مـقـالات - أحمد الحسني

معـادلات المعركـة

أحمد الحسني / لا ميديا بحسب أحد كبار الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، يجب ألا يقترن اسم الولايات المتحدة مع التحالف في حربه اللاأخلاقية على اليمن، ويجب أن تقف هذه الحرب الكارثية بشرط ألا يبقى في السواحل اليمنية وباب المندب أية قوة لا تدين بالولاء للولايات المتحدة. هذه هي معادلة الإدارة الأمريكية في معركة الحديدة والساحل والعدوان عموماً منذ أعلنه الجبير من واشنطن باسم تأمين الملاحة الآمنة أصلاً في البحر الأحمر وباب المندب وسقوط عشرات المدنيين في أولى غاراته على حي المطار. هذه هي المعادلة التي تجعل وزير خارجية الولايات المتحدة صاحب مبادرة سلام في مسقط ومدافعاً عن جرائم التحالف أمام الكونجرس، وهي التي تجعل الإدارة الأمريكية آسفة لقصف حافلة الأطفال في ضحيان وممولة للطائرة التي قصفت بالوقود والقنابل، وهي المعادلة ذاتها التي تجعل وزير الدفاع الأمريكي يغدق بطريق مضحكة على الإمارات لتفانيها في الخدمة لقب اسبرطة الصغرى...

مفاوضات الحديدة

أحمد الحسني / لا ميديا في الوقت الذي أعلن فيه العالم على لسان المبعوث الأممي عجزه عن عقد جولة تفاوضية يجمل بها وجه إنسانيته التي قامر بها منذ ثلاثة أعوام ونصف في ماخور تحالف العدوان على اليمن وتتفنن المملكة السعودية والإمارات في امتهانها يوميا بشتى الجرائم والانتهاكات، وفيما يواصل صبية النفط تبولهم على كل المواثيق والقوانين الدولية وتنثر طائراتهم أشلاء نسائنا المتفحمة على طاولات اليونيسيف وتصفع بدفاتر أطفالنا المختلطة بالدم ومزع اللحم وجه اليونسكو، وفيما تدوس نعال نجد وأبوظبي على كل القيم الإنسانية وتلمع أحذيتها بربطات الحريرية الفخمة لسفراء الخمس، والست، والعشرين، في الوقت الذي يعلن العالم عجزه عن أن يكون شريفا ولو شكليا أمام خزانات بن سلمان وبن زايد، وفي الوقت الذي يفضل فيه عالم المرابين أن يعلن فشله على أن يتخذ قراراً؛ ثمة أحرار يمنيون يمرغون أنف الغطرسة السعودية الإماراتية التي يبصبص لها بأذنابهم كل مرابي العالم الحر.. ثمة أباة يأنفون من إعلان العجز عن مواجهة الهمجية ويحيلون بعزيمتهم رمال الساحل المنبسط...

البداية الصحيحة

أحمد الحسني لم تتأخر مفاوضات جنيف عن موعدها، وقد كان وفدنا الوطني موفقاً كثيراً حين اختار أن يبدأها هذه المرة من صنعاء، وهذه هي المرة الأولى التي نبدأ فيها التفاوض موفوري الكرامة دون أن نتأخر في مطار أو تمنع طائرتنا من العبور في أجواء السيسي، وقد كان رائعاً أن نفكر بالحفاظ على كرامتنا قبل أن نهرع إلى طاولة تقديم التنازلات. حرصنا على السلام جعلنا نذهب إلى جولة مفاوضات جنيف الأولى مفترضين أنه ولو لم يكن لدى الطرف الآخر رغبة في السلام فإنه سيحترم الأعراف الديبلوماسية أو على الأقل لن تسمح الأمم المتحدة له بانتهاكها، معتبرين أن تأمين الوصول اللائق إلى مكان المفاوضات والإقامة اللائقة والعودة الطبيعية من المسلمات المتعارف عليها حتى في المجتمعات البدائية ومسألة لا تحتاج إلى نقاش ولم نتوقع أن يظل وفدنا 24 ساعة في مطار جيبوتي ولا أن يرفض السيسي والبشير عبور طائرة الوفد في أجوائهما...

بين المترس و«المدكى»

أحمد الحسني / لا ميديا يسأل صديقي عاتباً كيف لم أكتب عن ملحمة البسالة التي بثها الاعلام الحربي لمجاهدين اثنين يتغلبان بالحجارة وبندقية واحدة على مجموعة من المرتزقة مدججين بالأسلحة، ويردف: أليس في ذلك ما يستحق الكتابة عنه؟! بلى؛ ولكني لم أجد الكلمات التي تليق بجلال المشهد، ولا اللغة التي ترقى إلى عظمته. أنا مقتنع وما زلت مقتنعاً حتى وأنا أكتب هذه الأسطر بأننا مهما تأنقنا في اختيار الألفاظ وتفننا في سبكها، نتطاول كثيراً على ملاحم البسالة والعظمة التي يسطرها أبطالنا الاستثنائيون في كل الجبهات منذ بدأ العدوان، وأننا حين نكتب عنها نخدش بهاءها بأقلامنا الكسيحة، ونلقي بلغتنا الباهتة ظلالاً على صفحاتها الناصعة. قطرة الحبر، مهما انتظمت شعراً ونثراً، لا تكافئ قطرة الدم. المشهد الذي بثه الإعلام الحربي عن هذين المجاهدين، وما بثه وما لم يبثه ...

ما الجديد؟

من بين جميع الذين يحكون مؤخراتهم على مقاعد تحليلات الأجر اليومي في الفضائيات الناطقة بالعربية والذين يدبجون تقاريرهم الحقوقية الدبقة بالعملات الصعبة عن تجنيد القاصرين وعمالة الأطفال وختان الأطفال، لم نجد واحداً يتحدث عن مجزرة أطفال صعدة وأشلاء الأجساد الغضة التي مزقتها قنابل طائرات تحالف الخوازيق السعوإماراتي. ليس جديداً أن تسكت أفواه تلك الحثالات عن الجريمة، بل الغريب أن لا يتباروا في تبريرها والحلف برؤوس أمهاتهم أن حافلة الأطفال في ضحيان كان يقودها أبو علي الحاكم، أو أن رئيس المجلس السياسي كان يعقد اجتماعاً مع كبار القادة العسكريين داخل الحافلة عندما استهدفتها مقاتلات التحالف. كما أنه ليس في مذبحة الأطفال في ضحيان صعدة ما يكشف جديداً يلفت أنظار الخارج إلى همجية هذا العدوان، أو يلهب حماس الداخل لمواجهته، فالخارج يعرف أن هذا العدوان منذ اليوم الأول...

  • <<
  • <
  • ..
  • 6
  • 7
  • 8
  • ..
  • >
  • >>