ما الجديد؟
 

أحمد الحسني

من بين جميع الذين يحكون مؤخراتهم على مقاعد تحليلات الأجر اليومي في الفضائيات الناطقة بالعربية والذين يدبجون تقاريرهم الحقوقية الدبقة بالعملات الصعبة عن تجنيد القاصرين وعمالة الأطفال وختان الأطفال، لم نجد واحداً يتحدث عن مجزرة أطفال صعدة وأشلاء الأجساد الغضة التي مزقتها قنابل طائرات تحالف الخوازيق السعوإماراتي.
ليس جديداً أن تسكت أفواه تلك الحثالات عن الجريمة، بل الغريب أن لا يتباروا في تبريرها والحلف برؤوس أمهاتهم أن حافلة الأطفال في ضحيان كان يقودها أبو علي الحاكم، أو أن رئيس المجلس السياسي كان يعقد اجتماعاً مع كبار القادة العسكريين داخل الحافلة عندما استهدفتها مقاتلات التحالف. 
كما أنه ليس في مذبحة الأطفال في ضحيان صعدة ما يكشف جديداً يلفت أنظار الخارج إلى همجية هذا العدوان، أو يلهب حماس الداخل لمواجهته، فالخارج يعرف أن هذا العدوان منذ اليوم الأول
 انتهاك للمواثيق الدولية، وأول غارة شنها على حي المطار كانت جريمة حرب، ولم يمض يوم تقريباً طيلة الأعوام الثلاثة والنصف لم يرتكب فيها جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية أو ينتهك فيها القانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني. أما الداخل فيعرف أكثر ويعاني وحده همجية هذا العدوان وخسته، ولم يسلم من جرائمه ريف ولا حضر ولا سهل ولا جبل، وطالت كل شيء، البشر والحجر والشجر، حتى الدجاج في أقنانها والبهائم في زرائبها، قبل عشرات الأطفال الذين قتلهم اليوم في ضحيان. قتل بصواريخه وقنابله آلاف الأطفال والرضع وحديثي الولادة في صعدة وبقية المحافظات، وقبل مجزرة ضحيان ببضعة أيام فقط مجزرة الصيادين في الحديدة، قبلهما مجازر سنبان ومستبا والمخا وأرحب والقاعة الكبرى و... و... و... العشرات من الشنائع والفظائع في كل المناطق، ومن لم يجد في كل ذلك ما يثير حماسه فليس لديه حماس ولا حتى آدمية لتستثار. أما الأباة الشم ورجال الرجال فقد هبوا بواسل في الخنادق وجحافل، ترى خلفها جحافل لا تمثل مجزرة أطفال ضحيان غير خانة في كشف حساب طويل مع تحالف السفلة. 
الجديد في مجزرة الأطفال في صعدة أنها إضافة إلى التنديد الدولي بها غير المسبوق تأتي بعد بضعة أيام فقط من مجزرة الصيادين في الحديدة التي جاءت بدورها بعد يومين فقط من إحاطة المبعوث الأممي التي جاءت على نقيض ما أرادته المملكة من تحشيد دولي لمعركة تحالفها الفاشلة في الحديدة من خلال إعلانها تعليق عبور ناقلات نفطها من باب المندب، لأن الملاحة في البحر الأحمر غير آمنة. تسلسل الخيبات وتلاحق الجرائم الفاضحة وما تلاه من استئناف الغارات العبثية على المواقع التي قصفت مئات المرات في العاصمة صنعاء كل ذلك يعكس حالة إرباك وتخبط غير مسبوقة. 
الهيلمان يتآكل بسرعة، وفواتير الرشاوى تتضخم أكثر، وقائمة الحساب العسير طويلة طويلة يا تحالف السفلة. قد تؤجله الحرب الاقتصادية لكن ليس طويلاً.

أترك تعليقاً

التعليقات