ليس هناك شاعر لا يكتب القصيدة العاطفية
عباد أبو حاتم: قريباً سأكتـب قصيدة النصر

عندما تعض بأسنانك على ثمرة ناضجة وتذوق بطعمها الشهي، أنت في الحقيقة تذوق نور الشمس التي أنضجتها، وتتذوق درجات الحرارة بين الليل والنهار التي ركزت السكر فيها، وتذوق الماء الذي رواها، وتذوق أحلام من زرعوها ومخاوفهم وعرقهم الذي سقاها، وتذوق آمالهم وبهجتهم بالحصاد. في قضمة واحدة تذوق حياة بأكملها صنعت تلك الثمرة الناضجة.. وهكذا هو الحال مع الشاعر الكبير عباد أبو حاتم، ففي كل قصيدة تقرأ ثقافته الواسعة، وتقرأ روحه الرحبة وقلبه الذي اتسع للناس جميعاً في قوتهم وضعفهم وصلابتهم، وتقرأ حبه لوطنه والدفاع عنه، حيث أصبحت قصائده وزوامله رديفاً للتوشكا والكرنيت، فهزت جبهات العدوان وأربكت تحالفاته ومرتزقته..تميز الشاعر عباد أبو حاتم بقدرات شعرية عالية وبلاغة تعبيرية أرست دعائم زوامله المخلصة لنسقها ولواقعها، وخيطها الناظم في مواجهة العدوان السعودي القذر.. ففي الشارع والرصيف والمقهى والروح، وفي الجبهات وفي كل معالم المكان، تسمع زاملاً للشاعر عباد أبو حاتم، في شكله خصائص وسمات منفردة.. أسعدني حظي بأن ألتقي بالشاعر الكبير عباد أبو حاتم في قاعة جمال عبد الناصر بصنعاء. سلمتُ عليه وشددتُ على يده المبدعة احتراماً ومحبة وأملاً في أن يتسرب إليَّ مع الاقتراب منه قدر من موهبته العظيمة يساعدني أن أرقى يوماً إلى ذراه البعيدة.. إنه شاعر بالغ الحساسية بشكل مدهش، وموهوب بشكل لافت جداً، وكان يستحق أن نبحث عنه ونجري معه هذا الحوار.
 كيف تحب أن تقدم نفسك لجمهورك عبر صحيفة (لا)؟ 
شاعر يماني والقصيدة سلاحي
ووقع شعري مثل وقع البنادق
جيش اليمن ولجان شعبي جناحي
بالشعر أشاركهم حروب الخنادق

 كيف كانت بدايتك مع الشعر؟
بدايتي كانت مبكرة بفضل الله أولا، ثم بحكم أني من مجتمع قبلي يهوى الشعر ويعشقه، فقد لعبت هذه البيئة دوراً كبيراً في صقل هذه الموهبة الربانية.

 الكثير من الشعراء والنقاد والمهتمين بالشعر يصنفونك بأنك شاعر اليمن الأول في كتابة الزامل.. لماذا تصنف نفسك بشاعر نهم؟
اخترت اسم أو لقب شاعر نهم عام ٢٠٠٩ تقريباً، مع أن هناك من هم أحق مني بهذا اللقب من شعراء نهم، وانتشر اللقب مع الأيام، وفي ظل العدوان الغاشم انتشر الاسم بشكل واسع، وهناك الكثير ممن يطالبونني بتغيير اللقب الى أسماء أخرى أكثر شمولية، مثل شاعر الوطن، شاعر الشعب، شاعر اليمن، ولكن لا أحب الألقاب أولا، وثانيا هذا اللقب الذي عرفني الناس به، ولن أتنكر له، مع أن فخري بقبيلتي من فخري بكل اليمن، فمن لا يعتز بقبيلته لن يعتز بوطنه، وهذا ليس من باب التعصب إطلاقا، فتعصبي لله والوطن دوماً.

 تعتبر قصائدك رديفاً للتوشكا وقنابل تهتز لها ميادين وجبهات العدوان، هل أنت معرض للقصف؟
العدوان والقصف استهدف الأحياء في منازلهم، والأموات في مقابرهم، فكل شيء في اليمن أصبح هدفاً للقصف. وعلى العموم سوف أرد ببيتين من قصيدة سابقة لي:
قال الذي لا قال قوله ما تثنى
جوبي يا بندقي للخصم عني
خبريه إنا هلا الطولات وإنا
ما نهاب الطايرة يا ميج حني

 عندما تسمع قصائدك في الشارع، في الرصيف، في الجبهات، هل تشعر بالغرور؟
أشعر بفخر وشموخ مستمد من شموخ هذا الوطن وهذا الشعب الصامد، وأما الغرور أسأل الله أن يباعد بيننا بعد المشرق من المغرب.

