تقرير / لا ميديا -
يواصل مرتزقة الإمارات في محافظة حضرموت المحتلة منذ نحو أسبوع حملات تطهير مناطقي ضد المواطنين من المحافظات الشمالية، حيث شهدت مديريات الوادي والصحراء جرائم وانتهاكات واسعة على يد فصائل ما يسمى «الانتقالي» الموالي للاحتلال الإماراتي، شملت عمليات نهب واعتداء وتمييز مناطقي.

مداهمات ونهب واسع
وشهدت المناطق التي سيطرت عليها فصائل الاحتلال الإماراتي مؤخرًا مداهمة عشرات المنازل ونهب محتويات المدنيين، إضافة إلى سحل عناصر مما يسمى المنطقة العسكرية الأولى، وتنفيذ اعتقالات واسعة وابتزاز للتجار.
جاء ذلك بعد بسط «الانتقالي» سيطرته على الهضبة النفطية بدعم كامل من الاحتلال الإماراتي وبتواطؤ سعودي مكشوف، في مخطط يهدف لإحكام القبضة على الثروة النفطية لحضرموت وإقصاء القوى المناوئة للفكر الانفصالي المدعوم خارجيًا.

لجان مسلحة بلا غطاء قانوني
وقالت مصادر إعلامية إن «الانتقالي» بدأ بتشكيل لجان مسلحة تقوم بعمليات مداهمة منظمة لمنازل المواطنين القادمين من المحافظات الشمالية، في خطوة تعتبر مقدمة لعملية تطهير مناطقي شبيهة بما حدث في عدن خلال السنوات الماضية.
وبحسب المصادر، فإن هذه اللجان تتحرك دون أي غطاء قضائي أو قانوني، وهدفها الأول ترهيب السكان ونهب ممتلكاتهم لإفراغ المناطق من أي حضور مناوئ للمشروع الإماراتي.

شهادات مؤلمة
وتداول ناشطون مقطع فيديو لامرأة من أبناء المحافظات الشمالية في حضرموت، تروي بمرارة ما تعرّضت له أسرتها على يد فصائل الانتقالي الإجرامية. حيث أقدمت العصابة الموالية للاحتلال الإماراتي على نهب الأغنام التي تمثل مصدر رزق وحيدا للعائلة، وسرقة البطاريات ومستلزمات المنزل، ومصادرة الهويات الشخصية، ومداهمة المنزل وترك أفراد الأسرة في حالة رعب وهلع.
وأكدت المرأة أن المواطنين لجأوا إلى إخفاء مواشيهم تحت الأشجار وبين الرمال خوفا من حملات السرقة التي أصبحت جزءا من يوميات حضرموت منذ اجتياح فصائل «الانتقالي» للهضبة النفطية.
وتحدثت شهادات مباشرة من عدد من المدن في حضرموت عن عمليات نهب ممنهج لمنازل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية ومصادرة ممتلكاتهم الأساسية وهوياتهم، في مشهد يكرّس إدارة أمنية بالترهيب والجباية القسرية ضمن مخطط خارجي لإعادة رسم النفوذ على حضرموت والثروة النفطية، مع تواطؤ إقليمي ظاهر وصمت ينتظر الحصص.

امتداد لسيناريو عدن
إن ما يحدث اليوم في حضرموت يشبه سوابق حملات التضييق والتطهير المناطقي في عدن، حيث يُستثمر خطاب «الأمن» كغطاء للفرز والنهب وضبط المجال العام عبر الخوف.
وكانت قوات الاحتلال السعودي انسحبت من قصر معاشيق الرئاسي، السبت الماضي، بعد فرار العميل رشاد العليمي، من القصر، وذلك في أعقاب تعرّض الأخير للحصار من قبل مرتزقة «الانتقالي»، وفشل الرياض في احتواء الأزمة بين «الانتقالي» وحكومة الفنادق على خلفية أحداث حضرموت والمهرة.
وتزامنت هذه التطورات التي كشفت عن انحسار النفوذ السعودي في عدن، مع فشل وفد سعودي برئاسة رئيس اللجنة الخاصة باليمن التابعة للديوان الملكي، محمد عبيد القحطاني، في إقناع مرتزقة «الانتقالي» بالانسحاب من كل المواقع العسكرية والمؤسسات التي سيطرت عليها قبل أيام في حضرموت والمهرة.
كذلك، نفّذ مرتزقة «الانتقالي» اعتصامات شعبية مفتوحة في مدينة عدن وخمس محافظات محتلة أخرى، رُفع في أثنائها علم الانفصال كما رفعت شعارات تطالب قيادة المجلس ببثّ البيان رقم واحد، أي إعلان الانفصال. وأمام هذه الخطوات، شكا العليمي، في أثناء لقائه بعدد من السفراء الغربيين قبل خروجه من عدن، من «انقلاب الانتقالي» عليه، واتّهمه بالتصعيد الأحادي واتخاذ خطوات خارج اتفاق بين أدوات الاحتلال.
وكانت قد توقفت أمس الأول رحلات طائرات الخطوط الجوية اليمنية في مطار عدن، ما أدى إلى إحداث حالة إرباك كبيرة في صفوف المسافرين.