بطل الكونغ فو ناجي الأشول لـ«لا الرياضي»: حققت حلمي مع بروسلي وجاكي شان وجيتلي وذهبت إلى الصين للتدرب وانتزعت برونزية ألعاب آسيا 2006 الوحيدة لليمن
- تم النشر بواسطة طلال سفيان/ لا ميديا
حاوره:طـلال سفـيان / لا ميديا -
ناجي الأشول، بطل يمني استطاع أن يحقق لليمن -ندما كان لاعباً- مجداً قارياً وعالمياً مكللاً بالذهب والفضة والبرونز. واليوم يواصل سلسلة المجد كمدرب وصانع أبطال.
منذ ولوجه الكونغ فو حقق هذا البطل ألقاب الجمهورية من العام 2000 حتى العام 2010، والتتويج في مسيرته الخارجية بذهبيتين عربيتين وفضية آفروآسيوية، وخمس برونزيات عربية وعالمية وعلى المستوى القاري، إحداها كانت الوحيدة التي زينت خزانة الكونغ فو اليمنية في ألعاب آسيا 2006.
وبعد اللعب واقتحامه مجال التدريب، تمكن من صناعة أبطال يمنيين جدد وحقق معهم 4 ذهبيات و4 فضيات و3 برونزيات في بطولات عربية وعالمية مختلفة، وما زالت نجومه ترنو قدماً نحو تحقيق الألقاب الدولية.
"لا الرياضي" يستضيف البطل ناجي الأشول في هذا الحوار الشيق.
في البداية، حدِّثْنا كابتن ناجي عن إحراز لاعب كونغ فو اليمن ثروت السندي، الذي تدربه، الميدالية البرونزية في بطولة العالم للووشو الشهر الماضي في البرازيل!
- مرحباً بك وبصحيفة "لا". بفضل الله تم الاستعداد مبكراً لبطولة العالم السابعة عشرة في البرازيل، وذلك بتجهيز النجم ثروت السندي بشكل متكامل من إعداد بدني ومهاري وفني وخططي وإشراك اللاعب بتدريبات مع منتخبات المصارعة والملاكمة والجودو، وذلك للوصول إلى المستوى المطلوب للبطولة. والحمد لله تمت المشاركة, وكانت هناك خبرات متراكمة للاعب، وتعتبر تأهيلية لوصوله إلى العالمية، وذلك بالمشاركة في بطولات محلية وعربية وآسيوية وعالمية، وهو ما جعله في المراكز الأولى عالمياً.
وماذا عما تحقق على يديك كمدرب من إنجازات في البطولات العربية والعالمية؟
- الحمد لله، أولاً حققت كمدرب عدة إنجازات، هي:
ذهبية وفضيتان في بطولة الأندية بالأردن 2014 عن طريق الأبطال زيد وازع رحمة الله عليه وصلاح البدوي وطلال الحرازي.
فضيتان في البطولة العربية للووشو كونغ فو بمدينة بور سعيد المصرية 2022 عن طريق البطلين وسيم الحمادي في وزن 48 كجم, وطارق السودي وزن 52 كجم.
ذهبيتان وبرونزية في البطولة العربية بالمغرب 2023 عن طريق الأبطال ثروت السندي وزن 52 كجم, عبدالله المجيدي وزن 48 كجم, وطلال الحرازي في وزن 56 كجم.
ذهبية بطولة العالم الـ16 بالصين 2024 عن طريق النجم ثروت السندي وزن 48 كجم.
برونزية نخبة العالم في الصين 2025 عن طريق النجم ثروت السندي وزن 48 كجم.
برونزية بطولة العالم الـ17 بالبرازيل 2025 أيضاً عن طريق النجم المتألق ثروت السندي وزن 48 كجم؛ ولولا إصابة اللاعب لحققنا الذهبية؛ ولكن قدر الله وما شاء فعل.