 كان لك دور في انتشار الزامل.. لماذا لاتقترب من القصيدة العاطفية؟
في ظل العدوان لا مجال لهذا اللون من القصائد، ولكن لا يوجد شاعر لا يكتب القصيدة العاطفية، فالشاعر مجموعة من مشاعر وأحاسيس وأفكار، ولكن لا مجال لها في هذه المرحلة، كوننا في مرحلة جهادية بامتياز.

 ما هي القصيدة التي لم تكتبها الى الآن؟
قصيدة النصر رسمتها وصغتها وأراها أمامي، وسوف أكتبها قريباً إن شاء الله.

 هل تقرأ صحيفة (لا)؟
بصراحة في الفترة الأخيرة نعم، وهذا على معظم الصحف الأخرى، فالعدوان جعلنا نتجه لأمور ومتابعات كنا نعتقد في الماضي أننا لا نملك الوقت لها، ولكن الآن اكتشفنا أننا نستطيع عمل كل شيء، وشعرنا بالمسؤولية تجاه الوطن وما يرتبط به.

 أفضل زامل تردده دائماً؟
نقسم برب العرش خلاق السماء
ما هو أفضل زامل كتبته؟
أفتخر وأعتز بكل زامل أو قصيدة شعرية كتبتها. أما الأفضلية فالجمهور المستمع والقارئ هو من يحدد الأفضلية في ذلك.

 أين تجد قصائدك أكثـر انتشاراً بصوت لطف القحوم أم بصوت عيسى الليث؟
كل منشد له لونه الخاص وبصمته المميزة، وله جمهوره الخاص أيضاً. وهنا أتقدم بشكري وجزيل امتناني للأساتذة لطف القحوم، عيسى الليث، عبدالعظيم عز الدين، شرف الذيفاني، إسماعيل الوزير، حسن المؤيد، أيمن قاطة، يحيى الشرعي، والأخ عبدالإله حيدرة، والأستاذ عبدالملك حميد الدين، وكل من تعاملت معهم وشاركنا في أعمال تجملنا أمام الله وخلقه.

 كلمة أخيرة لجمهورك عبر صحيفة (لا).. 
يا شعب كبر وانطلق للخيارات 
لاحت بروق النصر والنصر آتي
قل للعدو هيهات هيهات هيهات
تهتز من جيش التحالف عصاتي
أتمنى أن أكون عند حسن ظنهم، وقبل هذا أن أكون عند حسن ظن ربي بي. وأرجو أن يعذروني على أي تقصير غير مقصود طبعا، وأتمنى لهم دوام العزة والصمود والثبات، والنصر قادم إن شاء الله.

سيرة ذاتية:

-عباد يحيى أحمد أبو حاتم نجل الشهيد العقيد يحيى أحمد أبو حاتم .
-مواليد نوفمبر ١٩٨٠ صنعاء -مديرية نهم , متزوج.
- تخصص هندسة نظم معلومات (جمهورية العراق - جامعة الأنبار- كلية الحاسوب - قسم نظم المعلومات ٢٠٠٣).
ـ الوظيفة الحالية مهندس نظم معلومات ضمن فريق إدارة نظم المعلومات لكاك بنك.
- له من الزوامل التي تم إنشادها ما يقارب ٢٨ زاملاً من بداية العدوان، ومثلها أو أكثـر قليلا من القصائد. وأشهر الزوامل: 
نقسم برب العرش خلاق السماء، أعلن خياراتك، يا ميج حني، نشبك الحد الشمالي، عَليَّ القوت عَليَّ، شب نيران الحرايب، مأرب التاريخ يا جوف البطولة، يا جيشنا قل للملك وابن الملك، صوت الوطن نادى، الله أكبر بسمك الله ابتدينا، أوبريت جذور النضال في الذكرى الأولى لثورة ٢١ سبتمبر، حرب الشرف، الله أكبر هزت الحيد الأصيم.