صحيح أن الحلم السوري بالتأهل إلى مونديال روسيا 2018 انتهى بخسارته في سيدني أمام نظيره الأسترالي 1-2، إلا أن المنتخب السوري خرج بطلاً بكل ما للكلمة معنى ودخل القلوب بما قدّمه طيلة التصفيات وفي المباراة الأخيرة على أرض الأستراليين وبين الآلاف من جماهيرهم.

مباراة بطولية كبيرة قدّمها "نسور قاسيون" إذ يكفي القول أنهم صمدوا حتى الشوط الإضافي الثاني رغم خسارتهم جهود محمود المواس بعد تلقيه بطاقة صفراء ثانية في الدقيقة 95، وكادوا أن ينهوا المباراة بالتعادل 2-2 والحصول على بطاقة الملحق أمام رابع الكونكاكاف لولا القائم الأيسر الذي حرم السوريين هدفاً محققاً من تسديدة النجم عمر السومة في الثواني الأخيرة.

يكفي القول أن السوريين حتى رغم الطرد ورغم تأخرهم بهدف في الدقيقة 109 عبر تيم كاهيل فإنهم لم يستسلموا وهاجموا رغم النقص العددي المرمى الأسترالي وأدخلوا الرعب إلى قلوب الجماهير الأسترالية حتى الرمق الأخير.

صحيح أن الحلم السوري انتهى، لكن ما حصل في 10-10-2017 سيبقى في ذاكرة السوريين إذ إن منتخبهم قدّم درساً في العزيمة والإصرار والتصميم رغم كل الصعاب. 

رغم ألم الخسارة والدموع التي انهمرت بعدم مواصلة الطريق نحو المونديال، إلا أن السوريين يجب أن يفخروا بهذا المنتخب الشجاع ولاعبيه الأبطال الذين أدخلوا الفرحة إلى القلوب. لا يليق بهذا المنتخب أن يحزن، هو فائز مهما كانت النتيجة.

وفي مجريات المباراة فإنها بدأت بأفضل سيناريو ممكن بعد أن تمكّن النجم المتألق عمر السومة من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة الخامسة بعد كرة مقطوعة وصلته فاقتحم بها منطقة الجزاء وسددها قوية في الشباك.

لكن الفرحة السورية لم تدم طويلاً إذ أدركت أستراليا التعادل في الدقيقة 13 بعد كرة عرضية تابعها المخضرم تيم كاهيل بكرة رأسية إلى المرمى.

ثم سارت المباراة طيلة الدقائق التالية وفق سيناريو واحد: هجوم أسترالي ودفاع سوري مع اعتماد على الهجمات المرتدة التي شكّلت خطورة في أكثر من مناسبة، في الوقت الذي تألق فيه الحارس المميز إبراهيم عالمة بالتصدي للكرات الأسترالية.

لكن مع انتقال المباراة إلى الوقت الإضافي حصلت نقطة التحوّل في الشوط الأول وتحديداً في الدقيقة 95 عندما أشهر حكم المباراة البطاقة الصفراء الثانية ومن ثم الحمراء بوجه محمود المواس.

واستفاد الأستراليون من النقص العددي وتمكنوا من تسجيل الهدف الثاني عبر كاهيل مجدداً وبكرة رأسية أيضاً في الدقيقة 109.

وفي الدقائق القليلة المتبقية رمى السوريون بثقلهم لإدراك التعادل وشكّلوا خطورة إلى أن أتت الركلة الحرة للسومة التي عاند فيها الحظ السوريين عندما أصابت القائم الأيسر وكادت أن تتوقف القلوب معها.

صحيح ان الحلم السوري بالتأهل إلى المونديال وصل إلى نهايته، لكن فصول هذا الحلم ستبقى في الذاكرة.