تحشيدات سعودية إماراتية متبادلة .. الجنوب المحتل على أعتاب حرب طاحنة تبدأ من حضرموت
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
تداعيات دراماتيكية تشهدها محافظة حضرموت المحتلة منذ مطلع الشهر الحالي، ليتجاوز المشهد مجرد استعراض قوة بين أدوات احتلال، إلى جعل المحافظة النفطية قضية دولية وتحويلها إلى مسرح مفتوح لصراع إقليمي تتقاطع فيه الحسابات، فيما يقف أبناؤها بين مطرقة التحشيد العسكري وسندان مشاريع الانفصال والحكم الذاتي.
واصلت فصائل ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، أمس، تحشيداتها العسكرية والدفع بتعزيزات إضافية إلى مناطق وادي حضرموت، التي سبق أن سيطرت عليها، في خطوة اعتُبرت استباقية لتثبيت السيطرة على المديريات الصحراوية قبل أي تحرك مضاد من قبل فصائل الاحتلال السعودي.
وقالت مصادر محلية إن تعزيزات عسكرية جديدة لانتقالي الإمارات وصلت، أمس، إلى منطقة الخشعة بوادي حضرموت، بالتزامن مع تحشيدات عسكرية لما تسمى "قوات درع الوطن"، الموالية للاحتلال السعودي، قرب حدود حضرموت، ما ينذر بانفجار معركة قريبة وفاصلة.
وأكدت المصادر أن تلك التحركات تأتي ضمن مساعٍ إماراتية استباقية لتثبيت سيطرة مرتزقتها على مديريات الوادي والصحراء، قبيل أي محاولة من قبل فصائل الاحتلال السعودي لشن هجمات برية وجوية مباغتة ضدهم، خصوصاً وأنها قد بدأت بالفعل شن ضربات غير معلنة على معسكرات لهم في حضرموت.
إلى ذلك، شهدت منطقة العبر في صحراء حضرموت وصول عدد من ألوية ما تسمى "قوات درع الوطن"، تضاف إلى قرابة 14 لواء كانت السعودية قد حشدتهم إلى شرق حضرموت مع تصاعد التوتر مع فصائل الإمارات.
وأفادت مصادر عسكرية بأن لواءً يقوده التكفيري المرتزق ياسر المعبري، وهو قيادي سلفي من ذمار كان يتمركز على الحدود، وصل إلى منطقة العبر للانضمام إلى بقية الألوية المتواجدة هناك.
كما وصلت إلى المنطقة قوات يقودها التكفيري المرتزق عدنان رزيق، وكانت تتمركز بمحافظة تعز.
وقدرت صحيفة "الجارديان" البريطانية وجود قرابة 20 ألف مرتزق حشدهم الاحتلال السعودي في العبر والوديعة كبرى مديريات صحراء حضرموت، مشيرة إلى أن هذا التحشيد الضخم يأتي مع رفع سلطات الرياض وتيرة تهديدها لانتقالي الإمارات.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن السعودية هددت بقصف "الانتقالي" جواً في حال أقدم على إعلان الانفصال، والذي كان يتوقع أن يعلنه أمس.
وكان مرتزقة الانتقالي أعلنوا، أمس الأول، قيام طائرة مسيّرة "يشتبه بأنها سعودية" بقصف موقع لهم في منطقة "خشم العين" بمديرية العبر، ما تسبب بإصابة أحد مجنديهم المرتزقة.
من جانبه، قال المرتزق عمرو بن حبريش، رئيس ما يسمى حلف قبائل حضرموت، إن المحافظة أصبحت اليوم قضية دولية وفي صدارة المشهد والوعي الحضرمي، حسب تعبيره.
جاء ذلك في فعالية للحلف أقامها أمس بمناسبة "يوم حضرموت الوطني" والذكرى الثانية عشرة لتأسيس "حلف قبائل حضرموت"، معتبراً أن الأخير خرج من المواجهات الأخيرة منتصراً رغم الإمكانيات الضعيفة.
بن حبريش، وفي ثاني ظهور له بعد معاركه مع فصائل "الانتقالي"، أكد أن "قضية حضرموت باتت اليوم رقماً صعباً في المشهدين الإقليمي والدولي"، مشدداً على أن "إرادة أبناء المحافظة في نيل الحكم الذاتي كامل الصلاحيات لم تعد قابلة للتجاوز أو الإخضاع بالقوة"، حسب تعبيره.
وبحسب مراقبين فإن التحشيدات المتبادلة بين الاحتلال السعودي والاحتلال الإماراتي في حضرموت تكشف أنهما يتعاملان مع الجنوب المحتل كغنيمة حرب، مؤكدين أنه مع تصاعد التوتر تبدو المحافظة النفطية كبرميل بارود، وأن كل تعزيز جديد يقترب من حدودها هو خطوة نحو انفجار لن تقتصر تداعياته على الوادي والصحراء، بل سيمتد ليلتهم الجنوب المحتل بكامله.










المصدر لا ميديا