هل تم تكريمكم في الوطن، سواء بعد الإنجازات التي حققتموها لووشو كونغ فو اليمن في بطولة العالم ونخبة العالم في الصين وبطولة العالم الـ17 في البرازيل؟
- تم تكريمنا مرة واحدة فقط، بعد تحقيق النجم ثروت السندي ذهبية بطولة العالم. وكان التكريم حالة استثنائية؛ لأن اللاعب باع دراجته النارية للمشاركة، وأصبحت قضية رأي عام، وحينها أمر الوزير بتكريمه بمبلغ مالي محترم وأن يصرف له سيارة تعويضاً عن دراجته، وفرحنا بذلك، ورغم ذلك عند عودتنا إلى اليمن تراجع الوزير عن كلمته، فتم إلغاء أمر التعويض بالسيارة، كما تم تقليص ثلثي المبلغ الذي وعد به، وهذا سبب صدمة لنا... أما في باقي البطولات فلم يتم التكريم. كما لا توجد أي تكريمات في جميع الألعاب منذ العام 2020, رغم أن أمر هذه التكريمات جاهز ويحتاج فقط للمسات بسيطة؛ ولكن لا يوجد من يكترث ويهتم ويُقدر الأبطال الذين يرفعون علم اليمن في جميع المحافل الدولية. لذا نرجو من قيادة الوزارة تكريم كل أبطال الإنجازات الخارجية من عام 2020 إلى 2025, كونهم تعبوا وخسروا وضحوا ودفعوا من جيوبهم.وكانوا سفراء لليمن،وللعلم بطولة العالم التي شاركنا فيها وحققنا برونزية عالمية دفعناها من جيوبنا الخاصة حتى اللاعب باع ذهب والدته.
كيف جرت معكم المعسكرات والاستعدادات للبطولات التي شاركتم فيها؟
- كانت الاستعدادات مكثفة من خلال التدريبات اليومية المتواصلة على مدار العام. وكنا نحتاج إلى إقامة معسكر خارجي بالصين؛ لاحتكاك اللاعب مع لاعبي الصين؛ ولكن الإمكانيات لم تسمح بذلك.
هل هناك مشاركات قادمة لكم في بطولات خارجية؟
- نعم يوجد. الآن نحن في استعداد تام وتدريبات مكثفة للمشاركة في دورة التضامن الإسلامي التي ستقام الشهر المقبل، وسنشارك بلاعبين اثنين، هما طلال النعوس في وزن 60 كجم, ومحمد منصور عامر في وزن 70 كجم.
العديد من المهتمين بالرياضة اليمنية يشكون من الاهتمام المبالغ لنتائج الكرة اليمنية في المنافسات الخارجية وإهمال ما تحققه "رياضات الظل"، واللامبالاة بها، ومنها الألعاب القتالية في البطولات الدولية... ما تعليقك حول هذه النقطة؟
- نعم، أصبح اهتمام الوزارة بكرة القدم، والتي دعمها مكلف جداً وتحقيقها ضئيل ومحصور بإنجازات في غرب آسيا، بينما الألعاب الفردية دعمها ليس بالمكلف وتحقق إنجازات عربية وقارية وعالمية، ومع ذلك فهي خارج منظور الاهتمام الرسمي؛ وهذا لأنه لا يوجد من يوعي القائمين على الرياضة اليمنية.
منذ متى اتجهت للتدريب؟
- اتجهت للتدريب رسميا منذ العام 2014.
وبالنسبة لمركز الواعدين للووشو الذي تتولى التدريب فيه منذ 2019, ما هي مخرجاته حتى اليوم؟
- نحن في مراكز الواعدين نقوم باختيار وانتقاء اللاعبين الصغار، ونهتم بهم وإعدادهم وصناعتهم وتأهيلهم ليصبحوا أبطالاً أولمبيين وعالميين. والحمد لله لدينا أبطال من مركز الواعدين، ومنهم من وصل للعربية والعالمية، أمثال ثروت السندي وأسامة قحطان وعبدالله المجيدي ووسيم الحمادي وطارق السودي... وهناك أبطال المركز الذهبيون، وهم واعدون وقادمون بقوة، مثل محمد منصور عامر، محمد الشميري، عمر عبدالرحمن الذانبي، محمد اليمني... وغيرهم.
طبعاً أنت نجم وبطل كونغ فو سابق. هلا تطلع القراء على بدايتك مع هذه الرياضة والأساليب التي اخترتها؟
- في البداية كنت أحب القتال ومشاهدة أفلام الأكشن، وخاصة الأفلام الصينية لجاكي شان وبروس لي وجيتلي... وكنت أجمع مصروفي حق المدرسة وأشتري كتب الكونغ فو التعليمية وأتدرب من خلالها. حتى والدتي كانت تساعدني على الالتحاق بالتدريب والتسجيل. وفي العام 1996 التحقت بنادي الكونغ فو، وتدربت وحققت المراكز الأولى محلياً، وتم اختياري لأكون لاعب منتخب وطني وأشارك خارجياً.
ما هي الإنجازات التي حققتها كلاعب على المستوى المحلي؟
- بطل الجمهورية من العام 2000 إلى العام 2010.
مثلت المنتخبات الوطنية في بطولات عربية ودولية. حدثنا عن الإنجازات التي حققتها؟
- الحمد والشكر لله، الذي نصرني في أغلب البطولات. كانت أول ميدالية أحققها هي فضية البطولة الأفرو آسيوية في مصر 2002، ثم برونزية بطولة العالم في الصين مكاو 2003، وبرونزية كأس العالم في الصين قوانزوا 2004، وبرونزية بطولة آسيا في ميانمار بورما 2004، وذهبية البطولة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة, وبرونزية أولمبياد آسيا 2006 بالعاصمة القطرية الدوحة؛ والأخيرة هي الوحيدة التي تحققت لليمن في أولمبياد آسيا؛ وذهبية البطولة العربية - مصر 2007، وبرونزية بطولة آسيا - الصين مكاو 2008.
كيف تُقيم وضع الووشو كونغ فو اليمنية في الماضي والحاضر؟ وكيف ترى مستقبلها؟
- وضع الووشو كونغ فو اليمنية جيد جداً، وليس ممتازاً؛ ولكننا أفضل من أغلبية الاتحادات؛ فقد استطعنا مع قيادة الاتحاد برئاسة الأستاذ محمد راوح المشاركة في أغلب البطولات خلال الخمس السنوات السابقة، وحققنا إنجازات عربية وعالمية.
في الماضي كان الدعم ممتازاً والمعسكرات ممتازة والبطولات متواصلة وكثيرة, بينما الآن أصبح السفر صعباً ومُكلفاً وندفع من جيوبنا ثم نتابع ونلاحق بعد حقنا لشهور.
أكيد تحتفظ بذكريات معينة مع هذه اللعبة؛ حدثنا عنها!
- ذكرى سفري للصين أول مرة. كان حلمي أن أرى الصين وتدريبات الصين. والذكرى المهمة لي هي تحقيقي ميدالية عالمية في الصين. والأهم تحقيقي ميدالية أولمبية آسيوية في قطر 2006، وهي الوحيدة لليمن في تلك الأولمبياد، وحتى الآن تعتبر آخر ميدالية أولمبية آسيوية لليمن.
هل من رسالة تود توجيهها بشكل عام؟
- أتمنى من الجميع ممارسة الرياضة؛ كونها الملاذ الوحيد بعد الله للخروج من ضغوطات الحياة. وأيضاً أدعو أولياء الأمور إلى إشراك أولادهم في التدريبات بالأندية؛ وذلك لإخراجهم من أجواء تناول القات والسهر والجلوس في الشوارع والشللية السيئة.
كلمة شكر لمن توجهها؟
- لكل المحبين والداعمين للرياضة, ولأهلي وأصدقائي، الذين ساندوني ودعموني في مسيرتي الرياضية.
بماذا تختتم هذا الحوار؟
- شكراً لكم على إتاحة الفرصة للحديث عن الرياضة وإنجازاتنا. وأسأل الله أن يحفظ بلدنا, ونرجو من الله الحفظ والسلامة والنصر لأهلنا بغزة العزة.
ألعــــــاب العمــــر:
بعد خسارتي في بطولة العالم 2005 بالصين شيان رفضت العودة إلى اليمن؛ متأثراً بالخسارة، وذهبت إلى شنغهاي، وتدربت فيها؛ ولم يكن بحوزتي إلا 50 دولاراً, وصممت على مواصلة التدريب، واستعنت بالله ثم بأصدقائي الصينيين الذين سهلوا لي بعض الأشياء، وتدربت 4 أشهر تدريباً مكثفاً عانيت فيها الغربة والوحدة والتكسير والضرب أثناء التدريبات. والحمد لله استطعت إحراز ميدالية أولمبية آسيوية، فهل أستطيع كمدرب الآن تجهيز لاعبين خلال فترة قصيرة وتحقيق إنجاز مماثل رغم شحة الدعم ومن دون معسكر خارجي بالصين؟ وهل يستطيع الأبطال اليمنيون تحقيق هذا الإنجاز وتحمل المسؤولية وشد الهمة ومعرفة ما معنى استعداد لهذا الحدث؟ وهل تستطيع اللجنة الأولمبية اليمنية إعداد الأبطال وتسهيل البيئة الملائمة لهم لتحقيق إنجاز أولمبي نفتخر به؟
(منشور من حائط الكابتن ناجي حسين الأشول على «فيسبوك»)، 2يوليو ٢٠٠٣م










المصدر طلال سفيان/ لا ميديا