أصنام عنصرية
 

أحمد علي دبوان

أحمد علي دبوان / لا ميديا -

ما أكثر طقوس العبادة الوثنية هذه الأيام في كل الأقطار العربية والإسلامية وبأشكال مختلفة وحديثة تواكب العصر الحديث، والغرابة هو ما يروى عن قيام بعض العرب قبل الإسلام بصناعة تماثيل وأصنام من التمر وعبادتها، ثم لا يتردد العابد الجائع في التهام الصنم الذي كان يسجد له، وذلك اتقاء لكارثة الجوع. كانت تلك الظاهرة سائدة قبل أكثر من 14 قرناً، ومن الغريب أن بعض قيادات العرب والمسلمين المعاصرين يمارسون طقوساً مشابهة، حيث تعمد هذه القيادات والملوك والأمراء إلى الإشادة بالأصنام الوهمية، وعلى حساب شعوبهم ودينهم، ويبدؤون تقديم فروض الطاعة لهم والموالاة المشبوهة حتى ولو كانت هذه الأصنام تعمل ضد العرب والمسلمين، كما هو حاصل اليوم في واقعنا العربي والإسلامي. والعرب القدامى كانوا يأكلون الأصنام، بينما اليوم العكس، فالأصنام تأكل عبادها وتستنزف أموالهم وثرواتهم وأرواحهم، ويا ليت ينطبق عليهم المثل الشعبي "بعت ناقتي بفاقتي وأنا الرابح"، بعت شعبي وأمتي وديني، ويا ليت أسلم من هؤلاء الأصنام البشرية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بُعثت بين جاهليتين، لأخراهما شرٌّ من أولاهما" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو تأملنا في هذا الحديث لوجدنا أن هذه الأيام هي الجاهلية الأخرى لكثرة الأصنام البشرية في العالم، والذين يديرون الأزمات في العالم العربي والإسلامي، وينفذون مخططاتهم ضد الأمة العربية والإسلامية، شتتوا شملها ومزقوا أوطانها وأجسادنا.
ولكن الحمد لله وبفضله نجد أن بلادنا اليوم سائرة وبكل قوة للخروج من هذه الوصاية ومن هذه العبودية، وإن شاء الله في الأيام القادمة سيكون النصر لبلادنا، وسيحررها أبناؤها المخلصون الشرفاء والمقاتلون في الجيش واللجان الشعبية، الذين يستمدون قوتهم من إيمانهم بالله القوي العزيز، وحبهم لوطنهم ودينهم، وحب الوطن من الإيمان، والإيمان بالله ذخيرة إلهية لا تنفد، والنصر لليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات