ما يخص تأثير الدور الثقافي للشهيد الصماد في المسيرة يقول الغرسي: (الرئيس الشهيد من مؤسسي القسم الثقافي، وفي فترة توليه مسؤولية الإشراف عليه عمل على نقله من مرحلة المحدودية والعمل الفردي إلى مرحلة التوسع والعمل الجماعي المنظم، ليشهد القسم على يده انتشاراً واسعاً في أغلب المناطق، عززه بالزيارات الميدانية المستمرة، حتى أضحى عمله منظماً ومرتباً انعكس أثره في ما تحقق من إنجازات ميدانية عسكرية وثقافية واجتماعية منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم). مؤكداً أن الآلية التي اتبعها الرئيس الشهيد في أداء عمله الثقافي في المسيرة القرآنية بنت القسم بناءً مؤسسياً في كل مجالاته الميدانية والمكتبية والإدارية.